محتويات
صور حبِّ الرّسول لأصحابه
يتجلّى حبُّ النبيّ -صلّى اللَّه عليه وسلّم- لأصحابه في مواطن عديدة، نذكرُ بعضاً منها:
حبّ الرسول لأبي بكر
لقد كان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه وأرضاه- شخصية عظيمة وذات شرف وعز للدين وأهله؛ فقد جمع بين خصال الخير الحميدة من رقة ورحمة، وقوة وشجاعة؛ وكان صاحب النبيّ -صلى الله عليه وسلَّم- في الهجرة؛ في حين كان الحب متبادلاً بينهما، فالنبيّ -صلى الله عليه وسلَّم- قد ربّاه على الحب وأحبّه، وأعلن حبّه له في كثير من المشاهد؛ فمنها قول النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم: (لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَكِنْ أَخِي وَصَاحِبِي)،[٤] وهذا إعلان منه -صلى الله عليه وسلَّم- لمحبته لأبي بكر، ومبادرته في إظهار المودة والأخوة.[٥]
حبّ الرسول لعمر بن الخطاب
لقد أحبّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- عمراً حباً شديداً خاصّاً؛ وهذا ما بُيّن في الحديث الصحيح المشهور الذي رواه عمرو بن العاص رضي الله عنه: (أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَهُ علَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، فأتَيْتُهُ فَقُلتُ: أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أبُوهَا، قُلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، فَعَدَّ رِجَالًا)،[٦] وهذا دليل واضح على تميّز عمر -رضي الله عنه- بالحبّ والفضل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.[٧]
حبّ الرسول لعثمان بن عفان
لقد كان ذو النورين الحييّ عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وأرضاه، على قدر كبير من الخصال التي يحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلَّم؛ ومما يبين محبة النبي -صلى الله عليه وسلَّم- له قوله: (يا عثمانُ إنَّهُ لعلَّ اللَّهَ يقمِّصُكَ قميصًا، فإن أرادوكَ على خَلعِهِ فلا تخلعهُ لَهُم)،[٨] وهذا الحديث يدلّ على فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومحبة النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- له، وأنّ عثمان سيتولى الخلافة، وسوف تصيبه مصيبة كبيرة في ذلكم الحين، وسوف يستشهد في سبيل الله تعالى، وهو ما حدث بالفعل.[٩]
حبّ الرسول لعليّ بن أبي طالب
لقد بلغ حب النبي -صلى الله عليه وسلَّم- لعليّ مبلغ كبير، فهو ابن عمه وزوج ابنته الحبيبة فاطمة، ومما يظهر الحبّ له من النبي صلى الله عليه وسلَّم، ما قاله في فتح خيبر عن عليّ -رضي الله عنه- وأرضاه: (لَأُعْطِيَنَّ هذِه الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللَّهُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَه، ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ)،[١٠] وهذا دليل على محبة النبي -صلى الله عليه وسلَّم- له.[١١]
المراجع
- ↑ محمّد حسن عبد الغفار، فضائل الصحابة، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ سورة الفتح، آية:18
- ↑ "نحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه ٦"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3656، صحيح.
- ↑ سمير يونس (8/4/2013)، "النبي يربي أصحابه على الحب"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم:3662، صحيح.
- ↑ علي الصلابي، فصل الخطاب في سيرة عمر بن الخطاب، صفحة 72-77. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3705، صحيح .
- ↑ "يا عثمان، عسى الله أن يلبسك قميصاً"، إسلام ويب، 15/11/2020، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:4210، صحيح.
- ↑ "مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه"، طريق الإسلام، 8/12/2020، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022.