صور من حياة التابعين

كتابة:
صور من حياة التابعين


صور من حياة التابعين

سطّر التابعون نماذج عديدة من التقوى والأخلاق، وفيما يأتي بعض من الصور من حياة التابعين:

صور من زهد التابعي عطاء بن رباح

كان التابعيّ عطاء بن رباح زاهداً في دنياه أيّما زهد؛ حيث كان يقوم إلى الصلاة بعدما أصبح طاعناً في السنّ، ضعيفاً في الجسد، فيقرأ مئتي آيةٍ من سورة البقرة وهو قائم في الصلاة، من غير أن يضعف أو يتحرّك.[١]


صور من عبادة التابعي عروة بن الزبير

كان عُروة بن الزّبير عابداً مُجتهداً، منذ نشأته وحتى كِبره، فقد كان كثير الصيام، وكان مداوماً على قيام الليل، وعُرف بكثرة قراءته لكتاب الله -تعالى-؛ حيث كان يقرأ ربع المصحف في نهار كلّ يومٍ قراءةً من المصحف، ثمّ يقوم الليل بما قرأ من القرآن غيباً، وكان ذاكراً لله في كلّ وقتٍ وحين.[٢]


وعُرف عُروة بن الزّبير بسخائه وكرمه؛ فقد كان لديه بستان من التمور، وكان يجعل سوراً حول البستان لحمايته ممّا قد يتلف الشجر، فإذا جاء موسم النّضج لمحصول التمور، كسر السور حتى يتمكّن جميع المارّة من النّاس أن يأكلوا منه ما شاؤوا.[٢]


صور من عدل التابعي عمر بن عبد العزيز

عُرف الخليفة عمر بن عبدالعزيز بعدله وحكمتِه، وكانت فترة خلافته أعوام رخاءٍ وأمنٍ على الأمّة الإسلاميّة؛ فقد كان الرجال يُخرج زكاة ماله، ولا يجد فقيراً في المدينة ليعطيه الزكاة، فقد نشر في الأرض عدلاً يُضرب المثل به، وأحبّه النّاس حباً شديداً؛ لكثرة إيمانه وتقواه، وعدله بين النّاس.[٣]


وجاء عنه أنّه قد اجتمع بجمعٍ من أهل العلم والفقه وقال لهم: "إنّي قد دعوتكم لأمر هذه المظالم التي في أيدي أهل بيتي، فما ترون فيها؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين: إن ذلك أمرًا كان في غير ولايتك، وإن وِزْرَ هذه المظالم على من غصبها ".[٣]

ولم يعجبه هذا القول، وسأل جماعةً آخرين، منهم ابنه عبد الملك وأخذ بقولهم الذي قالوا فيه: "أرى أن تردها إلى أصحابها ما دمت قد عرفت أمرها، وإنك إن لم تفعل كنت شريكا للذين أخذوها ظلماً"، فارتاح بقولهم هذا وأخذ به، وردّ كل مَظلمةٍ إلى أصحابها.[٣]


صور من صدق التوكل عند التابعي سعيد بن الجبير

اشتهر التابعي سعيد بن الجُبير بحُسن توكله على الله وصدقه فيه، حيث كان يقول: "التوكّل على الله جماع الإيمان"، وكان يكثر من دعاء: "اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك".[٤]

وروي أنّه قد دخل إليه رجل وهو يشكو ألماً في رأسه، فعرض عليه أن يأتيَه براقٍ ليرقيه، فرفض ذلك وقال بأنّه لا حاجة له في الرّقى، فقد كان مُتوكلاً على الله في أمره كلّه، بل قيل إنّ عقرباً لدغته ذات مرة، فأقسمت عليه والدته أن يَسترقيَ، فأعطى الراقي يده التي لم تُلدغ، لكيلا تَحنَثَ أمّه في اليَمين.[٤]

المراجع

  1. أحمد بن حنبل، الجامع لعلوم الإمام أحمد، صفحة 563. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عبد الرحمن رأفت الباشا، صور من حياة التابعين، صفحة 43. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت محمد نصر الدين عويضه، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 769. بتصرّف.
  4. ^ أ ب محمد نصر الدين عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 719. بتصرّف.
3071 مشاهدة
للأعلى للسفل
×