طائر السّمن
السّمان أو السّمن هو طائر من فصيلة الدجاج والشحروريات، لديه القدرة على الطيران والهجرة من دون طيور الدّجاج، ويتميّز بمذاق لحمه الشّهي. يعيش هذا الطائر في الغابات والأماكن التي تنتشر بها الأشجار، وتختلف طيور السّمان عن بعضها من حيث اللون والشكل، وتتميز بريشها البنّي والأسود والأزرق والأبيض.
يتغذّى السّمن على النبات وبذور القمح والشعير، والفواكه، ويتغذى على الحشرات الصّغيرة مثل الديدان والجنادب، ومن الأخطار التي تحيط به هي الحيوانات المفترسة والصقور والبوم وصيد البشر، حيث يلجأ الصيادون لصيد السمّان لغايات أكله، وبيعه، وتربيته لجني البيض، ويشتهر صيده في سوريا مع بداية قدومه أثناء هجرته في بداية شهر كانون الأول حتى شهر آذار.
طرق صيد السّمن
صيد السّمن بالدّبق
يتواجد السّمان بين أشجار الزيتون وفي الأحراش المرتفعة، وتُستخدم مادة الدبق وهي مادة لاصقة يتمّ تصنيعها من مواد طبيعية ويتم خلطها بالعسل ويتم غليها جيداً، ويدهن الصياد أغصان الأشجار بالمادّة اللاصقة خصوصاً أشجار البلوط والعليق، حتى يلتصق بها في الليل أثناء مكوثه وجلوسه على الشجر، ثم يأتي الصيّادون ويجنون غلتهم من السّمان.
تجدر الإشارة إلى أنّه يتم الصيد بوضع آلة فيها تسجيل لصوت السّمان حتى يجذب الإناث والطيور الأخرى، وما إن تقترب على الشجر وتضع الطيور أقدامها على الأغصان حتى تبحث عن الصوت تلتصق رجلاها بالدبق ولا تستطيع الطيران من جديد، لأنّ أجنحتها كذلك ملتصقة بالدّبق أيضاً.
الصيد بالبندقية
ينشط صيد السّمن أثناء النهار، فعند وضع آلة تسجيل لصوت السّمان والشحرور تأتي الطيور إلى الأشجار، وتستخدم الأسلحة صغيرة العيار من ثمانية وعشرين إلى ستة وثلاثين، وحجم الخردق من تسعة إلى عشرة، ويختبئ الصيّاد ما بين الأحراش، ويفضّل أن يلبس لباساً يتموه لونه مع لون الأشجار حتى يُضلّل الطيور ولا تكتشفه، وعليه أن لا يصدر الكثير من الحركة، ويبدأ بتوجيه بندقيته على الهدف ويصوّب على السمّان؛ فالطريقة مضمونة لأنّ الهدف أمامه، والجو المفضل في صيد السّمان هو الجو الضّبابي لأنّ السّمان يكون على مسافات قريبة.
تشتهر طريقة الحواش في صيد السّمن في أحراش شجر الزيتون والمناطق الجبلية، والتي تتكون من فريقين؛ ففيها يكون الفريق الأول في أول الأحراش والفريق الثاني في نهاية الأحراش ذاتها، ويبدأ صيادو الفرقة الأولى بتصويب بنادقهم على طيور السمان، فيصيدون ما يتم صيده والطيور الأخرى تبدأ بالهروب والطيران إلى الفريق الثّاني الذي ينتظرها في نهاية الأحراش، ويبدؤون في صيد السمّان الهارب، وفي هذه الطريقة يجري التّبديل بين أماكن الصّيد حيث يرتاح الصيادون جسدياً ثم يعاودون الصّيد من جديد، ويبقى صيد السمّان مصدر رزق وهواية للتنفيس عن ضغوط الحياة.