صيغة الزواج العرفي

كتابة:
صيغة الزواج العرفي

أهمية الزواج

إنّ الزواج هو سُنّة الحياة، وبه تعتمرُ الأرض وتَحيا، ويبقى النوع الإنسانيّ على قيد الحياة، لكن نظرًا لظروف الحياة الصعبة التي تمر بالإنسان في الوقت الحالي، وبسبب غلاء المعيشة وارتفاع المهور، قد يلجأ الإنسان إلى الزواج غير المشروع، مثل الزواج العرفي، والذي يتمّ دون وجود وليّ المرأة، ولذلك سيتم بيان صيغة الزواج العرفي، ومفهوم الزواج العرفي وأحكامه، والفرق بين زواج المتعة والمسيار والعرفي.

صيغة الزواج العرفي

الصيغة تعني اللفظ الذي يدلّ على حصول الزواج وتحقّقه، وتعدّ صيغة عقد الزواج ركنًا من أركانه، والذي يقصد به تلاقي القبول مع الإيجاب، كأن يصدر الإيجاب عن أحد المتعاقدين بقول وليّ المرأة: زوّجتكِ ابنتي، والقَبول هو الذي يصدر عن الطرف الآخر، كقول الزوج: قبلتُ زواجَها، وهذه الصيغة متّفق عليها بين جميع العلماء؛ وذلك لأنّ عقد الزواج كغيره من العقود، يحتاج إلى الإيجاب والقَبول لانعقاده.[١]

أمّا صيغة الزواج العرفي الشرعي تكون كصيغة عقد الزواج العادي كما سبق ذكره، لكن إن كان دون وجود ولي الأمر للمرأة، فتكون صيغة عقد الزواج العرفي بأن يصدر الإيجاب عن المرأة فتقول: زوجتُكَ نفسي، ويصدر القَبول من الزوج، ويشهد عل هذا العقد شاهدان، وكذلك يتم العقد.[١]

الزواج العرفي وحكمه

بعد بيان صيغة الزواج العرفي، لا بُدّ من معرفة مفهوم الزواج العرفي وحكمه، حيث إنّ عقد الزواج العرفي يتم بين الرجل والمرأة بغير إذن ولي المرأة، حيث يذهب الحنفية إلى اعتبار هذا النوع من الزواج صحيحًا، أمّا الجمهور فعَدّوه فاسدًا لعدم وجود ولي الأمر والذي يعد ركنًا أساسيًّا من أركان العقد، والحقيقة أنّ الزواج العرفي دون وجود ولي الأمر يعدّ فاسدًا، ويؤكّد على ذلك مقاصد الشريعة؛ لأنّه إذا عُدّ صحيحًا يؤدي إلى الانحلال الأخلاقي في المجتمع، وعقوق الوالدين.[٢]

ويُطلق أيضًا لفظ الزواج العرفيّ على العقد الذي يتم بين الرجل والمرأة، بحضور ولي المرأة، ولكن لا يتم تسجيله لدى الجهات الحكومية في الدولة، ويعدّ هذا العقد صحيحًا؛ لأنّ تسجيل العقد لا يعد ركنًا منه، بل هو إجراء تنظيمي لحفظ حقوق كل من الطرفين.[٢]

الفرق بين زواج المتعة والعرفي والمسيار

تتعدّد الألفاظ التي تطلق على الزواج، فمنها ما يسمّى بزواج المسيار ومنها ما يطلق عليه بالزواج العرفي وزواج المتعة، إلا أنه في الوقت الحالي يظن الناس أن هذه التسميات تؤدّي إلى معنى واحد، لكن هناك فروقات جوهرية بين التسميات السابقة من الواجب توضيحها:[٣]

  • زواج المسيار: وهو الزواج الذي يتم بين المرأة والرجل بالصورة الصحيحة المشروعة، بأن يكون الزواج مستوفيًا لجميع أركانه، إلّا أن المرأة تتنازل به عن حقّها بالسكن والنفقة.
  • زواج المتعة: وهو الزواج الذي يتم بين المرأة والرجل بصورة غير مشروعة لفترة زمنية مؤقتة، كأن يدفع الرجل إلى المرأة مبلغًا معينًا من المال، وينتهي هذا الزواج بانتهاء المدة المحدّدة، ودون أن ترث المرأة الرجل في حال وفاته قبل إنتهاء الفترة المحدّدة، ولا يترتّب لها أيّ من الحقوق كالنفقة والمسكن.
  • الزواج العُرفي: وهو ينقسم إلى نوعين، حيث يعدّ القسم الأول باطلًا، بأن يكتب الرجل بينه وبين المرأة ورقة يعترف بها أنها زوجته، ويشهد على ذلك شخصان، وتكون من نسختين واحدة للمرأة والأخرى للرجل؛ لأنّه يفتقد للوليّ، ولقيامه على السريّة وعدم الإعلان، أما القسم الثاني فهو شرعيّ؛ لأنه كالزواج العادي، لكنّه لا يُقيّد لدى الجهات المختصّة في الدولة.

المراجع

  1. ^ أ ب محمد رأفت عثمان، فقه النساء في الخطبة والزواج، القاهرة: دار الإعتصام، صفحة 63. بتصرّف.
  2. ^ أ ب فارس العزاوي (30-8-2014)، "زواج المسيار والزواج العرفي"، /www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-8-2019. بتصرّف.
  3. "الفرق بين زواج المسيار وزواج المتعة والزواج العرفي"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-08-2019. بتصرّف.
4710 مشاهدة
للأعلى للسفل
×