محتويات
أعطِها مساحةً كي تعبّر عن مشاعرها
كيف الطريق لكي تعبّر المرأة عن أحاسيسها؟
المرأة هي مخلوق حسَّاس بطبعها ومرهفة المشاعر وتحبّ دائمًا أن تُعبّر عن مشاعرها وأن يتم الاستماع إليها وتقدير كل ما تقوله، ليست المشاعر فقط مقتصرة على الحب والأحاسيس المرهفة، بل المشاعر اليومية التي تتعرض لها الزوجة من الحزن والضحك والبكاء وغير ذلك، فالمرأة لا تجد من تُحدثه في ذلك إلا زوجها وهو أقرب النَّاس إليها، مثل أن:[١]
- يحدث مع المرأة موقف في نهارها ثم تُحدّث زوجها به إمّا وهي تضحك إن كان الموقف يُضحك وإمّا عكس ذلك، فيأتي الرّجل ربّما ويسخر من كلامها أو حتى لا يُعيره أي اهتمام أو يقول لها أنا متعب، بهذه اللحظة يكسر مساحة المشاعر التي تربطه بها، وتتغير الزوجة عمّا كانت عليه.
- تريد الزوجة أن تُعبر عن غضبها الذي كبتته كلّ النهار فلا يسمح لها زوجها ويتحجج بالتعب فيؤدي ذلك إلى حصول الانفجار العظيم في مشاعرها، بل الأَولى أن يستمع لها ويُحاولان معًا حل المشكلة.
احتوِ غضبها
ما الطرق السليمة لاحتواء غضب المرأة؟
المرأة تعاني في أيَّام حياتها الكثير من الألم والتعب، فتشعر وكأن الجبال تجثم على جسدها، وتُحاول أن تكون أقوى لكنّها لا تستطيع، وبخاصة في وقت الحيض التي تؤدي إلى تغيرات في هرموناتها الجسدية ولا تستطيع بذلك أن تُسيطر على عصبيتها أو حزنها أو غضبها، فتحتاج في هذه الأوقات إلى عناية خاصة وخير مثال على ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تعامله مع زوجته عائشة -رضي الله عنها- في حيضها، إذ تقول: "كانَ يَتَّكِئُ في حَجْرِي وأَنَا حَائِضٌ، ثُمَّ يَقْرَأُ القُرْآنَ"،[٢] ومن الأمثلة على ذلك:[٣]
- عدم محاولة إقامة الحجة عليها وهي غاضبة.
- الصمت أثناء عصبيتها وقولها ما تريد من الكلام دون محاولة إثناء رأيها.
ادعمها نفسيًا
كيف يدعم الرجل امرأته معنويًا؟
إنّ الغضب لا يُواجه بالغضب، والسكين الحادة لا تُواجه بمثلها، بل تحتاج المرأة في حال الغضب إلى معاملة خاصة وبالأخص إن كانت تتمتع المرأة بالعناد إلى جانب الغضب، فالأولى هنا أن تُعامل بالحسنى وأن تُقابل بالكلمات الدافئة اللطيفة التي تُخفف من وتيرة الحدة التي كانت في بداية الحديث، ولا بدَّ من استخدام الكلمات الإيجابية بدلًا عن الكلمات السلبية، والابتعاد قدر الإمكان عن الأمر والنهي الذي يستفزها بشكل أكبر، ومن الأمثلة على ذلك:[٤]
- أن ينتظر الرجل حتّى تنتهي من كلامها ومن ثم يُمطرها بالكلام الدّافئ: كأن يقول لها: نعم معك كل الحق، أنت زينة هذا البيت، نحن لا نستطيع فعل شيء بدونك، أنت نعمة الله علينا وإلى ما هنالك.
- أن يُفاجئها بقبلة على جبينها بعد أن تُنهي كلامها: وبذلك تنتهي كل المشكلة ولا يكون هناك حاجة لأن يُعاد الكلام من جديد.
أعطِها الحبّ والأمان
ما هي وسائل إشعار المرأة بالطمأنينة؟
المرأة وردة تُسقى بماء الحب وتربو به، والزوج الذكي هو الذي يُواجه عصيبة زوجته وغضبها بالحنان والحب، ولا يلتفت إلى أقاويل المجتمع الساذجة التي تقضي بأنّ عليه أن يفرض سيطرته عليها من خلال الشدة والقسوة ولو قابلها بالحنان فإنَّه لا طاقة له لإدارة بيته؛ إذ مثل تلك الأقوال طالما أدت ببيوت عامرة للانهدام، ويكفي أن يهدم البيت حين يشعر الزوج أنّ امرأته باتت تقبع في عالم آخر بعيدًا عنه ولو كانت معه في نفس الغرفة، ومن الأمثلة على احتواء المرأة بالحب والحنان:[٥]
- محاولة الاستماع لها إلى نهاية حديثها: ومن ثم ملاطفتها بالكلام الطيّب وألّا يتركها حتى يراها تبتسم من جديد ويعود الأمر إلى ما كان عليه، وينبغي له الانتباه إلى عدم التطرق أبدًا للألفاظ القاسية.
- مفاجأتها بهدية رمزية: وذلك في حال كانت الظروف المادية تسمح بذلك، فقطعة من الشوكولا تعيد الأمور إلى ما كانت عليه.
حاول فهم سبب غضبها
هل يجب على الرجل تقصي سبب غضب زوجته؟
إنَّ لكل شيء في هذه الحياة سببًا لا بدَّ من الوقوف عليه، فلو استشاطت المرأة غضبًا من موقفٍ ما وتعامل معها الرجل بالحنان والحب والأمان وحُلّت المشكلة، ثم عادت في اليوم التالي وكرّر معها نفس الموقف فإنّ ذلك سيؤدي حتمًا إلى تجدد المشكلة، ولكنّ الرجل الذكي هو الذي يفهم سبب المشكلة أصلًا ويتفق وإياها على إستراتيجية معينة تُعين على إنهاء المشكلة، وهذا يعني أنَّه لا بدّ من اقتلاع المشكلة من جذورها وعدم التسويف في مثل تلك الأمور، ومن أمثلة ذلك:[٦]
- محاورة المرأة للوصول إلى حل حقيقي للمشكلة: كأن يقول لها زوجها: ما رأيك بهذا الحل؟ ما الحلول التي تقترحينها ومن الممكن أن ننفذها معًا؟
- الاهتمام برأي المرأة: كأن يقول لها: نعم فكرتك صائبة، حقيقة لولا رأيك لم تكن تلك الفكرة لتأتي إليّ، فتشعر المرأة بأهمية دورها في الحياة الأسرية.
أعطها اهتمامًا ولا تهملها
ما هي أشكال اهتمام الرجل بزوجته؟
قد تسأل المرأة زوجها بين الحين والآخر أتحبني؟ فيشعر الرجل بالدهشة كيف تسألني هذا السؤال وأنا الذي تدلّ كل تصرفاتي على الحب، وقد يعدّ الرجل الواجبات الزوجية مثل الطعام والنزهة وغير ذلك من الحب، لكنّ المرأة لها ميزان آخر في الحب، فالحب لديها هو الاهتمام الشخصي بها؛ فكلمات الحب مطلوبة في الحياة الزوجية حتى تكسر صقيع الحياة وتُدفئ ذلك المنزل الصغير، وخير مَن فعل ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه: "أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إلَيْكَ؟ قالَ: عَائِشَةُ قُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قالَ أَبُوهَا".[٧][٨]
فقد عبّر النبي -عليه الصلاة والسلام- عن حبّه لزوجته عائشة رضي الله عنها، وبكل بساطة أعطاهم درسًا في تعبير الزوج عن محبته لزوجه دون أي حرج، ومن الأمثلة على تقديم الاهتمام:[٨]
- تقديم الرسائل الصباحية بكلمات بسيطة على ورقة: فأكثر ما يُسعد المرأة رسالة بخط زوجها.
- السؤال عن حالها مع حلول كل مساء: وكيف قضت يومها، وترك مساحة من الزمن يكون فيها معها وحدها فتُشاركه مشاعره ويُشاركها أحاسيسها.
وضّح لها مدى امتنانك
كيف تلمس المرأة تقدير زوجها لها؟
المرأة تحتاج دائمًا إلى مَن يُسمعها كلمات الشكر والامتنان والحب، فلو آثر الرّجل الصمت على الكلام فإنَّه يُحضر المرأة دون أن يدري إلى انفجار هائل يؤدي لنتائج كارثية، ومن الأمثلة على تقديم الامتنان:[٩]
- من الممكن للرجل أن يُقيم حفلة صغيرة عائلية دون علم زوجته ويقول لها إنّ هذه الحفلة امتنانًا مني ومن الأولاد على تعبك العظيم معنا، فتشعر المرأة بقيمة ما تقدمه.
- أن يُشيد برأيها وتدبيرها للأمور أمام الآخرين وأمام أهله وأهلها فيمتدحها بالكلام العذب.
التمِس لها الأعذار
هل يجب على الرجل وضع الأعذار لغضب امرأته؟
المرأة تنظر إلى زوجها على أنَّه سندها بعد أبيها، فهي تلعب معه دور الطفلة وتضع دائمًا في ميزان عقلها أنَّها ابنته، وعلى الرّجل أن يكون واعيًا بشكل كبيرٍ إلى هذه الفكرة فلا يضع نفسه في نفس الميزان مع المرأة ولا يُعاملها ندًّا لند، فلو عاملها كذلك فإنَّه سيخسر من رجولته في عينها وستراه ندًّا لها كما ترى جارتها وأختها وغيرهن، أمَّا الرجل الذكي فهو الذي يلتمس الأعذار دائمًا لزوجته حتّى في غضبها وعنادها يرى أنّ ما يُحرّكها هو عاطفتها نحوه، ومن الأمثلة العملية لذلك:[١٠]
- لو غارت المرأة على زوجها وأدت بها الغيرة إلى سَورة من الغضب فإنّ على الرجل أن يحتوي ذلك فلولا محبتها له لما كان ذلك الغضب.
- لو صرخت المرأة في وجه زوجها عليه ألّا يعدّ ذلك إهانة له، بل يلتمس لها سبعين عذرًا أحدها هو الحب.
لا تضاعِف غضبها
ما الأسباب التي تؤدي لعناد الفتاة؟
إنّ الغضب يُولّد الغضب، وقد يُحاول الرّجل أن يُداوي الموقف فيخفق في بعض الأحيان فيبدأ بكيل الاتهامات لها، ويُثير أعصاب زوجته أكثر ويستفزها بشكل أعظم وخاصة عندما يُحاول أن يُثبت أنّ غضبها كان لسبب لا قيمة له، وأنَّها هي مَن تحاول خلق المشكلات، فهنا يتحول الموقف من غضب صغير كان من الممكن أن يختفي بعد لحظات، إلى حرب عظيمة لا يُعلم آخرها، والأحسن للرجل أن يُمسك أعصابه في هذه اللحظات حتى لا تتشعب الأمور، ومن الأمثلة العملية لذلك:[١١]
- أن يُقابل الرجل كلام امرأته أثناء غضبها بالاهتمام وأن يسمع منها سبب غضبها، وألّا يُحاول مناقشتها إطلاقًا في ذروة غضبها.
- ألّا يكون كلامها وعدمه واحدًا عنده، بل يُحاول دائمًا أن يكون الإسفنجة القادرة على امتصاص كل ما يعلق بها.
ناقِش الأمر معها بعد أن تهدأ
متى يُمكن مناقشة المرأة بالمشكلة؟
يعدّ الحوار مهم جدًّا في الحياة الزوجية، بفضله يستطيع أي شريكين أن يقضيا على المشكلة من أساها، ولكن لا بدَّ من الانتباه إلى توقيت الحوار فلو كانت المناقشة في أثناء المشكلة فستتحول إلى جدال وعناد لا خير فيه، أمَّا بعد المشكلة فهو الحسن والخير بإذن الله تعالى، ومن الأمثلة العملية على ذلك:[١١]
- أن يناقش الرجل امرأته في صلب المشكلة الأساسية وما الذي أدى بها إلى الوصول إلى تلك الحالة.
- أن يستمع الرجل إلى كلام امرأته حتّى النهاية دون أن يُقاطعها، ثم بعد ذلك يتكلم هو.
هناك العديد من المواقف والأساليب والطرق التي يمكن للرجل العاقل الذي يخاف الله أن يمتص من خلالها غضب زوجته، وجلها يكمن في التفهم والإنصات وعدم الأذى بل وتقديم الحب والكلام الدافئ.
المراجع
- ↑ رضا الجنيدي، ما لا يدركه الرجال وتحتاجه النساء، صفحة 94. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:297، حديث صحيح.
- ↑ رضا الجنيدي، ما لا يُدركه الرجال وتحتاجه النساء، صفحة 22. بتصرّف.
- ↑ ياسر نصر، فنّ التعامل مع الزوج العنيد والزوجة العنيدة، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ ياسر نصر، فن التعامل مع الزوج العنيد والزوجة العنيدة، صفحة 16. بتصرّف.
- ↑ محمد مكي، فن التعامل بين الزوجين، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمرو بن العاص، الصفحة أو الرقم:2384، حديث صحيح.
- ^ أ ب رضا الجنيدي، ما لا يدركه الرّجال وتحتاجه النساء، صفحة 57. بتصرّف.
- ↑ فهد العماري، رحلة النجاح بين الزوجين، صفحة 10. بتصرّف.
- ↑ ياسر نصر، فن التعامل مع الزوج العنيد والزوجة العنيدة، صفحة 26. بتصرّف.
- ^ أ ب ياسر نصر، فن التعامل مع الزوج العنيد والزوجة العنيدة، صفحة 33. بتصرّف.