تحديد نوع الجنين
يعتمد جنس الجنين على زوج الكروموسومات الجنسية الموجودة في البويضة المخصبة، إذ تحتوي جميع البويضات التي تطلقها المرأة على الكروموسوم الجنسي X، وفي المقابل تحتوي الحيوانات المنوية على إحدى الكروموسومين الجنسيين X أو Y، ففي حال تخصيب حيوان منوي يحتوي على الكروموسوم الجنسي X للبويضة، سيكون الجنين أنثى، ومن جهة أخرى إذا خُصّبت البويضة بحيوان منوي يحتوي على الكروموسوم الجنسي Y سيكون الجنين ذكراً.[١] وعلى الرغم من أنّ احتمالية أن يكون الجنين ذكراً أو أنثى تُعتبر متساوية في كل حمل، إلّا أنّ بعض الأزواج يُحبذون اختيار جنس (بالإنجليزيّة: Sex selection) جنينهم قبل حدوث الحمل، وذلك لعدة أسباب؛ منها ما يتعلق بالعادات والتقاليد، أو بالرغبة في تحقيق توازن جنسي بين أفراد الأسرة،[٢] أو لأسباب طبية بحتة، فعلى سبيل المثال هناك أمراض وراثية ترتبط بجنس الجنين، كالهيموفيليا (بالإنجليزية: Haemophilia) والحثل العضلي الدوشيني (بالإنجليزية: Duchenne muscular dystrophy) اللذين يصيبان الذكور حصرياً في أغلب الحالات، ففي حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بأحد هذين المرضين قد يختار الزوجين أن يُنجبا إناثاً.[١]
طرق تحديد نوع الجنين
الطرق الطبية
هناك عدد من الطرق الطبية التي يمكن اللجوء إليها لغايات تحديد جنس الجنين، وفيما يلي بيان لأهمها:
- التشخيص الوراثي السابق للانغراس: (بالإنجليزية: Preimplantation genetic diagnosis) واختصاراً PGD، يُعدّ التشخيص الوراثي السابق للانغراس الطريقة العلمية المثبتة الوحيدة لتحديد جنس الجنين، وبدقة تصل إلى 99%، إلّا أنّها مكلفة جداً، وتعتمد هذه التقنية على الحمل عن طريق التلقيح الصناعي المعروف بأطفال الأنابيب، واستخدام هذه التقنية كخطوة إضافية قبل غرس البويضة المخصبة في رحم المرأة، إذ يبدأ الأمر كأي عملية أطفال أنابيب اعتيادية بإعطاء الأم أدوية لتحفيز المبيضين على إنضاج العديد من البويضات بدلاً من واحدة أو اثنتين كما يحدث في كل دورة شهرية، وفي منتصف الدورة الشهرية تقريباً يستخرج الطبيب هذه البويضات من جسم المرأة، ويطلب عينة من السائل المنوي للزوج، ومن ثم تمزج البويضات والسائل المنوي في المختبر بهدف إنتاج عدد من البويضات المخصبة أو الأجنة، وفي هذه المرحلة يبدأ دور تقنية التشخيص الوراثي السابق للانغراس؛ إذ يتم أخذ عينة من بعض الأجنة وفحصها جينياً، لتحديد أي الأجنة يحمل الكروموسومين الجنسيين XX، وبالتالي سينمو ليكون جنيناً أنثى، وأيّها يحمل الكرموسومين الجنسيين XY، وبالتالي سينمو ليكوّن جنيناً ذكراً، وبعدها يُترك الخيار للزوجين لاختيار جنس الجنين الذي يفضلانه، ليقوم الطبيب بغرس الأجنة التي يفضلها الزوجين في رحم المرأة، فعلى سبيل المثال إذا اختار الزوجان أن يكون الجنين أنثى، سيغرس الطبيب الأجنة التي تحتوي على الكروموسومين الجنسيين XX في رحم المرأة.[١]
- فصل الحيوانات المنوية: (بالإنجليزية: Sperm Sorting) تطورت هذه الطريقة بشكل كبير، وأصبحت تعتمد على تقنية قياس التدفق الخلوي (بالإنجليزية: Flow cytometry) في فصل الحيوانات المنوية، إلّا أنّها ما زالت أقل دقة ونجاحاً من التشخيص الوراثي السابق للانغراس، إذ يُعتقد أنّ نسبة دقتها تقارب 93% عند اختيار الحمل بجنين أنثى، و85% عند اختيار الحمل بجنين ذكر، وتعتمد هذه الطريقة على أخذ عينة من السائل المنوي للزوج، وصبغ الحيوانات المنوية بصبغة معينة تتفاعل مع مادتها الوراثية، ومن ثم وضعها في جهاز قياس التدفق الخلوي، ليقوم المختصون بعدها بتحديد أيّ الحيوانات المنوية يحتوي على الكروموسوم الجنسي X، وأيّها تحتوي على الكروموسوم الجنسي Y، وعند اختيار الزوجين لجنس الجنين الذي يرغبان به، يمكن حقن الحيوانات المنوية المختارة مباشرة في رحم المرأة أو استخدامها في عملية أطفال الأنابيب.[١][٣]
الطرق التقليدية
هناك عدد من الطرق القديمة التي يدّعي البعض أنّها تساعد على اختيار نوع الجنين، وتستند في معظمها على النظريات التي وضعها لاندرم شيتليس (بالإنجليزيّة: Landrum Shettles) لتحديد جنس الجنين، والتي تقوم في مبدئها على أنّ الحيوان المنوي الذي يحمل الكروموسوم الجنسي Y والذي سيتسبّب بالحمل بجنين ذكر أسرع وأخف، إلّا أنّه أقل تحملاً من الحيوان المنوي الذي يحمل الكروموسوم الجنسي X الذي سيتسبّب بالحمل بجنين أنثى، وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يوجد أي دليل علمي يثبت صحة هذه الطرق، ويُرجّح الأطباء أنّها خرافات وليس لها أي أساس من الصحة، وفيما يلي بيان لبعض هذه الطرق:[٤][٥]
- اختيار وقت الجماع وفقاً لموعد الإباضة: يدّعي البعض أنّ الجماع في وقت قريب من موعد الإباضة يزيد فرصة تخصيب البويضة من قبل حيوان منوي يحمل الكروموسوم الجنسي Y؛ كونه أسرع وأخف ليسفر عن الحمل بجنين ذكر، بينما الجماع في وقت أبعد قليلاً عن موعد الإباضة سيتسبّب بالحمل بجنين أنثى؛ كون الحيوان المنوي الذي يحمل الكروموسوم الجنسي X أبطأ ويعيش لفترة أطول بعد الجماع، ويجدر التنبيه إلى أنّ الابتعاد عن موعد الإباضة سيقلل فرصة الحمل بشكل عام.
- الاعتماد على البيئة الحمضية أو القاعدية للمهبل: إذ تستند هذه الطريقة إلى أنّ زيادة حمضية المهبل بغسله بالماء والخل سيزيد من فرصة الحمل بجنين أنثى، بينما زيادة قاعديته بغسله بالماء وصودا الخبز (بالإنجليزيّة: Baking soda) تزيد فرصة الحمل بجنين ذكر.
- اتباع وضعيات معينة أثناء الجماع: إذ يدعي البعض أنّ الجماع العميق سيزيد من فرصة الحمل بجنين ذكر.
- اتباع نظام غذائي معين: إذ يُدّعى أنّ تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم يزيد من فرصة الحمل بجنين ذكر، وفي الحقيقة توصلت إحدى الدراسات إلى وجود علاقة بين اتباع نظام غذائي غني بالبوتاسيوم وإنجاب جنين ذكر، إلاّ أنّ الدليل العلمي على هذه الدراسة ونسبة نجاحها ضعيف جداً.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Choosing the Sex of Your Baby: Facts & Myths", www.verywellfamily.com, Retrieved 19-11-2018. Edited.
- ↑ "Choosing the Sex of Your Child", www.webmd.com, Retrieved 19-11-2018. Edited.
- ↑ "The science behind sex selection", www.babycentre.co.uk, Retrieved 19-11-2018. Edited.
- ↑ "Boy or Girl — Can You Choose Your Baby’s Gender?", health.clevelandclinic.org, Retrieved 19-11-2018. Edited.
- ↑ "Deciding Baby's Sex", www.webmd.com, Retrieved 19-11-2018. Edited.