طرق حل النزاعات الدولية

كتابة:
طرق حل النزاعات الدولية

النزاعات

إنّ الفطرة الإنسانية بطبيعتها مُعرضة للخطأ، لذلك هُناك العديد من النّزعات التي تنشب بين الأشخاص العاديين، ليس ذلك فحسب بل تمتد النّزعات هذه أيضًا لتقوم بين الدّول المُختلفة، وبالرّغم من أنَّ النزاعات لها العديد من الآثار السلبية التي تعود على المجتمع، لكن ثبت دور هذه النّزاعات في قيام نوع من التطور، وخاصّة إن قام ذلك على أسس وقيم ومبادئ راسخة، لا على سبيل الأهواء الشخصية، بمعنى أنّ الدول في حال نشوب النزاعات فيما بينها فإنّها تخلق العديد من الطّرق لحلها وفضّها، وقد تم تسليط الضوء في هذا المقال حول مفهوم النزاعات الدولية، بالإضافة إلى بيان طرق حل النزاعات الدولية.[١]

مفهوم النزاعات الدولية

عُرفت محكمة العدل الدولية الدائمة النزاع الدّولي بأنّه: "مجموعة من الخلافات التي تدور حول نقطة قانونية أو واقعية أو تناقض أو تعارض للطروحات القانونية أو الواقعية أو المنافع بين الدولتين"، وقد لا يختلف سبب نشوء النّزاعات الدّولية عن النّزاعات التي تنشأ بين الأفراد، فهي تقترب من بعضها البعض نسبيًّا، ولكن مهما كان هذا التقارب موجود إلّا أنَّ النّزاعات الدولية تُعدّ أشد وأخطر من النزاعات التي تنشب بين الأفراد، فقد يكون هُناك فعلًا خلافات بسيطة بين دولتين يُمكن حلّها بسهولة بالطرق الوديّة دون تعريض أمن الدّول المُتخاصمة إلى التوتر أو الاضطراب، وفي مُقابل ذلك هُناك العديد من النّزاعات التي تنشب بين دولتين أو أكثر والتي بدورها تُعرّض أمن الدولة إلى الخطر، كما أنّها تُخل أيضًا بالتوازن في العلاقات الدّولية، وهذه النّزاعات لها تأثير كبير على الدول، فمن الممكن أن تقتصر آثار هذه النزاعات فقط على قطع العلاقات الدّبلوماسية فيما بينها، لكن هذه الآثار قد ترمي إلى أحداث أكثر خطورة؛ كقيام الحروب بين الدول وتهديد النفس الإنسانية.[٢]

طرق حل النزاعات الدولية

كما تمَّ ذكره فيما سبق إذا تُركت النّزاعات التي تنشب بين الدول دون حلّ؛ فإنّه قد ينجم عنها العديد من المخاطر التي تُعرّض الدول إلى الانهيار، بالإضافة إلى زعزعة استقرار الأفراد وقتل الأرواح البريئة، لذلك كان لازمًا على الدول التدخل لحلّ هذه النزاعات بين الدول، لذلك نص القانون الدّولي على طرق حل النزاعات الدولية، ومن هذه الطرق:[٢]

الحلول السياسية

إنّ أول طرق حلّ النزاعات الدولية الحلول السياسية، وهذه الحلول يُمكن تطبيقها على جميع هذه النزاعات الدولية، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام: التفاوض المباشر؛ والذي يتم من خلال حكومات الدول المُتنازعة، بحيث تقوم هذه الحكومات إلى حل النزاعات من خلال تقريب وجهات النظر بين الدول المُتنازعة، والوصول إلى حلول مُرضية، أمّا عن المساعي الحميدة فإنّها تتدخل فيها دولة لا علاقة لها بالنّزاع، فتقوم بالوساطة؛ كأن تستدعي الأطراف المُتنازعة طرفًا ثالثًا في حالة استحفال النزاع، والتحقيق وهو أن تقوم الأطراف المتنازعة بحل النزاع بصورة مباشرة أو من خلال اللجوء إلى التحكيم، وأخيرًا التوفيق الذي يتم من خلال لجان تتألف من ثلاثة أو خمسة أعضاء وتكون دائمة.

الحلول القضائية

من طرق حل النزاعات الدولية اللجوء إلى القضاء أو التحكيم من أجل حل تلك النزاعات، وقد يُعرف القضاء الدولي بأنّه: "آداة لفصل يقع خلاف بين شخصين أو أكثر من أشخاص القانون الدولي، بحيث يتم صدور حكم قانوني من خلال قضاة مُستقلين في عملهم تم اختيارهم من قبل الجهات المعنية"، أمّا التحكيم الدولي فهو: "عبارة عن هيئة يتم اختيارها من قبل الدّول المتنازعة من أجل الفصل في النزاع القائم بينها"، ومن الأمثلة على المحاكم القضائية المُختصة بذلك محكمة العدل الدولية.

الحلول الودية في ميثاق الأمم المتحدة

أوجبت المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة أنّه: "على الدول الأعضاء أنّ يفضوا منازعاتهم الدولية بالوسائل السلمية على وجه لا يجعل السلم والأمن والعدل الدولي عرضة للخطر"، كما أوجبت المادة 33 الدول في حال نشب أيّ نزاع بينهما اللجوء إلى الطرق الوديّة لحل هذه النزاعات بدلًا من تعرّض أمن الدّول إلى التهديد، ومن هذه الطرق التحقيق والمفاوضة والوساطة والتوفيق والتحكيم والتسوية القضائية، أو اللجوء إلى المنظمات من أجل حلها، أو الاستعانة بالاتفاقيات.

التسوية غير الودية للنزاعات الدولية

إذا لم تنجح طرق حل النزاعات الدولية السّابقة، لا بُدَّ من اللجوء إلى الطرق غير الودية، وهذه الطرق تشمل قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصاص والثأر أو الإنتقام والإحتلال المؤقت والحصار السلمي وحجز السفن أو توقيفها، بالإضافة إلى المقاطعة الاقتصادية أو الحروب.

المراجع

  1. د.علي الوردي (1994)، مهزلة العقل البشريّ (الطبعة الثانية)، لندن: دار كوفان، صفحة 20-21. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "تسوية النزاعات الدولية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 27-02-2020. بتصرّف.
2810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×