دور الحكومات في حماية الحيوانات
مع زيادة الكثافة السّكانية بدأ الإنسان باستغلال الموارد الطّبيعية وصيد الحيوانات ممّا عرَّض أنواعاً عديدةً من الحيوانات لخطر الانقراض، وقد تنبّهت المنظّمات الحكومية لهذه المسألة وقرّرت حماية الحيوانات والحفاظ عليها،[١] من خلال الإجراءات الآتية:
حماية البيئات الطبيعية
مما لا شك فيه أنّ لفقدان البيئات الطبيعيّة بالغ الأثر على الأنواع الحيوانيّة، وقد يؤدي إلى انقراض بعضها، ولحماية هذه الحيوانات لا بدّ من حماية موائلها، ومن جهة أخرى يمكن حماية الحيوانات من التّأثر بفقدان الموائل الطبيعية بإنشاء المحميّات الطبيعيّة والمُتنزّهات الوطنيّة، ومن أهم العوامل التي تؤدي إلى فقدان البيئات الطبيعيّة ما يأتي:[٢]
- الزّراعة الحيوانيّة، أو تربية الحيوانات.
- الّتعرية وانضغاط التربة.
- التصحّر.
- تغيّرات المُناخ.
- الاضطرابات الطبيعية مثل الفيضانات.[١]
- الاضطرابات التي يُسببها الإنسان مثل الحرائق، وقطع الأشجار، وأعمال البناء، والتّلوث.[١]
الحفاظ على أعداد كافية للتكاثر
يمكن حماية الحيوانات من الانقراض عن طريق الحفاظ على أعداد كافية من نوع ما للتكاثر، وهو ما يُعرف بإدامة الأنواع القابلة للحياة [١]، ويُقصد بذلك محاولة إبقاء الأنواع التي تتكيف مع ظروف بيئتها وتتمكن من الصمود؛[٣] وذلك لضمان أن لا تنخفض أعدادها عن الحد الأدنى الذي يحول بينها وبين مواجهة خطر الانقراض.[٤]
لتحقيق هدف المحافظة على أعدادٍ كافيةٍ للتّكاثر تُعنى الحكومات بإعطاء الأولوية للحفاظ على نوعٍ معين من الحيوانات النّادرة في منطقة محميّة، على سبيل المثال تهتم غابة غير في الهند بالأسود، في حين تهتم محميّة كازيرانجا، ومحميّة جالدابارا بوحيد القرن.[١]
إنشاء المحميات
تُعرَّف المحميّات بأنّها مساحة من الأرض تُخصَّص للاحتفاظ بالأنواع المهددة بالانقراض لحمايتها من الصيّادين، وتنتشر المحميّات الطبيعية في مناطقَ واسعة من العالم بما في ذلك أمريكا، وأوروبا، والهند، وإندونيسيا، وإفريقيا.[٥]
و قد لاحظت الحكومات أنّ جرائم صيد الحيوانات لا تزال مستمرةً بالرّغم من وجود الحيوانات داخل المحميّات، لذلك قرّرت اتخاذ عِدة تدابير للسّيطرة على أنشطة الصيّادين، وذلك كما يأتي:[٦]
- استخدام تقنياتٍ جديدة للكشف عن أنشطة الصيّادين، مثل الأقمار الصناعية، وأجهزة الإرسال، والكاشفات، والطيارات بدون طيّار التي يُمكنها الكشف عن أماكن وجود الصيّادين وإرسال إشارة إلى حُراس المحمية للتَّدخل، وتوجيه الحيوانات نحو الأماكن الآمنة، وقد أثبتت هذه التقنيات فعاليّتها في الحدّ من الصيد الجائر.
- تزويد حُراس المحميّات بالمعدّات اللازمة لتنفيذ مهامهم بما في ذلك الأسلحة التي تُمكّنهم من مواجهة الصيادين المسلَّحين.
- زيادة أعداد حُراس المحميات وتدريبهم تدريباً جيداً.
- إعطاء حراس المحميّات أجورًا تتناسب مع أهمية دورهم، ومع المخاطر التي يتعرضون لها.
سن القوانين والتّشريعات
وضعت دول مختلفة في العالم قوانين مختلفة لحماية الحيوانات، ومن ذلك ما يأتي:[٧]
- قانون رعاية الحيوان
(بالإنجليزيّة: The Animal Welfare Act) والذي تمّ إقراره عام 1966 م في أمريكا، حيث ينص على الاهتمام بالحيوانات التي تعيش في حدائق الحيوان، والحيوانات المِخبرية، والحيوانات التي تُباع تجاريًا، ويؤكد على ضرورة توفير الرّعاية والعلاج اللّازمَين لها.
- قانون الأنواع المهدّدة بالانقراض
(بالإنجليزيّة: Endangered Species Act) تم إقراره عام 1973 م في أمريكا لحماية الأسماك، والثدييات، والطيور، والنّباتات المُهددة بالانقراض في الولايات المتحدة وخارجها.
- قانون منع القسوة على الحيوانات وتعذيبها
(بالإنجليزيّة: Preventing Animal Cruelty and Torture Act)، وهو قانون يَحظر تعذيب الحيوانات بالحرق، أو الغرق، أو الخنق وغيرها من أشكال القسوة، وقد تمّ توقيعه ليصبح قانونًا عام 2019 م.
- قانون لاسي
(بالإنجليزيّة: The Lacey Act) وهو قانون صدر عام 1990م يحظُر التّجارة في الحياة البرية والنباتات، وحيازتها، ونقلها أو بيعها بشكل غير قانوني.
- الدستور الهنديّ
حيث نصّ على أنّ الواجب الأساسي لكل مواطن هو حماية وتحسين البيئة الطبيعية بما في ذلك الغابات، والبحيرات، والأنهار والحياة البرية، والتعاطف مع الكائنات الحية.[١]
- ومن القوانين التي تحمي الحيوانات في الهند، ما يأتي:[١]
- قانون الحفاظ على الأفيال البريّة في مدراس لعام 1873 م.
- قانون المحافظة على الأفيال لعموم الهند لعام 1879 م.
- قانون حماية الطيور والحيوانات البريّة لعام 1912 م.
- قانون الحفاظ على وحيد القرن في البنغال لعام 1932 م.
- قانون حماية الحيوانات البريّة والطيور البريّة في بومباي لعام 1951 م.
- قانون حماية وحيد القرن في آسام لعام 1954 م.
- قانون حماية الحياة البريّة الهنديّة لعام 1972 م.
- قانون حظر عرض وتدريب الدببة، والقردة، والنُّمور، والفهود، والأسود لعام 1998 م.
فرض قيود على تصدير الأنواع النباتية والحيوانية النادرة ومنتجاتها
تنصّ اتفاقية التجارة الدولية بما يتعلّق بالأنواع المهددة بالانقراض (CITES)، والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 1975 م، على منع استيراد وتصدير الأنواع النباتية والحيوانية النادرة ومنتجاتها بما في ذلك أنياب الفيلة، وجراب المسك المستخلص من غزال المسك، وقرون وحيد القرن، وجلد الحيوانات البرية الكبيرة والثعابين.[١]
من جهة أخرى تؤكد اتفاقية سايتس أيضًا على ضرورة التعاون الدولي لحماية أنواع معينة من الحيوانات والنباتات البرية من الاستغلال المفرط من خلال التجارة الدولية، وضرورة اتخاذ التدابير المناسبة لتحقيق هذا الهدف.[١]
تحسين ظروف المناطق المحمية
يمكن تحسين ظروف المناطق المحمية بعدة طُرق نذكر منها الآتي:[٨]
- توفير إدارة مؤهلة تُحسّن مستوى التّنوع الحيوي في المحمية.
- صيانة المحميّات بشكل دوري.
- الرّبط بين المحميات وإتاحة الفرصة للحيوانات للانتقال بينها بأمان ممّا يساعد في الحفاظ على صحة السّكان النظام البيئي.[٩]
التوعية على نطاق واسع
تَجهل الكثير من المجتمعات أهمّية الحياة البرية ومدى ضرورة المحافظة عليها، ولنشر الوعي بينهم لا بد من تثقيفهم وتوعيتهم بأهمية الجهد المبذول للمحافظة على الحيوانات، ويمكن أن يتمّ ذلك بعدة طرق، نذكر منها الآتي:[١]
- إدراج دراسة علم البيئة، ومواضيع حماية الحياة البرية ضمن المناهج الدراسيّة في المدارس، والكليات، والجامعات.
- تعزيز وعي الشعوب بالجهود المبذولة لحفظ الحيوانات وأهمية دعمها من خلال وسائل الإعلام مثل الصحف، والمجلات، والبرامج الإذاعية والتلفازية.
- تشجيع الجماهير على زيارة المحميات الوطنيّة، وحدائق الحيوان، ومتاحف التاريخ الطبيعي.
- عرض البرامج السينمائية المصورة عن الحياة الفطرية وضرورة المحافظة عليها لتنمية مشاعر الحب والاهتمام بالحياة الفطرية.
إعلان بعض الحيوانات والأشجار والزهور كرموز وطنية
تتمثل إحدى طرق المحافظة على الحيوانات بإعلان بعضها كرموز وطنية للبلد لحثِّ السكان على المحافظة عليها، ويعتمد اختيار الحيوان على عدة معايير من بينها الموطن، والأهميّة،[١] ومدى ارتباط الحيوان ببيئة البلد، وثقافته، وتقاليده وأساطيره، ومن الأمثلة على ذلك ما يأتي:[١٠]
- اختيار الهند لكل من النّمر البنغالي، والفيل الهندي، والطاووس الهندي، وملك الكوبرا، ودولفين نهر الغانج رموزاً وطنية، ويعود سبب اختيار أكثر من رمزٍ وطني واحد للدلالة على التّنوع الحيوي الكبير فيها.
- اختيار المها العربي كرمز وطنيّ لكل من سُلطنة عُمان ودولة قطر.
- اختيار نمر الثلوج كرمز وطنيّ لأفغانستان.
دور الأفراد في حماية الحيوانات
من البديهي أنّ انقراض الكثير من الحيوانات كان نتيجةً للسلوكيات غير المسؤولة التي انتهجها البشر طوال عقود، ومن البديهي أيضاً أنّ الأفراد مُطالبون ببذل كل جهدٍ ممكن لحماية الحيوانات، وبالتأكيد فإنّ مجموع كل هذه الجهود سيُحدث فرقًا كبيرًا،[٢] وفيما يأتي ذكر لدور الأفراد في حماية الحيوانات:
تقليل الاستهلاك وزيادة التدوير
تُسبب النفايات التي تُلقى في المياه السطحية، والمياه الجوفية، والتربة، والهواء تلوثًا للبيئة يسبب بدوره مشكلات خطيرة للأنواع الحيوانيّة والنظم البيئية الأخرى [١١]، ويمكن تقليل النفايات عن طريق تقليل الاستهلاك، وإعادة استخدام المواد وتدويرها، ولدعم الحيوانات يُنصح أيضاً بما يأتي:[١٢]
- إعادة تدوير الهواتف المحمولة، لأنّ المعادن والإلكترونيات المستخدمة في تصنيعها يتم تعدينها في موطن الغوريلا.
- التقليل من استخدام زيت النخيل لمنع قطع الغابات التي تعيش فيها النّمور بهدف تحويلها إلى مزارعَ للنخيل.
- الامتناع عن شراء الأثاث المصنوع من الخشب المقطوع من الغابات المطريّة.
الانضمام إلى جمعيات حماية البيئة
يمكن للأفراد الانضمام إلى واحدة أو أكثر من الجمعيات التي تهتم بحماية الأنواع المهددة بالانقراض وحماية الموائل الطبيعية، لدعمها ومساعدتها على الاستمرار بمسيرتها، وتمكينها من الضّغط على الحكومات من أجل تشريع ممارسات مفيدة للبيئة، علماً بأنّ هناك بعض الجمعيات التي تتيح للفرد القيام بعمل ميداني للمساهمة في حماية الحيوان.[٢]
تقليل استخدام المبيدات
تُسبب المبيدات بأنواعها الضرر للحيوانات بما في ذلك مبيدات الآفات ومبيدات الأعشاب، وذلك لأنها تتراكم في التربة فتمتصّها النباتات، ثم تنتقل للحيوانات التي تتغذى على هذه النباتات، ولذلك ينصح بالحد من استخدام المبيدات كنوع من الجهد الفردي لحماية البيئة والحيوانات.[٢]
الامتناع عن السرعة أثناء القيادة
أدى ازدياد الكثافة السكانية إلى تعدي البشر على موائل الحيوانات، فشقُّوا الطرق التي فصلت موائل الحيوانات، مما أجبر الحيوانات على عبور هذه الطرق للانتقال إلى الجانب الآخر من موطنها، مما يُعرِّضها للكثير من المخاطر، لذلك فإنّ أقلّ ما يمكن فعله هو القيادة بحذر، وعدم الإسراع، والانتباه أثناء القيادة على الطُّرق التي تعبرها الحيوانات.[٢]
الامتناع عن أكل اللحوم
وذلك قدر الإمكان، حيث يتوجّه الكثير من مُناصري قضايا البيئة وحماية الحيوان إلىاتّباع نظام غذائي نباتي والامتناع عن تناول اللحوم، وذلك لإيمانهم بالضّرر الكبير الذي تُسبّبه تربية الحيوانات والمواشي على البيئة والحياة البرية بما في ذلك:[٢]
- استهلاك كميات كبيرة من المياه.
- إزالة الغابات وانقراض الغابات المطريّة.
- التلوث، وزيادة انبعاث غازات الدفيئة بمعدل يفوق تأثير استهلاك الوقود الأحفوري.
- تآكل التربة.
- فقدان الموائل.
- انقراض أنواع من الحيوانات.
نشر الوعي بين الناس
يمكن حماية الحيوانات ببساطة عن طريق نشر الوعي بين النّاس بكل ما يتعلق بقضايا الحيوانات المهدّدة بالانقراض، وتحفيز الآخرين على قراءة المواضيع التي تبحث في هذا المجال، وتشجيعهم على احترام الحياة البرية، وذلك للحد من الممارسات الخاطئة تجاه الحيوانات.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز Meghna G, "Wildlife Conservation: Purpose and Methods", notes on zoology, Retrieved 12/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "10 Ways To Help Wildlife", world animal foundation, 3/10/2021, Retrieved 12/11/2021. Edited.
- ↑ "SPECIES VIABILITY EVALUATIONS", fs.usda, Retrieved 12/11/2021. Edited.
- ↑ Carrie L. Vath, "minimum viable population", britannica, Retrieved 12/11/2021. Edited.
- ↑ Aakanksha Gaur, Adam Augustyn, Adam Zeidan and others, "nature reserve", britannica, Retrieved 12/11/2021. Edited.
- ↑ "THE WILD ANIMALS", ompe, Retrieved 12/11/2021. Edited.
- ↑ "Laws that Protect Animals", Animal Legal Defense Fund , Retrieved 13/11/2021. Edited.
- ↑ "Protected Planet Report 2018", livereport, 2018, Retrieved 13/11/2021. Edited.
- ↑ Emily Jerome, Digital Engagement Assistant, National Environmental Treasure, "WHY LINKING PROTECTED AREAS IS CRUCIAL FOR WILDLIFE MOVEMENT", National Environmental Treasure, Retrieved 13/11/2021. Edited.
- ↑ Avijoy Choudhury (25/4/2017), "National Animals Of Asian Countries", world atlas, Retrieved 13/11/2021. Edited.
- ↑ "Protect Wildlife", every thing connects, Retrieved 13/11/2021. Edited.
- ↑ "10 Easy Things You Can Do To Save Endangered Species", Endangered Species Coalition, Retrieved 13/11/2021. Edited.