الطب الحديث
بعد الثورة الصناعية التي شهدتها أوربا في القرن الثامن عشر بدأ الطب الحديث في البروز، حيث كان هناك نمو ملحوظ وسريع في النشاط الاقتصادي في القارتين الأمريكيتين وأوربا الغربية، وبعد ذلك استمر النمو الصناعي والاقتصادي أثناء القرن التاسع عشر، وظهرت بالتالي العديد من الاختراعات والاكتشافات العلمية، وكانت النتيجة أن أنجز العلماء تقدمًا وتطورًا سريعًا في تشخيص الأمراض وعلاجها والوقاية منها، وكذلك تمكنوا أيضًا من فهم الآلية التي تتسبب بها الجراثيم والفيروسات الأمراض الخمجية، واستبدلت نتيجة ذلك طرق طبية غريبة تسيء للجسم أكثر من أن تشفي بطرق أخرى فعالة وتقوم على أدلة علمية، ومع كل هذا التقدم طبعًا لايزال الطريق طويلًا ومفتوحًا أمام خيارات كثيرة مختلفة في التشخيص والعلاج.[١]
هل هناك طرق طبية غريبة تسيء للجسم أكثر من أن تشفي؟
يختلف الطب اليوم عن الطب الذي تمَّت ممارسته في القرون القديمة، حيث كانت تستخدم أساليب علاجية اعتقِد أنَّها صحية ومفيدة، لكن التقدم والتطور العلمي في الطب أثبت فشلها وربما حتى ضررها للجسم، وهنا سيتمُّ ذكر عدة طرق طبية تسيء للجسم أكثر من أن تشفي:[٢]
- صفراء الثعبان: هذه إحدى الطرق القديمة التي استخدمت قديمًا في الصين لتدبير القرحات التناسلية وعدة أمراض أخرى.
- الكوكائين: رغم إسهامات سيغموند فرويد في علم النفس إلا إنَّه بالإضافة إلى عدد من الأطباء في القرن التاسع عشر كانوا يستخدمون الكوكائين لعلاج عدة أمراض منها الاكتئاب والصداع النصفي والآلام السنية.
- المادة اللزجة للحلزون: فحسب جامعة أكسفورد، كان يستخدم الحلزون مع لعلاج الثآليل.
- الحديد الساخن: حيث كان جراحي القرن الثاني عشر حسب مخطوطات القرن الثاني عشر يعالجون البواسير الشديدة عن طريق كيِّها بقطعة حديد ساخنة.
- العلاج بالملاريا: هذا أحد العلاجات التي أقدم عليها يوليوس جوريج الطبيب النمساوي في العشرينيات من القرن الماضي، حيث وجد أنَّ الحمى التي تُحدثها الملاريا تُسهم في علاج الزهري، والغريب أنَّه فاز بجائزة نوبل على اكتشافه هذا، رغم أنَّ هناك عدد كبير من المرضى الذي توفوا جراء هذه العملية.
- الزرنيخ: حيث استخدم الزرنيخ لعدة قرون في علاج العديد من الحالات بما في ذلك الصداع والحمى والزهري.
هل يوجد طرق طبية آمنة في الطب الحديث؟
وفَّر الطب الحديث للناس الآن وسائل أكثر أمانًا ممّا كان يستعمل من قبل ويظن أنَّه علاج لمرض معين، حيث بوساطة الاكتشافات والاختراعات والبحوث والتجارب تمكن العلماء من تحديد الآليات الإمراضية للعديد من الأمراض، وتشخيصها وعلاجها بطرق طبية آمنة، وهنا سيتمّ ذكر العلاجات لما سبق من أمراض في الفقرة السابقة على سبيل الإيجاز:
- القرحات التناسلية: يختلف علاجها حسب السبب، فإذا كان السبب الزهري تعالج بالبنسلين، وإذا كان السبب الهربس البسيط تعالج بالأسيكلوفير، وإذا كان السبب القريح تعالج بالسفترياكسون أو الازيترومايسين الفموي، بالإضافة إلى أسباب أخرى وعلاجات أخرى.[٣]
- الثآليل: يمكن علاجها في المنزل بالتجميد أو بلصاقات تحتوي على حمض الساليسيليك، وتعالج من قبل الطبيب بوساطة النتروجين السائل او الجراحة.[٤]
- البواسير: يمكن بالبداية تجربة العلاج المحافظ، وفي حال فشله أو وجود اختلاطات يتم اللجوء إلى ربط البواسير أو العلاج المصلب أو الاستئصال الجراحي.[٥]
- الزهري: يستخدم في علاجه المضادات الحيوية وأهمها البنسلين، وغيرها الدوكسيسيكلين، الأزيترومايسين و السفترياكسون.[٦]
المراجع
- ↑ "What is modern medicine?", www.medicalnewstoday.com, 2020-05-08. Edited.
- ↑ "11 Old Medical Treatments That Will Make Your Stomach Turn. Including Heroin for Kids!", www.healthline.com, 2020-05-08. Edited.
- ↑ "Diagnosis and Management of Genital Ulcers", www.aafp.org, 2020-05-08. Edited.
- ↑ "Warts", www.healthline.com, 2020-05-08. Edited.
- ↑ "How long do hemorrhoids last? What to know", www.medicalnewstoday.com, 2020-05-08. Edited.
- ↑ "What is syphilis?", www.healthline.com, 2020-05-08. Edited.