محتويات
سلس البول
قبل الحديث عن طرق علاج سلس البول لا بُدّ من توضيح مفهوم سلس البول، إذ يمكن تعريفها بأنّها عدم القدرة على التحكم بطرح البول خارج الجسم، ومن الممكن أن تتراوح هذه المشكلة من حالات بسيطة تُسبب تسربًا بسيطًا للبول إلى حالات شديدة قد يفقد فيها المصاب القدرة بشكل كامل على التحكم بخروج البول، وسيتطرق هذا المقال للحديث عن كثير من التفاصيل المتعلقة بسلس البول بما فيها طرق علاج سلس البول.[١]
حقائق عن سلس البول
من الحقائق التي يجدر ذكرها قبل التفصيل في طرق علاج سلس البول؛ ضرورة معرفة أنّ هذه المشكلة إحدى الاضطرابات الصحية الشائعة للغاية، وعلى الرغم من احتمالية إصابة الأفراد جميعهم من كلا الجنسين بهذه المشكلة، إلا أنّها عادة ما تظهر لدى النساء بصورة تفوق ظهورها لدى الرجال، والجدير بالتوضيح أنّه بالاستناد إلى الدراسات المُجراة من قبل جمعية المسالك البولية الأمريكية وُجد أنّ هناك ما يُقارب ربع إلى ثلث سكان الولايات المتحدة الأمريكية يُعانون من مشكلة سلس البول.[٢]
أنواع سلس البول
قبل الحديث عن طرق علاج سلس البول كذلك لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ الأطباء والمختصين قاموا بتقسيم حالات سلس البول إلى عدة أنواع، وإنّ هذه الأنواع تختلف فيما بينها بطبيعة الشعور الذي يشعر به المصاب عند طرح البول خارج الجسم، فضلًا عن اختلافها في العلاج والعوامل التي تسبّبب حدوثها، وإنّ فهم أنواع سلسل البول يُسهل بصورة جليّة فهم طرق علاج سلس البول، وفيما يأتي توضيح أنواع سلس البول بشيءٍ من التفصيل والتوضيح.[٢]
سلس البول التوتريّ
إنّ سلس البول التوتري لا يرتبط بأيّ مشكلة نفسية، وإنّما هو على علاقة بطبيعة الأمور الفيزيائية التي يقوم بها المصاب، فعادة ما يُعاني المصابون بسلس البول التوتريّ من فقدان السيطرة على البول بحيث تخرج كميات صغيرة من البول عند سعالهم أو عطاسهم أو ركضهم أو حتى حملهم لبعض الأشياء الثقيلة، ومما يجدر بيانه أنّ المصابين بسلس البول التوتريّ قد يشعرون بالإحراج لممارسة الكثير من الأنشطة اليومية العادية، وذلك لخجلهم أمام الناس، فمن الممكن أن يحدّوا من أنشطتهم الاجتماعية أو ممارساتهم العملية أو غير ذلك، ولكن من الأخبار السارة أنّه باتباع طرق علاج سلس البول التوتريّ يسهل على المصاب عيش حياة طبيعية.[٣]
سلس البول الإلحاحيّ
تتمثل مشكلة سلس البول الإلحاحيّ بالشعور بحاجة مُلحّة مفاجئة للتبول على غير العادة، وإنّ هذا النوع من سلس البول يحدث نتيجة انقباض المثانة البولية في الوقت الذي لا يجب فيه أن تنقبض، ممّا يؤدي إلى تسرب البول دون قصد وخارج قدرة وتحكم المصاب، وممّا يجدر التنويه إلى أنّ سلس البول الإلحاحيّ ليس مرضًا بحدّ ذاته، وإنّما يُعدّ عرضًا ناجمّا عن اضطراب طبيعة الحياة المُتبّعة أو إصابة بمشكلة فيزيائية ما.[٤]
سلس البول التجاوزي
بعد بيان سلس البول الإلحاحي وسلس البول التوتري، تجدر الإشارة إلى وجود أحد أنواع سلس البول الذي يُعرف بسلس البول التجاوزي، ومثل هذه الحالة تتمثل بعدم قدرة الشخص المصاب على تفريغ مثانته بشكل كامل، وهذا ما يؤدي بالضرورة إلى تسريب نقاط من البول في فترات خارجة عن تواجده في المرحاض لغرض التبول، والجدير بالتوضيح أنّ هذه الحالة تتطلب علاجًا أيضًا، لأنّ تركها على حالها قد يُسبب العديد من المضاعفات.[٥]
سلس البول الوظيفيّ
قبل التطرق للحديث عن طرق علاج سلس البول لا بد من بيان أنواعه جميعها بما فيها سلس البول الوظيفيّ، وكما يُوحي الإسم فإنّ هذه المشكلة تتمثل بتسريب المصاب للبول بسبب عدم قدرته الوظيفية على الذهاب إلى المرحاض، ولشرح هذا الموضوع بدقة أكبر يجدر القول إنّ سلس البول الوظيفي يُعبر عن حالات عدم القدرة على التواجد في المرحاض في الوقت المطلوب، وذلك إمّا بسبب مشكلة جسدية أو مشكلة عقلية.[٥]
سلس البول الكليّ
تتمثل مشكلة سلس البول الكلي بعدم قدرة المثانة البولية على تخزين البول، الأمر الذي يتسبب بتسريب البول بشكل كامل، ولذلك عُرفت هذه الحالة بسلس البول الكليّ، والجدير بالتوضيح أنّ هناك العديد من الحالات التي يُعاني فيها المصاب من سلس البول الكلي نتيجة وجود عيب خَلقيّ أو بسبب إصابة في الحبل الشوكي بطريقة تحول دون وصول الرسائل العصبية بين الدماغ والمثانة البولية.[٢]
أسباب سلس البول
إنّ بيان أسباب سلس البول أمر مهم قبل الحديث عن طرق علاج سلس البول، وفي سياق الحديث عن الأسباب يمكن القول إنّ هناك أسباب قد تكون مؤقتة وسرعان ما يمكن التخلص منها، وبالتالي علاج مشكلة سلس البول، وفي المقابل هناك بعض الحالات التي يكون فيها سلس البول ناجمًا عن مشكلة دائمة أو صعبة الحل، ولذلك فهي ترافق المصاب فترة طويلة من الزمن، ويمكن تفصيل الأسباب أدناه:[٦]
- التقدم في العمر: فعندما يتقدم الإنسان في العمر تضعف العضلات الخاصة بالمثانة البولية، وبالتالي يكون الشخص مُعرّضًا للإصابة بسلس البول، والجدير بالذكر أنّه باتباع نمط حياة صحيّ بالذهاب إلى المرحاض فور الحاجة يُساعد على الوقاية من مشكلة سلس البول عند التقدم في العمر، بدلًا من البحث عن طرق علاج سلس البول آنذاك.
- تعرض العضلات للضرر: إنّ تضرر عضلات الحوض من الممكن أن يُسبب السلس البوليّ، وحقيقةً إنّ هذه المشكلة قد تظهر أثناء الحمل، أو بعد الولادة، أو قد تحدث نتيجة إجراء بعض أنواع العمليات الجراحية مثل عملية استئصال الرحم للنساء.
- تضخم البروستاتا: يوجد في نهاية عنق المثانة البولية غدد البروستاتا عند الرجال، وإنّ إصابة هذه الغدد بالتضخم يؤدي إلى مشاكل عديدة، منها احتمالية الإصابة بالسلس البوليّ، ويجدر القول إنّ هذه المشكلة شائعة بين الرجال عند تقدمهم في العمر.
- الأورام: من الممكن أن تُسبب أورام البروستاتا أو المثانة البولية فقدان المصاب القدرة على التحكم بالبول، مما يؤدي إلى الإصابة بالسلس البولي، وإنّ الأورام بنوعيها السرطانية والحميدة كفيلة بالتسبب بهذه المشكلة، وفي سياق الحديث عن الأورام وعلاقتها بالسلس البولي يجدر العلم أنّ العلاجات المُستخدمة للسيطرة على الأورام قد تُسبب السلس كذلك.
عوامل خطر الإصابة بسلس البول
قبل توضيح طرق علاج سلس البول، لا بُدّ من الإشارة إلى وجود مجموعة من العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بأعراض السلس البولي، ومن هذه العوامل ما يمكن التحكم به لاعتباره من أنماط الحياة، ومنه ما لا يمكن تجنبه أو التحكم به، ومن هذه العوامل ما يأتي:[٧]
- الجنس: إنّ النساء أكثر عُرضة للإصابة بالسلس البولي من النوع التوتري تحديدًا مقارنة بالرجال، وإنّ الأسباب الكامنة وراء ذلك تتمثل بعدة عوامل، منها: بلوغ سنّ اليأس، الحمل، والولادة، أمّا بالنسبة للرجال فهم أكثر عُرضة للإصابة بالسلس البولي من النوعين الإلحاحي والتجاوزي، وإنّ أكثر ما يُعزى ذلك إلى مشاكل غدة البروستاتا بما فيها تضخمها.
- زيادة الوزن: إنّ المعاناة من الوزن الزائد أو السمنة تؤدي إلى إحداث ضغط على المثانة البولية، وهذا ما يؤدي مع مرور الوقت إلى إضعاف الكتلة العضلية هناك، الأمر الذي يُسفر في نهاية الطريق عن الإصابة بالسلس البوليّ.
- التدخين: فقد تبين أنّ تدخين السجائر يزيد من فرصة الإصابة بالسلس البوليّ.
- التاريخ العائليّ: إذا كان أحد أفراد الأسرة مصابًا بالسلس البولي وخاصة من النوع الإلحاحيّ، فإنّ هذا الأمر يزيد فرصة إصابة باقي أفراد العائلة بمشكلة السلس البولي كذلك.
- الأمراض الأخرى: وُجد أنّ الإصابة ببعض المشاكل أو الأمراض الصحية الأخرى تزيد فرصة الإصابة بالسلس البوليّ، ومن هذه الأمراض السكري وبعض الأمراض العصبية.
طرق علاج سلس البول
لبيان طرق علاج سلس البول يجدر العلم أنّ هذه المشكلة تُصيب الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، ولا تُصيب كبار السن فقط كما كان شائعًا، ومن الجيد أنّه تم تطوير العديد من الخيارات التي تندرج تحت مُسمّى طرق علاج سلس البول، وفيما يأتي تفصيل طرق علاج سلس البول وبيان طبيعتها، وأي الأنواع من السلس البولي الذي قد تُجدي فيه أكبر الأثر أو النفع المطلوب، بالإضافة إلى ضرورة التأكيد على مراجعة الطبيب المختص بالمسالك البولية لتحديد نوع العلاج بحسب ما يراه مناسبًا لكل مريض.[٨]
علاج سلس البول بالأدوية
تتعدد الخيارات الدوائية التي تُستخدم كإحدى طرق علاج سلس البول، ومن هذه الأدوية ما ينجح في علاج أنواع محددة من السلس البولي ولا ينجح في علاج أنواع أخرى، وبشكل عام تُعد الأدوية التي تندرج ضمن المجموعة المُسمّاة بمضادات الكولين من الخيارات الفعالة في السيطرة على سلس البول الإلحاحيّ، ومن الأدوية التابعة لهذه المجموعة: أوكسي بيوتينين، وسوليفيناسين، وفلافوكسات وغيرها، وإنّ هذه الأدوية قد تكون فعالة في حالات سلس البول التجاوزي، ويجدر العلم أنّ هناك بعض الحالات التي يتم فيها حقن البوتوكس للسيطرة على السلس البولي، وخاصة في حال فشل الأدوية المُدرجة ضمن مضادات الكولين.[٨]
علاج سلس البول باستخدام الأجهزة الطبية
على الرغم من اعتبار الأجهزة الطبية من طرق علاج سلس البول، إلا أنّها قد لا تُجدي في علاج الحالات كلها، وإنّ أغلب الأجهزة الطبية تُستخدم في حالات سلس البول التوتريّ بهدف الحد من الإحراج أمام الآخرين، ومن أنواع هذه الأجهزة ما يأتي على هيئة تحاميل مهبلية يتم استخدامها من قبل النساء اللاتي يُعانين من سلس البول التوتريّ، وتكون هذه التحاميل مصنوعة من البلاستيك ولا تُسبب الأذى.[٨]
علاج سلس البول بالجراحة
تُعتبر الجراحة من طرق علاج سلس البول كذلك، وعادة الجراحة لا يلجأ إليها الطبيب المختص إلا في حال عدم نجاح العلاجات سابقة الذكر في السيطرة على الحالة، وفي سياق الحديث عن الخيارات الجراحية المُتاحة لعلاج السلس البولي يجدر العلم أنّها متنوعة، وتتعدد الأهداف التي يمكن تحقيقها بواسطة الجراحة، فمثلًا هناك بعض الجراحات التي تُعنى بدعم المثانة البولية، في حين أنّ هناك خيارات جراحية تُعنى بدعم الأنبوب الذي ينقل البول إلى المثانة والذي يُسمّى الإحليل.[٨]
تمارين رياضية لعلاج سلس البول
إضافة إلى العلاجات المذكورة أعلاه تُعدّ التمارين الرياضية الخاصة بتقوية المثانة البولية من طرق علاج سلس البول، ومن هذه التمارين ما يُعرف بتمارين كيجل، وتُعنى هذه التمارين بتقوية عضلات الحوض، الأمر الذي يحول دون تسرب البول، أو على الأقل يُخفف مشكلة السلس البولي إلى حد كبير، ومن الأمثلة على التمارين الرياضية كذلك: تمارين كيجل الخاصة بوقت العطاس أو السعال أو التعرض لمُحفّز للسلس البوليّ.[٩]
تشخيص سلس البول
يعتمد تشخيص الإصابة بالسلس البولي على معرفة الطبيب المختص لطبيعة الأعراض التي يُعاني منها المصاب، فضلًا عن ضرورة إجرائه للفحص الجسدي ومعرفة التاريخ الصحي للشخص المعنيّ، وبعد ذلك يتوجه الطبيب لطلب مجموعة من الفحوصات يأتي بيان أهمها أدناه:[١٠]
- تحليل البول: يتم تحليل عينة من البول بهدف الكشف عن وجود أي التهابات أو دم أو أي أمور أخرى غير طبيعية.
- تنظير المثانة: يتم بتنظير المثانة البولية النظر في المثانة بهدف الكشف عن وجود أيّ مشاكل فيها.
- فحص عوامل التوتر: يُعنى هذا الفحص بالكشف عن مُحفزات السلس البوليّ، إذ يُطلب من الشخص المعنيّ السعال أو العطاس أثناء الفحص، ويُشترط أن تكون المثانة البولية ممتلئة.
- اختبار ديناميكا البول: يتم هذا الاختبار بإحدى طريقتين اثنتين، الطريقة الأولى تقوم على مبدأ استخدام الأشعة السينية المُسمّاة أشعة إكس، والطريقة الثانية تتم بإدخال أنبوب صغير إلى المثانة البولية، وبغض النظر عن الطريقة المُستخدمة فإنّ الهدف هو فحص قوة عضلة المثانة البولية وعضلة الإحليل، وبعد ذلك يُعنى الفحص بمعرفة فيما إن كانت المثانة البولية لديها القدرة على تخزين البول وتفريغه أو طرحه بشكل سليم.
- فحص كمية البول المتبقية بعد التبول: يُجرى هذا الفحص لمعرفة فيما إن كانت هناك أي كميات من البول تبقّت في المثانة البولية بعد ذهاب الشخص المعني للمرحاض ومحاولته تفريغها بشكل كامل وكليّ، ويتم بإدخال أنبوب طبي إلى المثانة البولية لديه القدرة على قياس هذه الكمية.
مضاعفات سلس البول
لا تظهر المضاعفات في حال الإصابة بسلس البول لفترة قصيرة من الزمن، وإنّما تظهر في حال المعاناة من السلس البولي بشكل مزمن، ومن هذه المضاعفات: مشاكل الجلد التي تتمثل في العادة بالطفح الجلدي والالتهابات الجلدية ويُعزى ذلك إلى بقاء الجلد رطبًا في منطقة التبول، هذا فضلًا عن تسبب السلس البولي بزيادة احتمالية المعاناة من التهابات المسالك البولية،[٢] وأخيرًا من مضاعفات السلس البولي ما ينعكس سلبًا على الحياة الاجتماعية بما في ذلك الحياة الوظيفية.[٣]
أعراض سلس البول
تختلف الأعراض التي قد تظهر على المصابين في حال الإصابة بالسلس البولي باختلاف النوع الذي يُعانون منه، ولكن يمكن القول إنّ العرض الأكثر شيوعًا للأنواع على اختلافها هو تسريب البول دون تحكم المصاب بذلك، وتجدر مراجعة الطبيب المختص في حال الشعور بسلس البول بشكل متكرر أو مزمن أو حتى بصورة تؤثر في الحياة الاجتماعية بطريقة مزعجة، وذلك حدًّا للمضاعفات التي قد تتطور في حال ترك المشكلة دون علاج.[٢]
المراجع
- ↑ "Medications for Urinary Incontinence", www.drugs.com, Retrieved 25-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Urinary Incontinence: What you need to know", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 25-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Stress incontinence", www.mayoclinic.org, Retrieved 25-10-2019. Edited.
- ↑ "What Causes Urge Incontinence?", www.healthline.com, Retrieved 25-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Types of urinary incontinence", www.health.harvard.edu, Retrieved 28-02-2021. Edited.
- ↑ "What Causes Urinary Incontinence?", www.healthline.com, Retrieved 25-10-2019. Edited.
- ↑ "Urinary incontinence", www.mayoclinic.org, Retrieved 25-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Treatment for Urinary Incontinence", www.webmd.com, Retrieved 25-10-2019. Edited.
- ↑ "Solutions for a Leaky Bladder", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 25-10-2019. Edited.
- ↑ "Urinary Incontinence", www.my.clevelandclinic.org, Retrieved 25-10-2019. Edited.