لغة الجسد
تعترض مواقف الحياة الواحد من الناس فيُصبح بحاجةٍ ماسةٍ إلى الحديث والتعبير، وثمّة انفعالات خفية نسبيًا، وأخرى واضحةٌ جليةٌ تعتري الجسد فتكون لغةً له، وقد تكون انفعالاتٌ لا إراديةٌ، وقد تكون مقصودةً بعد علمٍ ودراية ولغاياتٍ ترتبط بالموقف المحدد الذي تتولد فيه، وفي هذا الصدد تُشير الدراسات إلى أنّ متوسط السرعة التي تنطلق بها الكلمات من فم الإنسان العادي يصل إلى 100 و120 كلمةٍ في الدقيقة، بينما وفي ذات الدقيقة يصل عدد الكلمات التي يقلبها الفكر إلى حوالي 800 كلمة، وعليه فإن لغة الجسد هي انعكاس هذه المشاعر والأفكار على جسد المتحدث إذ تتجلى في العقل ولا ينطقها اللسان، وكأحد أقسام لغة الجسد فهذه طرق فهم لغة العيون.[١]
لغة العيون
العين ذلك العضو الشديد الحساسية والأهمية في جسد الإنسان، وأحد الحواس الخمسة عنده -النظر، السمع، الشم، الذوق، اللمس- والعين معجزةٌ إلهيةٌ ولا شك فهي بحر من الإبداع والدقة وهذا في طبيعة الحال ليس موضوع بحث هذا المقال، وهو الذي يبحث عن طرق فهم لغة العيون، وحركات العيون ونظرات لغتها وحروفها، فهي دليل المحبة حال اتساعها، والعكس تمامًا إذا ضاقت وضيّقت، وهي -العين- بحرٌ زاخرٌ ذو موجٍ متقلبٍ لا يخوض غماره إلا المهرة الخبراء، وفي ذلك يقول ابن القيم الجوزية -رحمه الله- "إنّ العيون مغاريف القلوب" ولتوضيح طرق فهم لغة العيون ينبغي أولًا أن يعرّف المقال بها مثالًا وتوضيحًا.[٢]
لغة العيون أحد فروع لغة الجسد في طبيعة الحال، ولذا فهي تعبر بدورها عن ذلك الكم من المشاعر والأفكار التي تختلج عقل الإنسان في موقفٍ ما ولحظةٍ بعينها، ولذلك فإنّ في معرفة طرق فهم لغة العيون ما يجعل من تتبع حركاتها ونظراتها أمرًا ضروريًا ذو نفعٍ، ومن الجدير بالذكر هنا أنّ لغة العيون أهم ما في لغة الجسد على الإطلاق فهي دليل الشخص الأدق والأصوب إلى أفكار محدثه.[٢]
طرق فهم لغة العيون
إنّ لغة العيون رسولٌ ماهرٌ وسريعٌ يملك أن يبلغ جميع الرسائل بصمتٍ تامٍ وتعابيرٍ صادقةٍ، فالعين نهايةً انعكاسٌ صافٍ للروح، فهي "تعبيرٌ داخليٌ يخرج على شكل نظراتٍ متعددة الأشكال والحركات"، على ما تقدم فإنّ هذا المقال يُقدّم طرق فهم لغة العيون وكما يأتي[٣]:
- تبادل النظر أثناء الكلام: فإنّ الشخص الذي يتبادل النظر مع محدثه أثناء الكلام يدل على اهتمامه وحرصه الشديد.
- صرف النظر أثناء الكلام: وهذا الذي يشيع بنظره عن محدثه أثناء الكلام؛ فيعبّر عن عدم الرغبة في استمرار الحديث.
- النظر إلى الأرض أثناء الكلام: ومعنى هذه النظرة أن ثمّة ما يريد المتحدث أن يخفيه.
- النظر المباشر بالعين: حرص المتكلم على النظر في عين المخاطب مباشرةً يدل على الشك وانعدام الثقة.
- اتساع العيون ولمعانها: حدوث هذا أثناء الكلام يدل على المفاجأة والدهشة إما إعجابًا أو خوفًا، واتساع العين ولمعانها دليل الحب والإعجاب.
- النظر إلى أعلى: إذا كان هذا في موقفٍ مؤثرٍ فإن دلالة هذه النظرة إما حزنًا أو غضبًا وإما دمعةً محبوسة.
- كسر النظرة أو إشاحتها: هذه الإشارة أو الحركة في الوضع الطبيعي مؤشرٌ للفرح والسرور.
- النظر المباشر إلى اليسار: اتجاه العينان إلى اليسار أثناء الحديث دليلٌ على الارتجال.