طرق مكافحة التصحر

كتابة:
طرق مكافحة التصحر

التصحر

يُعبّر مصطلح التصحّر عن تدهوّر حالة الأراضي العُشبيّة والحرجيّة والسافانا وتحوّلها إلى شبه صحراء، الأمر الذي يؤدّي إلى انخفاض الإنتاج النّباتي بالإضافة لقدرة الأرض على دعم المواشي والاستخدامات البشريّة الأخرى، وتتعرّض العديد من المناطق لخطر التعرّض للتصحّر؛ كالمناطق القاحلة في أمريكا الشماليّة والجنوبيّة والعديد من مناطق آسيا الوسطى والسّاحل الإفريقي وجنوب إفريقيا وأستراليا، ويتراوح متوسّط تدهور الأراضي بين 50 ألف إلى 120 كيلومتر مربّع سنويًا؛ أي أنّه يؤثّر على 60% من الأراضي القاحلة والأراضي الزّراعية، ولذلك يجب البحث عن طرق مكافحة التصحر وتنفيذها لتقليل هذه النّسبة.[١]

أين يحدث التصحر

ينتشر خطر ظاهرة التصحّر على نطاقٍ واسعٍ ويمتد لأكثر من 100 دولة، الأمر الذي يقود إلى تضرر الأماكن التي تضم السكّان الفقراء والأضعف؛ وذلك بسبب انتشار زراعة الاكتفاء الذاتيّ بشكلٍ كبيرٍ في العديد من المناطق المتأثّرة، ونسبةً للأطلس العالميّ للتصحّر التّابع للمفوضيّة الأوروبيّة فإنّ أكثر من 75% من مساحة سطح الأرض متدهورة بالفعل، وقد يصل معدّل هذا التدهور إلى أكثر من 90% بحلول عام 2050م، وعالرّغم من انتشار تدهور الأراضي حول العالم إلّا أنّ كل من قارّة إفريقيا وقارّة آسيا هما الأكثر تضررًا من هذه الظّاهرة.[٢]

عوامل التصحر

يُشير التصحّر إلى تدهور الأراضيّ وتحويلها لمناطق جافّة وقاحلة وفاقدة لمسطّحاتها المائيّة والغطاء النّباتي والحياة البريّة، ويبحث العلماء إمكانيّة تنفيذ طرق مكافحة التصحر نظرًا لخطورة هذه الظّاهرة وتأثيرها على الكائنات الحيّة، وللتمكّن من تطبيق إجراءات وقائيّة يجب التعرّف على العوامل التي تقود ظهور هذه المشكلة، وفيما يأتي ذكر لهذه العوامل:[٣]

  • فقدان الغطاء النباتيّ؛ حيث إنّه يُعدّ السبب المباشر لتدهور التّربة وينتج بسبب الزّراعة المكثفة وإزالة الغابات والرعي الجائر الذي يُعرّض التربة للتآكل والجريان السطحي.
  • حمل التّربة غير المحميّة لمسافاتٍ بعيدةٍ عن طريق الريّاح؛ وتسهم هذه العمليّة في ترك طبقة التربة السفليّة غير الخصبة معرّضة لأشعّة الشّمس الأمر الذي يجعلها صلبة وغير مُنتجة بالإضافة لتطويرها لسمات شبيهة بالصحراء.
  • التأثّر بتغيّر المُناخ؛ حيث يُعدّ المُناخ من العوامل الرئيسة لحدوث التصحّر في المناطق ذات الأنشطة البشريّة القليلة؛ حيث يسهم تغيّره في تغيير نمط نمو النباتات الذي يؤدي بدوره لفقدان أنواع النباتات الحيويّة التي تمثّل غطاء مهم للتربة، كما يقود تغيّر مُناخ منطقة ما من المُناخ الطبيعي إلى مُناخ جاف وشبه رطب إلى دعم عمليّة التصحرّ.
  • تعرّض التربة للجفاف.
  • الممارسات الزراعيّة الخاطئة.
  • سوء إدارة المياه.

آثار التصحر

يجب التعرّف على المعلومات التي تدور حول طرق مكافحة التصحر بسبب الآثار السلبيّة الكبيرة التي يعود بها على الأراضي والكائنات الحيّة التي تعيش على كوكب الأرض؛ حيث تُغطّي المناطق الجافّة حوالي 40% من سطح الأرض وتعد موطن لمليارات البشر، وقد تدهورت نسبة كبيرة من هذه الأراضي كما تزداد هذه النسبة أيضًا مع مرور الوقت الأمر الذي ينتُج عنه آثار وخيمة ومنها ما يأتي:[٣]

  • إبطاء معدل التنمية في حوالي 200 دولة.
  • فقدان ما بين 4% إلى 12% من النّاتج الإجماليّ الزّراعي سنويًا.
  • انتشار الجوع والصراع الشديد في معظم القارات بسبب الظروف البيئيّة السيئة.
  • حدوث أزمة حادّة في الغذاء في العديد من الدّول الإفريقيّة كالصّومال وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي؛ حيث يحدث التصحّر في هذه الدول بسبب ضعف الحكومات وعدم كفاية الأمطار السنويّة بسبب الاحتباس الحراريّ.
  • تأثّر 500 مليون شخص تقريبًا في الصين بسبب تدهوّر الأراضي الأمر الذي يقود لحدوث خسائر اقتصاديّة سنويّة تُقدّر بنحو 10 مليارات دولار.

طرق مكافحة التصحر

تسعى الدول لتنفيد طرق مكافحة التصحر نظرًا للآثار السلبيّة التي تعود بها هذه المشكلة على سطح الأرض، وقد بدأت عمليات البحث عن طرق للمكافحة منذ بداية التسعينات؛ حيث وقّعت الدّول العديد من الاتفاقيات التي تُقاوم هذه المشكلة، وفيما يأتي طرق مكافحة التصحر المذكورة في الاتفاقيات التي وُضعت لمقاومته:[٢]

  • اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحّر في عام 1994م، وقد التزمت 122 دولة بهذه الاتفاقيّة؛ وتتمثّل بالعمل مع المزارعين لحماية الأراضي الصالحة للزراعة وإصلاح الأراضي المتدهورة وإدارة إمدادات المياه بشكل أكثر فعالية، كما شجّعت الاتفاقيّة مبادرة الجدار الأخضر العظيم وهي مبادرة تهدف لاستعادة 100 مليون هكتار من 20 دولة إفريقيّة بحلول عام 2030م.
  • بذل جهود مماثلة للاتفاقيّة السابقة في شمال الصيّن؛ حيث تقوم الحكومة بزراعة الأشجار على طول حدود صحراء جوبي لمنعها من التوسّع مع الزّراعة ورعي الماشية والتحضّر بالإضافة إلى تغيّر المُناخ وإزالة الغطاء النباتي.
  • تطوّر مبادرة الجدار الأخضر العظيم في إفريقيّا؛ وتتخذ هذه المبادرة منحنى بعيد عن فكرة زراعة الأشجار ببساطة أو إعادة التخضير أو دعم صغار المزارعين؛ حيث إنّها تهدف لإدارة الأراضي لزيادة حصاد المياه إلى الحد الأقصى عن طريق استخدام الحواجز الحجريّة التي تُقلل من جريان المياه وغيرها بالإضافة لرعاية النّمو الطبيعي للأشجار والنباتات.

وعلى الرّغم من تعدد طرق مكافحة التصحر وعكس آثاره إلّا أنّ هُناك العديد من العقبات التي تحول دون إمكانيّة تنفيذها ومنها ضعف الإرادة السياسيّة وتكلفة هذه التدابير التي تؤدّي إلى إبطاء معدل تنفيذها، إلّا أنّ المنظمات البيئيّة تسهم في التشجيع على إعادة التحريج، كما يسهم السكّان المحليون في تثقيف المجتمع المحليّ حول مخاطر إزالة الغابات والحاجة إلى زراعتها، كما يسهم دعاة حماية البيئة أيضًا في تشجيع الزّراعة المستدامة التي تركّز على المحافظة على التربة؛ إلّا أنّ تكلفة تنفيذ الزراعة المستدامة قد تتجاوز مقدار المنفعة الشخصيّة لكل مزارع.[٣]

المراجع

  1. "Desertification", www.encyclopedia.com, Retrieved 28-08-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Desertification, explained", www.nationalgeographic.com, Retrieved 28-08-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What Is Desertification?", www.worldatlas.com, Retrieved 28-08-2019. Edited.
4326 مشاهدة
للأعلى للسفل
×