محتويات
منع الحمل بعد الولادة
هل تُفكرين فعلًا في منع الحمل بعد ولادتك مباشرةً؟ ولكنك مترددة بشأنّ هذا القرار أو غير مقتنعة بذلك؟ دعينا نخبرك من خلال هذا المقال أنّ قرارك صائب وصحي؛ إذ تُعدّ فترة ما بعد الولادة أكثر فترة مناسبة لتجربة طرق منع الحمل؛ فهل كنتي تعلمين أنّ عملية الإباضة تعود إلى طبيعتها خلال مدّة تتراوح بين 45-94 يوم بعد الولادة! وفي حالات قد تعود خلال 25-27 يومًا فقط، وممّا لا يُمكن تجاهله أيضًا أنّ التّوصيات الطّبية لا تنصح بالإنجاب خلال ال 12 شهرًا الأولى بعد الإنجاب مباشرة، لمّا يحمله ذلك من مخاطر صحيّة على صحة الأم وطفلها، وهذا كله يُؤكد على أهمية منع الحمل في فترة ما بعد الولادة الفترة، فممّا لا شك فيه أنّ فترة ما بعد الولادة من أكثر الفترات حساسيةً في حياة الأم وطفلها والعائلة بأكملها؛ فهي تجربة أسرية مختلفة؛ تحتاج فيها الأسرة بالكامل إلى التّركيز مع الطّفل الجديد، في هذا للمقال سنتعرف على أهم الطّرق المتاحة لذلك.[١][٢]
ما هي الطرق منع الحمل بعد الولادة؟
يُوجد العديد من الطّرق المُتاحة لمنع الحمل بعد الولادة ومنها؛ الرّضاعة الطّبيعية خصوصًا في أول ستة شهور بعد الإنجاب، ولكن قبل الحديث عن الأنواع المختلفة لطرق منع الحمل بعد الولادة يجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ المُفاضلة بين هذه الطّرق تعتمد على عوامّل عدّة أهمها؛ ما إذا كانت الأم ستقوم بالرّضاعة الطّبيعية أم لا؛ فبعض الطّرق قد تتداخل مع حليب الأم، والتوقيت؛ فبعض الطّرق قد لا تكون مناسبة للبدأ بها مباشرةً بعد الولادة، والفعّالية؛ فمثلًا الطرق الفيزيائية المهبلية مثل: (الواقي المهبلي) قد لا تكون فعّالة لن سبق لها الإنجاب خلال فترة قريبة، والحالة الصّحية العامة للأم؛ فمثلًا بعض الطرّق الهرمونيّة قد تُسبب مضاعفات حرجة عند تزامنها مع إصابة الأم بحالة صحيّة معينة. يُمكننا توضيح الطّرق المتاحة لمنع الحمل بعد الولادة على النّحو الآتي:[٣][٤]
الطرق الطّبيعية
المتمثلة بالرّضاعة الطّبيعية التي تُعدّ مناسبة للأمهات المّرضعات شريطة أن تكون الرّضاعة الطّبيعية منتظمة وبشروط معيّنة، وهي من الطّرق الفعّالة في منع الحمل عند ما يُقارب 95% من النّساء، لكن فعّاليتها تتأثر بأمور عدّة؛ أهمها أن لا تزيد الفترة بعد الولادة عن ستة شهور، وأنّ تكون الرّضاعة الطّبيعة على فترات طويلة؛ أي ما لا يقل مجموعه عن أربع ساعات خلال النّهار، وما يُقارب ست ساعات خلال الليل، وأنّ تُلاحظ الأم انقطاع الدّورة الشّهرية خلال أول 56 بعد الولادة، ومن الجدير بالذّكر أنّ هناك مُؤشرات تُنذر بأنّ الرّضاعة الطّبيعية أصبحت غير كافيّة لمنع الحمل مثل:
- انخفاض عدد مرات إرضاع الطّفل، وبدأ إدخال الأطعمة لنظام الطّفل الغذائي.
- عودة الدّورة الشّهرية.
- مرور أكثر من ستة أشهر على الولادة.
الطّرق الهرمونيّة
تُعدّ الطّرق الهرمونيّة من أكثر الطّرق التي تحتاج لدراستها قبل اللجوء لأي منها؛ سواء المُركبة (CHC)؛ أ] المحتوية على هرموني البروجيستريون والإستروجين أو المُحتوية على هرمون البروجستيرون فقط (POP)؛ لوجود شكوك حول إمكانية وصول هذه الهرمونات إلى حليب الأم المُرضع وبالتالي تأثيرها على الرّضيع والتّسبب بمضاعفات على نموه، لذا من الطّبيعي أن تتم المفاضلة بينها بناءً على ما إذا كانت الأم مُرضع أم لا، وبناءً التّوقيت بعد الولادة، ومن الجدير بالذّكر أنّها تتوافر بأشكال صيدلانيّة مختلفة مثل: الحبوب، والحقن، والحلقات المهبلية، والجاهزة للغرس في الرّحم (Implants)، والرُّقع الجلدية، ويجدر التّنويه أنّ هذه الطّرق خصوصًا المُركبة منها قد لا تكون آمنة للاستخدام لمن يحملن عوامل خطورة تزيد من احتمالية إصابتهن بالجلطات الوريدية العميقة (VTE) مثل:[٥]
- عمر الأم فوق 35 سنة.
- مؤشر كتلة الجسم أكبر من 30 كغ\م^2
- تعرُّض الأم لنزيف بعد الولادة.
- الولادة القيصرية.
- الإصابة أثناء الحمل بما يُعرف بما قبل الإرتجاج (preeclampsia).
- أن تكون الأم مُدخنة.
الطرق الفيزيائية
المتمثلة بالواقيات الأنثوية والذّكرية مثل: عازل المهبل (cervical caps)، يُمكن استخدامها بعد مضي ستة أسابيع على الولادة؛ لكن يجب التّنويه بضرورة مراعاة ما تُسببه الولادة من توسع في منطقة المهبل؛ لذا لابد من تغيير الأحجام المستخدمة، ومن الجدير بالذّكر أنّ الطرق الفيزيائية مناسبة حتى في حالات الرّضاعة الطّبيعية بما فيها مبيدات النّطاف.
الربط (Sterilisation)
سواء بربط قناتي فالوب عند النّساء أو ربط قنوات نقل الحيوانات المنوية عند الرّجل، وهو من طرق منع الحمل الدّائمة، التي تحتاج لاتخاذ قرار مدروس ومُسبق قبل التّفكير بإجراءها، ويُمكن أن تتم مباشرةً في فترة ما بعد الولادة؛ إذ يُمكن ربط قناتي فالوب خلال عملية الولادة القيصرية.
طرق التّرقب الحَذِر
تُعدّ طرق التّرقُب الحَذِر من الطّرق المناسبة لمن اعتدنّ عليها من النّساء،؛ إذ تتمثل بقدرة المرأة على تحديد أيام الإباضة الخاصة بها بمجرد عودة الدّورة الشّهرية لانتظام، إذ تمتنع حينها عن ممارسة الجماع أو تلجىء لطرق منع الحمل الفيزيائية تحديدًا في تلك الفترة.
ما هي أفضل الطّرق لمنع الحمل بعد الولادة؟
يعتمد تحديد أي طرق منع الحمل بعد الولادة ( خاصةً موانع الحمل الهرمونية) أفضل على عدّة أمور أهمها: الحالة الصّحية العامة للأم، والتّوقيت بعد الولادة، وما إذا كانت الأم مُرضع أم لا، ويجب تحديد الأنسب منها بناءً على توصيات الطّبيب فقط، وفيما يأتي توضيح لأفضل الطّرق:[٦]
- إذا كانت الأم غير مُرضعة ومضى على ولادتها أقل من 21 يوم: فالأفضل أن تستخدم موانع الحمل الهرمونيّة التي تحتوي على هرمون البروجيستيرون فقط (POP) سواء على شكل حقن، أو رُقعات جلديّة، أو حبوب، كما يُمكنها استخدام الطّرق الفيزيائية، وإذا كان لدى الأم عوامل خطورة تتعلق باحتماليّة إصابتها بالجلطات الوريدية العميقة (VTE) سيقوم الطّبيب بتقيم حالتها وتقرير ما إن كان من المناسب أصلًا استخدامها للطرق الهرمونيّة، لكن ممّا لاشك فيه أن الطرق الهرمونيّة المُركبة لن تكون مناسبة لها في هذه الحالة.
- إذا كانت الأم غير مُرضعة ومضى على ولادتها أكثر من 21 يوم: قد تكون أغلب الطّرق مناسبة لها.
- إذا كانت الأم مُرضعة ومضى على ولادتها أقل من ستة أسابيع: يُمكن استخدام الطّرق الهرمونيّة المحتوية على البروجيستيرون فقط أو الطرق الفيزيائية، أو الاعتماد على الرّضاعة الّطبيعية بالشروط المذكورة سابقًا.
- إذا كانت الأم مُرضعة ومضى على ولادتها فترة تتراوح بين 6 أسابيع لستة شهور: أغلب الطّرق متاحة لكن من الطرق الهرمونية يُمكن استخدام المحتوية على هرمون البروجيستيرون فقط بعد تقييم الحالة فقط، أمّا لو كانت الأم تُرضع لكن بدون انتظام فُهنا يُمكن استخدام أي من الطّرق المتاحة.
- إذا كانت الأم مُرضعة ومضى على ولادتها أكثر من ستة شهور: قد تكون كل الطّرق مناسبة ما عدا طريقة الرّضاعة الطّبيعية.
المراجع
- ↑ "Postpartum contraception: Counseling and methods", uptodate, Retrieved 18-6-2020. Edited.
- ↑ "POSTPARTUM CONTRACEPTION", familyplanning, Retrieved 18-6-2020. Edited.
- ↑ "Postpartum Birth Control", acog, Retrieved 18-6-2020. Edited.
- ↑ "Postpartum Contraception", patien, Retrieved 18-6-2020. Edited.
- ↑ " Summary of recommendations for use of hormonal contraceptive methods in the postpartum period", aafp. Edited.
- ↑ "CDC Updates Recommendations for Contraceptive Use in the Postpartum Period", aafp, Retrieved 18-6-2020. Edited.