كيفية إحياء ليلة القدر

كتابة:
كيفية إحياء ليلة القدر

العشر الأواخر

اختص الله -عزّوجلّ- شهر رمضان المبارك بالطاعات والخيرات، وميّزه عن سائر شهور السنة، حيث فُرِضَ فيه الصيام وأنزل فيه القرآن، وتتضاعفُ فيه الأجور مع كل يوم من أيامه، إلى حين قُرب العشر الأواخر قال تعالى: { وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[١] وتبدأ هذه الأيام من بداية ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان وتنتهي بإنتهاءه تامًا كان أم ناقصًا، فعندها يجب على العبد المسلم أنْ يجتهد أكثر ويحث غيره على اغتنام هذه الليالي حيث ورد عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ"،[٢] ولذلك اتفق الفقهاء على استحباب الإكثار من الصدقات والطاعات وقراءة القرآن الكريم وكثرة الذكر، ويُستحب تحري ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان حتى يغتنم فضلها، وسيطرح هذا المقال كيفية إحياء ليلة القدر وفضل قيامها.[٣]

كيفية إحياء ليلة القدر

تعدّ ليلة القدر من الليالي العظيمة التي يتحراها العبد المسلم في العشر الأواخر من رمضان ليكثر من الطاعات فيها، وعرفت ليلة القدر في اللغة بـ: "الليلة: وهي ما يعقب النهار من الظلام، والقدر أي: الشرف والعظمة والوقار" وفي الاصطلاح: "ليلة من ليالي العشر الأخيرة من رمضان تنزل فيها مقادير الخلائق إلى السماء الدنيا ويستجيب الله فيها الدعاء، وهي الليلة التي نزل فيها القرآن العظيم"،[٤] أمّا عن كيفية إحياء ليلة القدر فقد ورد العديد من الأعمال والطاعات التي يستحب الإكثار منها في هذه الليلة التي يتحراها العبد في الليالي الفردية من العشر فقد ورد أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ، في تَاسِعَةٍ تَبْقَى، في سَابِعَةٍ تَبْقَى، في خَامِسَةٍ تَبْقَى"،[٥][٦] واتفق الفقهاء على أنّه يندب إحياء هذه الليلة بالقيام والصلاة والإكثار من الدعاء والتسبيح، فهي ليلةٌ لا شر فيها إلى طلوع الفجر، ولا يقدر الله فيها لعباده إلا السلامة والإجابة، وسيتم التحدث في السطور التالية عن فضل قيام هذه الليلة وأجرها.[٧]

فضل قيام ليلة القدر

تعدّ ليلة القدر من أفضل الليالي، حيث إنّ العمل الصالح فيها خيرٌ من العمل في أي شهر آخر، كيف لا؟ وقد أنزل الله -عزّ وجلّ- سورةٌ فيها حيث قال: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ ألفِ شَهْرٍ}،[٨] وهي ليلة مباركة إلى طلوع الفجر فيها يُفرق كل أمر حكيم، وورد في فضل قيام هذه الليلة أن الملائكة تتنزل فيها بدليل قوله تعالى: {تَنَزَّل الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُل أَمْرٍ}[٩] وقال القرطبي في تفسيرها: "تهبط الملائكة من كل سماء ومن سدرة المنتهى فينزلون إلى الأرض ويؤمنون إلى دعاء الناس إلى طلوع الفجر"،[١٠] وقال أبي هريرة عن فضلها أيضًا: "مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ".[١١]

المراجع

  1. سورة الفجر، آية: 2.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1175، حديث صحيح.
  3. "الْعَشْرُ الأَْوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-3-2020. بتصرّف.
  4. "تعريف و معنى ليلة القدر"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-3-2020. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2021، حديث صحيح.
  6. "العشر الأواخر وليلة القدر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-3-2020. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين (1404 - 1427 ه)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، الكويت: دار الصفوة، صفحة 362، جزء 35. بتصرّف.
  8. سورة القدر، آية: 3.
  9. سورة القدر، آية: 4.
  10. "فَضْل لَيْلَةِ الْقَدْرِ"، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-3-2020. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1901، حديث صحيح.
5728 مشاهدة
للأعلى للسفل
×