بئر زمزم
إنَّ بئر زمزم هو الماء والنبع الذي انفجرَ تحت أقدام النَّبيِّ اسماعيل -عليه السَّلام-، وهذه الحادثة كانت عندما كان إسماعيل صغيرًا وكانت أمُّه هاجر تسعى بحثًا عن الماء بين الصفا والمروة، في وادٍ غير ذي زرع، وعندما انفجرت المياه بين قدمَيْ النَّبيِّ إسماعيل -عليه السَّلام- بدأت أمُّه هاجر تزمُّ الماء وتجمعه وتحصره في مكان واحد، وجدير بالذكر إنَّ بئر زمزم تبعد حوالي 21 مترًا عن الكعبة الشريفة، ويبلغ عمق بئر زمزم حوالي 30 مترًا وتغِّذيه عيون عدة، وقد نال ماء هذا البئر مكانة دينية تاريخية عند الناس، وهذا المقال سيتناول الحديث عن طريقة التضلع بماء زمزم إضافة إلى الحديث عن حكم التداوي بماء زمزم. [١]
طريقة التضلع بماء زمزم
يمكنُ القول إنَّ طريقة التضلع بماء زمزم تعني أن يشرب الإنسان منه حدَّ الاكتفاء والارتواء مع الزيادة، وقيل: تَضَلَّعَ الرجل أيْ شرب حتَّى امتلأ جوفه ووصل الماء إلى أضلاع صدره، وقد حثَّ الإسلام على التضلُّع من هذا البئر الطاهر لأنَّ فيه ما فيه من المنفعة والشفاء كما أوضح رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الشريف، فيما روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أن رسول الله قال: "ماءُ زمزمَ لما شُرب له: إن شربتَه تستشفي شفاكَ اللهُ، وإنْ شربتَه لشِبعِكَ أشبعكَ اللهُ، وإن شربتَه لقطعِ ظمَئِكَ قطعَه اللهُ، وإن شربتَه مستعيذًا أعاذكَ اللهُ، قال: وكان ابنُ عباسٍ -رضي الله عنهما- إذا شرِبَ ماءَ زمزمَ قال: اللهمَّ إني أسألُك علمًا نافعًا ورِزْقًا واسِعًا وشفاءً من كلِّ داءٍ" [٢].
والخلاصة، يجب على المسلم أنْ يشرب من ماء زمزم ويتضلّع من هذا الماء الطاهر، وأن يدعوَ الله ما شاء من الدعاء عند شربه وأن يشربه بنية لشيء فهو لما شرب له كما بيَّن الحديث، وجدير بالذكر أنَّه روى عبد الله بن عباس أيضًا أن الرسول -عليه الصلاة والسَّلام- قال: "التضلُّعُ من ماءِ زمزمَ براءةٌ من النفاقِ"، والخلاصة إنَّ طريقة التضلع بماء زمزم هي الشرب حد الارتواء مع الزيادة وهي أن يشربه الإنسان ويسأل الله مسألته فماء زمزم لما شرب له كما أوضح النَّبيُّ -عليه الصَّلاة والسّلام- والله أعلم. [٣] [٤]
حكم التداوي بماء زمزم
إنَّ لهذا الماء قيمة إسلامية كبيرة، وبركة عظيمة جعلها الله -تعالى- فيه، وقد روى أبو ذرٍّ الغفاري -رضي الله عنه- في الحديث: "إنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قال عَنْ ماءِ زمزمَ: إنَّها مباركةٌ؛ إنَّها طعامُ طُعْمٍ وشفاءُ سُقْمٍ" [٥].
لذلك جعلها كثير من الناس -مستندين على هذا الحديث الصحيح- شفاءً للمرض ودواء للأسقام، فلا ضرر في أن يتداوى الناس بهذا الماء، قال الطبراني في صحيح الجامع: "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم"، فينبغي على من أراد أن يتداوى من سقمه بهذا الماء المبارك أنَّ يشرب هذا الماء وأنَّ يسأل الله تعالى الشفاء، فالشفاء لا يكون ولا يتحقق إلَّا بأمر الله -سبحانه وتعالى-، وقد جاء عن مولى ابن عباس -رضي الله عنه- ما يلي: "كان ابنُ عباسٍ إذا شربَ ماءَ زمزَمَ قال: اللهمَّ أسألُكَ علمًا نافعًا ورزقًا واسعًا وشفاءً من كلِّ داءٍ". [٦] [٧]
المراجع
- ↑ بئر زمزم, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 07-02-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: الدمياطي، المصدر: المتجر الرابح، الجزء أو الصفحة: 159، حكم المحدث: قال الحاكم: صحيح الإسناد إن سلم من الجارودي
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: السخاوي، المصدر: المقاصد الحسنة، الجزء أو الصفحة: 422، حكم المحدث: له طريق أخرى
- ↑ من السنن المهجورة: التضلع, ، "www.saaid.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 08-02-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: أبو ذر الغفاري، المحدث: ابن الملقن، المصدر: تحفة المحتاج، الجزء أو الصفحة: 2/189، حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: عكرمة مولى ابن عباس، المحدث: الألباني، المصدر: إرواء الغليل، الجزء أو الصفحة: 4/332، حكم المحدث: إسناده ضعيف
- ↑ طريقة التداوي بماء زمزم, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 08-02-2019، بتصرّف