طريقة الذبح الشرعية
لقد اتفق الفقهاء على أنّ الأضحية لا تجوز إلا إن كانت من بهيمة الأنعام؛ من الإبل والبقر والغنم؛ وذلك لقوله -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ)،[١]وسيعرض المقال طريقة ذبح الأضحية بالتفصيل.
طريقة ذبح الأضحية من البقر والغنم
إنّ لذبح الأضحية من البقر والغنم طريقة مسنونة، فيما يأتي بيانها:[٢]
- إحداد الشفرة أو السكّين قبل ذبح الأضحية، وألّا يكون ذلك أمام الأضحية، وألّا تُذبَح أمام غيرها، مع الإحسان إليها، وعدم ضَربها، أو جرّها؛ امتثالاً لقَوْله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ).[٣]
- توجيه الأضحية باتجاه القبلة عند إرادة ذبحها؛ فالقبلة أشرف وأعظم الجِهات، كما أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُوجّه أُضحيته إلى القبلة.
- اضطجاع الأضحية على جانبها الأيسر؛ إن كان الذابح يستعمل يده اليُمنى، أمّا إن كان أعسراً فيجوز له أن يُضجع الأُضحية على جانبها الأيمن مع الكراهة، واستحباب استنابة غيره.
- تمرير السكين على حَلْق الأُضحية وصولاً إلى عظام الرَّقبة؛ وتُترَك القدم اليُمنى للأضحية بعد الذَبْح؛ لتستريح بتحريكها، مع الإشارة إلى قَطْع الوَدَجين؛ والوَدَجين: مثنى ودج؛ وهو العِرق الذي تنتهي الحياة بقَطْعه،[٤]ومحاولة الإسراع في ذلك، ويُكرَه قَطع البعض دون الآخر.
وقد تعددت أقوال العلماء في قَطع الحلقوم، والمريء، والودَجين، وبيان أقوالهم كما يأتي:[٢]
- قال الشافعيّة والحنابلة: بوجوب قَطْع المريء والحلقوم؛ إذ لا تبقى بذلك حياةٌ؛ لِما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما أَنْهَرَ الدَّمَ، وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ، فَكُلْ).[٥]
- قال الحنفيّة: بوجوب قَطْع ثلاثة من أربعة؛ فالأكثر يُبنى عليه حُكم الكلّ.
- قال المالكيّة: بوجوب قطع الحلقوم، والودجَين؛ ولا يصحّ قطع أقلّ من ذلك؛ استدلالاً بقَوْل الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (نهى رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عن شريطةِ الشَّيطانِ؛ قال عكرمةُ: كانوا يقطَعونَ منها الشَّيءَ اليسيرَ، ثمَّ يدَعونَها حتَّى تموتَ ولا يقطَعونَ الودَجَ؛ نهى عن ذلك).[٦]
طريقة نحر الجمل
عند نحر الجمل وذبحه يقوم بما يأتي:[٧]
- يذبح الجمل واقفًا، هذه هي الطريقة الأفضل؛ وذلك بربط يده اليسرى، وهو واقف على ثلاثة قوائم، وإن لم يستطع المضحي فعل ذلك جاز نحر الجمل وهو بارك على الأرض مع ربط رجله، فإن اضطر إلى ذبح جمل هائج فليستعن بالحبال، ويوثقه من القوائم كلها.
- يُستحبُّ أن يُوجِهَ الجمل إلى القبلة، ويقول عند النحر: "بسم الله، الله أكبر".
- يقوم بطعنه في اللِّبَّة؛ وهي أسفل العنق قريبا من الصدر؛ لأن طريقة ذبح الجمل مختلفة عن ذبح الخروف، إذ إنها تكون طعناً ونحراً، ثم يجري السكين على الرقبة بعد ذلك.
- يقوم المضحي بقطع عروق الرقبة بالسكين، وعروق الرقبة أربعة: المريء -وهو مجرى الطعام-، والبلعوم -مجرى الهواء-، والوَدَجان -وهما مجرى الدم-، وأقل المطلوب أن يقطع اثنين منها؛ المريء والحلقوم، وقطع الثلاثة أحسن، وقطع الأربعة أكمل.
- لا يسارع إلى التقطيع والسلخ، حتى يتأكد يقيناً من خروج روحه.
المراجع
- ↑ سورة الحج، آية:34
- ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2764-2768. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم: 1955، صحيح.
- ↑ "تعريف ومعنى الأوداج في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 7/6/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن رافع بن خديج، الصفحة أو الرقم: 1968، صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5888، اخرجه في صحيحه.
- ↑ ابن قدامة المقدسي (1414)، الكافي في فقه الإمام أحمد (الطبعة 1)، صفحة 550، جزء 1. بتصرّف.