طريقة ذبح الخروف على الطريقة الإسلامية

كتابة:
طريقة ذبح الخروف على الطريقة الإسلامية

شروط ذبح الخروف على الطريقة الإسلامية

شروط الذابح

طرق الذبح غير الشرعية كثيرة جداً، وطريقة الذبح الصحيحة منحصرة بشروط، ولا تختلف عن طريقة ذبح العقيقة، ومنها شروط الذابح، وفيما يأتي بيانها:[١]

  • أن يكون مسلماً، أو من أهل الكتاب؛ اليهود والنصارى، ولا تحل ذبيحة المشرك، ولا الملحد.
  • أن يكون عاقلاً؛ فلا تحل ممن لا عقل له؛ كالمجنون، والسكران.
  • أن يكون الذابح مُميزاً؛ وهو الصبي الذي دون البلوغ ويميز الأشياء.
  • أن يكون قاصدا للذبح ناوياً له، فإن ذبح هازلاً أو ليجرب السكين فلا يجوز.
  • لا يشترط في الذابح أن يكون رجلاً؛ فتحل ذبيحة المرأة، ولو حائضاً.
  • لا تشترط الحرية في الذابح؛ وتجوز من العبد.
  • لا تشترط الطهارة في الذابح، فتحل ذبيحة الجنب، ولكنّ الطهارة مستحبة.[٢]
  • ويشترط بالذابح في حالة الصيد، أن لا يكون مُحرماً بالحج، فإن لم يكن صيداً فيجوز للمحرم أن يذبح، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ).[٣]


شروط أداة الذبح

الذبح الحلال في الإسلام من أولويات المسلمين؛ وذلك من أجل إتمام عملية الذبح بطريقة سليمة، ومن أجل الرفق بالذبيحة، يُشترط في أداة الذبح شروط، وهي كما يأتي:[٤]

  • يجوز أن تكون الأداة مصنوعة من أي مادة؛ من حديد أو زجاج أو غيره؛ بشرط أن تكون صالحة للذبح، ويجوز الذبح بالحجر لما في الحديث: (أَنَّ امْرَأَةً ذَبَحَتْ شَاةً بِحَجَرٍ، «فَسُئِلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ ذَلِكَ فَأَمَرَ بِأَكْلِهَا)،[٥] ويستثنى من ذلك الذبح بالظفر وبالعظم؛ فإنّ الذبح بهما مكروه؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَا أَنْهَرَ الدَّمَ، وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَكُلُوهُ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ: أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى ‌الحَبَشَةِ).[٦]
  • أن تكون الأداة حادة قاطعة؛ تقطع الجلد واللحم والعروق، وتريق الدم، بيسر وسهولة، فلا تكون مُثلّمة، بحيث تشقق الجلد واللحم، فيكون في ذلك تخريب للحم، ويحصل به تعذيب وأذى للذبيحة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ‌ذَبِيحَتَهُ).[٧]
  • أن تكون الأداة طاهرة من النجاسة، فلا يليق الذبح بآلة غير طاهرة.[٨]


شروط الذبيحة

اعتنى الشرع في مكان ذبح الخروف، وكيفية ذبحه وسلخه، وطريقة توزيع الأضحية، وبيّن للمسلم أحكام الذبح، وذلك وفق أحكام شرعية اختصّ بها الإسلام دون الأمم، فجعل للذبيحة شروطاً وأحكاماً، يمكن ذكرها بما يأتي:[٩]

  • أن تكون من البهائم المباح أكلها، كالأنعام، لا من المحرمات كالسباع.
  • أن يكون المذبوح حياً حياة مستقرة، قبل ذبحه، والحياة غير المستقرة، بأن تكون الذبيحة قد تعرضت لأذى مسبب للموت، كالسقوط من مرتفع، أو الضرب الشديد، أو غيره من الأسباب المؤدية للموت، ويكون التأكد بعد الذبح؛ بأمور ثلاثة أو بإحداها، وهي:[٩]
    • كثرة وتدفق الدم النازل من البهيمة بعد الذبح.
    • تأخر خروج روح الدابّة إلى وقت كاف لموت مثلها.
    • كثرة الحركة، وشدة النزاع الذي يدلّ على وجود الروح.
  • أن يكون سبب خروج روح الذبيحة هو الذبح، لا سبباً آخر، ومثاله، لو ذبح رجل شاة، ثم سقطت في منخفض، أو بركة ماء، أو افترسها سبع، فلم نتيقن سبب الموت، هل هو الذبح، أم ما جرى بعده.[١٠]
  • أن لا يكون المذبوح من صيد الحرمين، حتى ولو كان الذابح ليس محرماً، وصيد الحرم يعني بهائم الحرم البرية، أما بهائم الحرم الأهلية فيحل ذبحها،[١١] قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (حَرَّمَ اللَّهُ مَكَّةَ ... لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا وَلَا يُعْضَدُ شَجَرُهَا، وَلَا ‌يُنَفَّرُ صَيْدُهَا، وَلَا تُلْتَقَطُ لُقَطَتُهَا إِلَّا لِمُعَرِّفٍ).[١٢]


إنّ شروط الذبح متعددة فمنها شروط تتعلق بالذابح: أن يكون مسلماً، عاقلاً، مميزاً، قاصداً للنية، غير هازل، وغير مُحرِم، ومنها شروط تختص بالآلة: أن تكون قاطعة حادة، وطاهرة، وتجوز صناعتها من أي مادّة إلا الظفر والعظم، ويشترط في الذبيحة أن تكون مما يحل أكله، وأن تكون حية قبل الذبح، ويكون سبب الموت هو الذبح، لا غيره، وأن لا تكون من صيد الحرمين.


خطوات ذبح الخروف على الطريقة الإسلامية

إنّ ذبح خروف العيد يتم بعدد من الخطوات، ويمكن تقسيم خطوات ذبح الخروف إلى قسمين؛ القسم الأول لسرد الواجبات، والثاني للمستحبات، مع الحفاظ على التسلسل الزمني لخطوات الذبح في كل من القسمين، وذلك كما يأتي:[١٣]


الخطوات الواجبة في الذبح على الطريقة الإسلامية

  • أن لا يُذبح لغير الله -تعالى-، كمن يذبح للأصنام، أو للنجوم، فمن قصد بذبيحته غير الله، فهي ميتة، وذلك كأن يقصد بها، اللات، أو هُبل، أو أن يقصد بها أي مخلوق من دون الله -تعالى-، قال الله -تعالى-: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ).[١٤]
  • أن لا يذكر غير اسم الله حتى ولو ذبح لله، ولكنه ذكر عليها غير الله، أو أشرك مع الله غيره، كأن يقول: بسم الله، وبسم الولي فلان، قال الله -تعالى-: (وَلا تَأكُلوا مِمّا لَم يُذكَرِ اسمُ اللَّـهِ عَلَيهِ وَإِنَّهُ لَفِسقٌ).[١٥]
  • أن يجعل السكين عند الذبح من جهة العنق، وأن لا يبدأ من القفا؛ وهذا قول جمهور العلماء، إلا إن تعسر عليه الذبح من جهة العنق، بشرط أن تبلغ السكين مقدمة العنق قبل موت الذبيحة.
  • أن ينهر الدم من محلّه، لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَا أَنْهَرَ الدَّمَ، وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَكُلُوهُ)،[٦] ومحلّ نهر الدم في العروق الأربعة التي في عنق البهيمة، وهي؛ المريء، والحلقوم، والوَدَجان، وذلك لا يكون إلا بقطع الحلقوم والمريء على الأقل، والحلقوم هو؛ هو عرق في العنق، وهو مجرى الهواء والنفس، والمريء؛ عرق في العنق، وهو مجرى الطعام، والوَدَجان؛ مثنى، وَدَج، وهما عرقان في العنق يجري فيهما الدم،[١٣] وهذا مكان وضع السكين عند ذبح الخروف.


الخطوات المستحبة في الذبح على الطريقة الإسلامية

يستحب في ذبح الأضحية عدد من الأمور، وهي:[١٦]

  • أن يُخفي الذابح السكين عن الذبيحة؛ كيلا تتعذب بمرأى السكين؛ لما جاءعن ابن عمر: (أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ- أمر بحدِّ الشفارِ وأن تُوارى عن البهائمِ وإذا ذبح أحدُكم فليُجهِزْ).[١٧]
  • أن يُضجع الذبيحة على جنبها الأيسر، ويضع رجله على صفحة عنقها، (ضَحَّى النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى ‌صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ).[١٨]
  • أن يستقبل بها القبلة، ويوجهها جهة الكعبة؛ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَبَحَ يَوْمَ الْعِيدِ كَبْشَيْنِ، ثُمَّ قَالَ حِينَ وَجَّهَهُمَا...)، [١٩] الشاهد من الحديث في قوله (حين وجههما).
  • أن يُسّمي الله -تعالى- عند الذبح، واستحباب التسمية هو قول الجمهور، قال الله -تعالى-: (وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ).[٢٠]


خطوات الذبح على الطريقة الإسلامية تنقسم إلى واجبات ومستحبات، أما الواجبات: أن لا يُذبح لغير الله، ولا يُذكر عليها غير اسم الله، وأن يُذبح من العنق بقطع وريدين من الأربعة على الأقل، أما المستحبات: أن يخفي عنها السكين رحمة بها، ويضجعها على الأرض، ويستقبل بها القبلة، ويسمي الله -تعالى- عند الذبح.


هل يجوز للمرأة أن تذبح؟

ذبح الخروف ليس مختصاً بالرجال، فقد أجمع العلماء على جواز ذبح المرأة، وعلى أن ذبيحتها حلال، ونقل الإمام ابن المنذر الإجماع عن العلماء بأن ذبيحة المرأة جائزة، واستدلوا بحديث: (أَنَّ امْرَأَةً ذَبَحَتْ شَاةً بِحَجَرٍ، «فَسُئِلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ ذَلِكَ فَأَمَرَ بِأَكْلِهَا).[٥]

وشروط المرأة الذابحة كشروط الرجل الذابح سواء، وهذه الشروط هي:[٢١]
  • أن تكون مسلمة، أو من أهل الكتاب؛ وهم اليهود والنصارى، ولا تجوز من مجوسية، ولا مشركة، ولا ملحدة.
  • أن تكون مميزة، ولا يشترط البلوغ.
  • أن تكون عاقلة، فلا تجوز من مجنونة، ولا من امرأة شربت المسكر.


شروط المرأة المجمع عليها في الذبح لا تختلف عن شروط الرجل، وهي الإسلام، أو أن تكون ذمية، وأن تكون عاقلة مميزة حتى ولم تصل إلى سنّ البلوغ.


المراجع

  1. ابن قدامة المقدسي (1388)، المغني، صفحة 204، جزء 9. بتصرّف.
  2. الحطاب الرُّعيني (1992)، مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (الطبعة 3)، صفحة 209، جزء 3. بتصرّف.
  3. سورة المائدة، آية:95
  4. الماوردي (1419)، الحاوي الكبير، بيروت :دار الكتب العلمية، صفحة 28، جزء 15. بتصرّف.
  5. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن مالك، الصفحة أو الرقم:5504 ، صحيح.
  6. ^ أ ب رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن رافع بن خديج، الصفحة أو الرقم:2488، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:1955، صحيح.
  8. ابن عثيمين (1427)، فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام (الطبعة 1)، صفحة 58، جزء 6. بتصرّف.
  9. ^ أ ب الخطيب الشربيني (1415)، مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج (الطبعة 1)، صفحة 104، جزء 6. بتصرّف.
  10. البرهان ابن مفلح (1418)، المبدع في شرح المقنع (الطبعة 1)، بيروت - لبنان:دار الكتب العلمية، صفحة 34، جزء 8. بتصرّف.
  11. السرخسي (1414)، المبسوط، بيروت: دار المعرفة ، صفحة 85، جزء 4. بتصرّف.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن ابن عباس، الصفحة أو الرقم:1833، صحيح.
  13. ^ أ ب ابن العثيمين (1412)، أحكام الأضحية والذكاة (الطبعة 1)، مكة المكرمة:دار الثقة للنشر والتوزيع، صفحة 280. بتصرّف.
  14. سورة المائدة، آية:3
  15. سورة الأنعام، آية:121
  16. عبدالله بن عبده نعمان العواضي (4/9/2016)، "الأضحية أحكام وآداب افة: 4/9/2016 ميل"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12/8/2021. بتصرّف.
  17. رواه أحمد، في مسند أحمد، عن ابن عمر، الصفحة أو الرقم:134، صحيح.
  18. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5558، صحيح.
  19. رواه صحيح ابن خزيمة، في ابن خزيمة، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2899 ، صحيح.
  20. سورة المائدة، آية:4
  21. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، فتاوى اللجنة الدائمة المجموعة الأولى، الرياض:رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء الإدارة العامة للطبع، صفحة 79، جزء 22. بتصرّف.
3826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×