الرّخص في الإسلام
إنّ من سماحة الدين الإسلاميّ أن أباح الرُّخص لأهل الأعذار؛ وذلك تخفيفاً عليهم من التَّعبِ والمشَّقةِ ورفع الحرج قال الله تعالى: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ".[١][٢]
وأهل الأعذار في الإسلام هم المريض والمسافر والخائف فهؤلاء لا يستطيعون تأدية الصلاة بالشكل المطلوب منهم؛ فجاء الإسلام بالتخفيف عنهم وإباحة ما يُعرف بصلاة أهل الأعذار، وفي كل الأحوال تبقى الصلاة فرض عينٍ على كل مسلمٍ ومسلمةٍ لا تترك تحت أي ظرفٍ كان من مرضٍ أو سفرٍ أو خوفٍ فهي الصلة بين العبد وربه فلا يجب أن تُقطع أبداً ولكن يتم تأديتها بصورةٍ مخففةٍ عند وجود العُذر المقبول شرعاً.[٢]
طريقة صلاة المسافر
المسافر هو أحد أهل الأعذار الذين يجوز لهم تأدية الصلاة بصورةٍ مخففةٍ منعاً لضياعها ووجوباً لأدائها وتخفيفاً عن المسافر، وفيما يلي بيان كيفية أداء صلاته:[٣][٤]
- الصلاة الرباعيَّة: الظهر والعصر والعشاء- تُقصر إلى ركعتين ينوي عند تكبيرة الإحرام القصر؛ والقصر في الصلاة للمسافر هو الأفضل برأي جمهور العلماء، قال تعالى: "وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ".[٥]
- صلاة الفجر والمغرب تؤدّى كما هي دون قصرٍ.
- الجمع بين الصلاتين؛ يعني أداء صلاتين في وقت إحداهما، والجمع يكون بين صلاة الظهر والعصر في وقت إحداهما بحيث تُصلى كل صلاةٍ على حدة، كما يُجمع بين صلاتي المغرب والعشاء في وقت إحداهما، ودليل ذلك عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: "أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان في غَزْوَةِ تَبُوكَ ، إذا ارْتَحَلَ قَبْلَ زَيْغِ الشَّمسِ ، أخَّرَ الظُّهرِ إلى أنْ يَجمَعَها إلى العصرِ ، فيُصلِّيهُما جمِيعًا ، وإذا ارْتَحَلَ بعدَ زَيغِ الشَّمسِ ، عَجَّلَ العصرَ إلى الظُّهرِ ، وصلَّى الظُّهرِ والعصْرَ جميعًا ، ثُم سارَ . وكانَ إذا ارْتَحَلَ قَبلَ المغرِبِ ، أخَّرَ المغرِبَ حتى يُصلِّيها مع العِشاءِ ، وإذا ارْتَحَلَ بعدَ المغرِبِ عَجَّلَ العِشاءَ فصلَّاها مع المغرِبِ".[٦]
أحكام تتعلق بصلاة المسافر
فيما يلي ذكر بعض الأحكام التي تتعلق بصلاة المسافر:[٧]
- القصر في الصلاة كما ذكرنا كيفيته سابقاً.
- المسح على الخفين-النعل والحذاء- وغطاء الرأس للرجل والمرأة مدته أكثر من مدة مسح المقيم؛ ثلاثة أيامٍ بلياليها.[٨]
- السنن الرواتب يباح له تركها، عدا سنة الفجر.
- صلاة الجمعة لا تجب على المسافر، حيث يشترط لوجوبها الإقامة.[٩]
- يجوز للمسافر إذا توقف أثناء السفر لأخذ قسطٍ من الراحة أن يصلي كل صلاةٍ في وقتها قصراً بلا جمعٍ.
- المسافر له أن يصلي في سيارته أو طائرته أو سفينته بحيث يستقبل القبلة إن أمكن ذلك، وحسب استطاعته من القيام والقعود والركوع والسجود.
- المسافة التي تُقصر عندها الصلاة عند جمهور الفقهاء ستة عشر فرسخاً-الفرسخ، فتكون مسافة القصر تقريباً 80 كيلو متراً من بعد خروجه من منزله.[١٠]
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:185
- ^ أ ب "الرخص الشرعية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 24/5/2022. بتصرّف.
- ↑ "صلاة أهل الأعذار "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 24/5/2022. بتصرّف.
- ↑ محمد إبراهيم التويجري، مختصر الفقه السلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 512-515. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:101
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:553، حسن صحيح.
- ↑ "نزهة النظر في بيان أحكام السفر"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 24/5/2022. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 86. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 36. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 408. بتصرّف.