محتويات
مفهوم التعبير
يعدّ التعبير مصطلحًا إنسانيًا عامًا يلجأ إليه الإنسان لتفريغ المشاعر والأفكار على اختلاف وسائله، ويعرف التعبير في معاجم اللغة بالإعراب والإبانة بالكلام[١]، ومنه اشتق معناه الاصطلاحي الذي يُشير إلى العمل المنهجي الذي يسير وفق خطة متكاملة للوصول بالإنسان إلى مستوى يمكنه من ترجمة أفكاره ومشاعره وأحاسيسه ومشاهداته وخبراته الحياتية شفاهًا وكتابة بلغة سليمة وفق نسق فكري معين، وهو أيضًا وسيلة التخاطب والتفاهم بين الناس ليعبر كلّ منهم عما يجول في خاطره[٢]، وقد أصبحت الكتابة التعبيرية فنًا يتنافس فيه الكثير من الكتاب بينما يسعى الكثيرون لتعلم طريقة كتابة موضوع تعبير بغية اجتذاب قلب القارئ وعقله وبث الكاتب ذاته وفكره من خلاله.
أنواع التعبير الكتابي
تعدّدت الكتابات التعبيرية وتنوعت تبعًا للموضوعات التي تعالجها والصيغ الفنية التي كتبت من خلالها، فمنها كتابات تعبيرية تستهدف العاطفة والذائقة الفنية، ومنها ما يسعى لمخاطبة العقل ومحاكاة الواقع، وهي بذلك تتوزع في قسمين:[٣]
التعبير الوظيفي
وهو الّلون التعبيري الذي يكون أكثر تحديدًا واختصارًا في توصيل الأفكار والمعلومات المراد توصيلها عن طريق الكتابة، وهذا التعبير لا يلجأ لأساليب التجميل اللغوي واللفظي كما أنه لا يرتكز على الرمز والخيال والعاطفة وهو يخضع في معظم أنواعه إلى أنماط معينة متفق عليها، كما يستخدم الكاتب فيه أساليب لغوية متعارف عليها كما هو الحال في كتابة الرسائل والمذكرات والتقارير، ويهدف لإبراز الأفكار والمعاني وإيضاح الفكرة للقارئ لذلك فهو يمتاز بالبساطة واللغة المباشرة.[٣]
التعبير الإبداعي
وهو اللون التعبيري الفني الذي يسعى لمخاطبة العاطفة وتصوير الوجدان وغايته الأساسية تحقيق التأثير في نفس المتلقي، وهو اللون الكتابي التعبيري الأوسع مجالًا ويشمل الرواية والقصة وغيرها من الفنون النثرية الإبداعية التي تتحرر من قيود الوزن والقافية، بالإضافة إلى الفنون الشعرية المختلفة، وهذه الفنون التعبيرية على اختلاف أنواعها تقوم على بنية لغوية واحدة تتطلب سلامة اللغة وصحة المعنى وتسلسل الأفكار.[٣]
طريقة كتابة موضوع تعبير
يَسعى الكثيرون للبحث عن طريقة كتابة موضوع تعبير جيد يمكنهم من بلوغ مُرادهم التعبيري من خلاله وتبليغ رسالاتهم للقراء بشتى الأساليب اللغوية، وهي طريقة تشترط توفُّرَ عاملين اثنين: الرغبة، والثقافة، أما طريقة كتابة موضوع تعبير فتتمثل في الخطوات الآتية:[٤]
- القراءة والاطلاع، فالقراءة تتيح للكاتب التعرف على أساليب فنية جديدة كما تساعده في اختيار طريقة كتابة موضوع تعبير قوي من حيث المضامين التي يحتاجها القراء وينجذبون إليها، والتقنيات الكتابية التي تجعل موضوعه التعبيري فريدًا ومميزًا.
- تحديد واختيار الموضوع، وذلك يحتاج للأخذ بعين الاعتبار أن يكون الكاتب ملمًا بجوانب الموضوع الثقافية، وأن يكون موضوعه ملامسًا للواقع.
- اختيار الأفكار التي تتصل بموضوع التعبير والتي يمكن مناقشتها من خلاله.
- ترتيب الأفكار المراد مناقشتها ترتيبًا منطقيًا متسلسلًا حسب طبيعة سير موضوع التعبير.
- تحويل الأفكار إلى أسئلة يمكن الإجابة عليها وجعل الإجابة قضية مثيرة للنقاش.
- وضع كل سؤال بعين الاعتبار كعنوان رئيسي في فقرة مستقلة.
- تدوين إجابات تفصيلية للاسئلة المطروحة.
- أخذ كل إجابة على أنها نقطة فرعية للعنوان الرّئيس الذي يمثله السؤال.
- تجميع كل عنوان رئيسي مع نقاطه الفرعية في فقرة من فقرات موضوع التعبير.
- إضافة تراكيب لغوية لكل فقرة وكذلك تراكيب لغوية للربط بين الفقرات إذا احتيج لذلك.
- انتقاء بعض الشواهد الأدبية من القرآن والحديث والشعر وحكم العرب وأمثالهم ما يتصل بموضوع التعبير ويدعم محتواه وترصيع فقراته بها.
المراجع
- ↑ مجمع اللغة العربية (2004)، المعجم الوسيط (الطبعة الرابعة)، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، صفحة 580. بتصرّف.
- ↑ "التعبير الأدبي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 02-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت محمد ربيع (2000)، التعبير الوظيفي (الطبعة الثانية)، الأردن: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 6.
- ↑ طارق بنداري (2009)، الرائد في التعبير (الطبعة الاولى)، مصر: دار الكتب المصرية، صفحة 128. بتصرّف.