طفرات النمو عند الرضع

كتابة:
طفرات النمو عند الرضع

النمو وصحة الطفل البدنية

يعدُّ النمو الطبيعي مؤشرًا هامًا على صحة الطفل الطبية والغذائية والنفسية والاجتماعية، فكثيرٌ من الأمراض التي تصيب الأطفال وتتظاهر على شكل اضطراباتٍ في النمو، ويُعرَف النمو على أنَّه تطور مختلف وظائف الجسم، كالتفكير والذكاء والحركة ومهارات التواصل والكلام، وهذا ما يُوضح أنَّ النمو ليس مجرد زيادةٍ في عدد خلايا الجسم، فهو في النهاية تحقيق تكاملٍ بين جميع الوظائف المذكورة سابقًا، وفي هذا المقال سيتمُّ التكلم عن طفرات النمو عند الرضع وأسبابها المختلفة.

نمو الطفل الطبيعي

يتميز الأطفال بقدرةٍ هائلةٍ وسريعةٍ على النمو البدني، الذي يحدث خاصةً في السنة الأولى من العمر، فهي السنة الذهبية التي يكتسبون فيها معظم مهاراتهم التطورية، وصاحبة القدر الأكبر من زيادة طول القامة بالإضافة لسنة ما قبل البلوغ، وخلال هذه السنة تكون النسبة بين رؤوسهم وأجسادهم أكبر من 1، ولكن بعد عمر السنة يتباطأ النمو عندهم، أمَّا بالنسبة للسنة الثانية من العمر فخلالها يزداد وزنهم ما بين 2-3 أرطالٍ فقط، ويقدر حجم رأس الطفل ب 90% من حجم جسمه الكلي، وبحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال فإنَّ نمو الرأس يبدأ بالتباطؤ في السنة الثانية من 3/4 بوصاتٍ إلى 1/4 بوصةٍ خلال السنوات العشر القادمة، وعلى الرغم من ذلك يزداد طول الطفل بسبب نمو ساقيه لتصبح النسبة بين رأسه وجسمه مقاربةً للواحد، ويبدأ الطفل بفقدان مظهر الطفل نظرًا لتوزع مخازن الدهون، أمَّا في عمر 15 شهرًا فيبلغ متوسط وزن الأنثى حوالي 23 رطلًا وطولها 30.5 بوصةٍ، وبالنسبة للذكر فيبلغ متوسط وزنه حوالي 24.5 رطلًا وطوله 31 بوصةٍ، وفي عمر 18 شهرًا، سيكتسب كل من الذكور والإناث حوالي 1 رطل و 0.5 بوصة أخرى، وبعد ذلك، بحلول عمر سنتين، سوف تزن تلك الفتاة نفسها 27 رطلًا، بينما سيبلغ وزن الذكر 28 رطلًا.[١]

طفرات النمو عند الرضع

يُعتبر تأخر النمو واحدًا من طفرات النمو عند الأطفال، فكما للنمو الطبيعي دلالةٌ صحيةٌ جيدةٌ فإنَّ تأخر النمو قد يشير لمشاكل صحيةٍ عندهم، لذلك من المهم مراقبة النمو لديهم من قبل طبيبٍ مختصٍ بالإضافة للتغذية الجيدة لتأمين متطلبات هذا النمو، وما يتوجب معرفته أنَّ الطفل المصاب بطفرات النمو عند الرضع، سينمو بشكل طبيعي حتى السنة الثانية من العمر، ثم سيبدأ النمو بالتباطؤ لديه لعاملين رئيسيين:[١]

  • طول الوالدين القصير: فالطفل الذي يكون كلا والديه قصيرين أو أحدهما فقد ينتهي به الأمر قصيرًا، ولكن هذا الأمر طبيعي ولا يوجد سببٌ للقلق.
  • تأخر النمو البنيوي أي البدئي: في هذه الحالة يعاني الأطفال المصابون من تباطؤٍ في النمو بين سن 6 أشهر والسنتين، ثمَّ بعد سن الثانية يعود نموهم إلى طبيعته، وسيصلون لمرحلة البلوغ ثمَّ سينمون بشكل كبير في سن المراهقة لاحقًا.

أسباب طفرات النمو عند الرضع

تحدث طفرات النمو عند الرضع نتيجة مجموعةٍ من الأسباب والعوامل المختلفة والمعقدة كالتركيب الجيني، والتغذية، والتأثيرات الهرمونية وغيرها، وعلى الرغم من ذلك فإنَّ 5% من الأطفال المصابين لديهم أسبابٌ طبيةٌ ومنها:[٢]

  • سوء التغذية، بسبب المرض أو نقص المواد الغذائية.
  • قصور الغدة الدرقية، ممَّا يؤدي إلى نقص هرمون النمو.
  • ورمٌ في الغدة النخامية.
  • أمراض الرئتين والقلب والكلية والكبد والجهاز الهضمي.
  • الأمراض التي تؤثر على إنتاج الكولاجين والبروتينات الأخرى.
  • بعض الأمراض المزمنة، كأمراض الأمعاء الالتهابية وغيرها من الاضطرابات الالتهابية.
  • الأمراض التي تصيب الميتوكوندريا، والتي يمكن أن تؤثر على الجسم بطرقٍ مختلفةٍ، بما في ذلك النمو.
  • إصابةٌ في الرأس أثناء الطفولة.
  • نقص هرمون النمو يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تأخر النمو الجنسي أو غيابه.
  • أمراض الروماتيزم مثل التهاب المفاصل، وقد تحدث طفرة النمو بسبب المرض، أو بسبب العلاج بمضادات الالتهاب الستيروئيدية-كالكورتيزون- الذي يمكن أن يؤثر على إفراز هرمون النمو.
  • طفرة جينية تؤثر على تطور العظام والغضاريف وتُوقف النمو البدني.
  • الأورام الغضروفية ومرض عديد السكاريد المخاطية وخلل التنسج الغضروفي.

تشخيص طفرات النمو عند الرضع

نتيجة تعدد الأسباب المؤدية لطفرات النمو، كان لا بدَّ من تشخيصها وتحريها بشكلٍ جيدٍ، فاضطرابات النمو كثيرًا ما تتشابه في تظاهراتها، والتي تكون على شكل قِصرٍ في القامة أو طولها أو حتى تأخر النمو الشامل ومن الطرق التشخيصية المتبعة:[٢]

  • الزيارات الروتينية لطبيب الأطفال للتحقق من أي نمط نمو غير طبيعي، حيث سيقوم الطبيب بتسجيل محيط رأس الطفل وطوله ووزنه، وإذا اشتبه بمشكلةٍ في النمو، فسيقوم بإجراء فحصٍ سريري، والنظر في تاريخ الطفل الطبي والعائلي، وربما إجراء بعض الاختبارات كالأشعة السينية لتقييم مشاكل تطور العظام، واختبار تحمل الأنسولين للتحقق من وجود نقص في عامل النمو الشبيه بهرمون النمو IGF-1.
  • اختبار هرمون الغدة الدرقية، للتحقق من قصور الغدة الدرقية.
  • تعداد الدم الكامل، للتحقق من وجود فقر دم.
  • اختبارات التمثيل الغذائي، لتقييم وظائف الكبد والكلية.
  • البروتين التفاعلي C، لتقييم مرض التهاب الأمعاء.
  • اختبارات البول من أجل التحقق من اضطرابات بعض الأنزيمات.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي، لاكتشاف مشاكل في الغدة النخامية أو ما تحت المهاد.
  • خزعة العظم أو الجلد قد تساعد في تأكيد الحالات المرتبطة بقصر القامة.

علاج طفرات النمو عند الرضع

إنَّ اضطرابات النمو مشكلةٌ طبيةٌ تصيب الأطفال ويجب علاجها، وهنا نجد أنَّ لكل سببٍ علاجٌ مختلفٌ عن السبب الآخر ممَّا يُحتم على الطبيب التقصي الجيد عن المشكلة لاختيار العلاج المناسب، لذلك يجب اتباع الآتي:[٣]

  • تثقيف الوالدين لتوفير نظامٍ غذائي متوازنٍ لعلاج تأخر النمو الناجم عن سوء التغذية.
  • تحسين ظروف الأسرة وظروف المعيشة لعلاج مشاكل النمو الناتجة عن العوامل النفسية والاجتماعية، كما أنَّ تفهم الوالدين لمشاكل الطفل قد يساعد في كثير ٍمن الاحيان، وعلى الرغم من ذلك فقد يحتاج الطفل إلى المستشفى في البداية للتركيز على تنفيذ خطةٍ علاجيةٍ وسلوكيةٍ ونفسيةٍ شاملةٍ.
  • لا يُعطَى الطفل المكملات الغذائية دون استشارة الطبيب أولًا.

المراجع

  1. ^ أ ب "Toddler Growth Spurts and Development: What to Expect", www.healthline.com,14-7-2019، Retrieved 14-7-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Short stature: Causes, types, and treatments", www.medicalnewstoday.com,14-7-2019، Retrieved 14-7-2019. Edited.
  3. "Failure to Thrive", www.hopkinsmedicine.org,14-7-2019، Retrieved 14-7-2019. Edited.
3949 مشاهدة
للأعلى للسفل
×