الطفل في عمر السنتين
تحتار الأمّ وتتساءل حول طفل السنتين وكيفية التعامل معه، فهو يُظهر قوة ونشاطًا مبتدِئًا بالمشي مع قليلٍ من الكلام وإظهارٍ حركاتٍ جديدة، كما ينمو شعوره باستقلاليته، ويُصبح اعتماده على الوالدين أقلّ أو حتى محدودًا، وهذا قد يجعل الأم حزينة، وربّما عصبية المزاج؛ وذلك نتيجة المواجهات المستمرة التي تحصل مع الطفل في عمر السنتين، حيث إِنَهُ ينشغل في معظم الوقت باستكشاف نموّه الجسمي وتطوّر الحدود التي رسمتها الأمّ له، وحالما يبدأ الطفل بالمشي يهتم باستكشاف العالم من حوله، وهذا الفضول يقوده إلى أماكن لا تسمح له الأمّ بالوصول إليها وهو لا يقصد الأذى، فمعظم اعتماده لا زال على الأم، يتعلّم منها ما يجب وما لا يجب، ويستمرّ بالنظر إلى الأم من أجل التأكّد والأطمئنان من سلوكه.[١]
رعاية الوالدين لطفل السنتين
إِنَّ فهم طفل السنتين وكيفية التعامل معه تعتمد على إشباع ثلاثة أنواع من الاهتمامات الرئيسة للطفل بعيدًا عن الحاجات الأساسيّة كالجوع والعطش والتخلص من الألم، وهي الاهتمام بمن يتولّى العناية به، والاهتمام باستكشاف البيئة من حوله، والتمكّن من القدرات الحركية له، وتبدأ هذه الاهتمامات بالشهر الثامن، ولكنّها قد تنمو بشكل غير متوازن في فترة السنتين، حيث يتأثّر إشباع هذه الاهتمامات بمعوقات تُؤثّر على نموّها التربويّ بالشكل الصحيح لدى الطفل ومن هذه المعوقات ما يأتي:[٢]
- عدم المعرفة: إنّ الوالديْن عندما يولد لهما طفل لا يكونا على معرفة وإعداد كافٍ لتحمّل المسؤولية بالشكل الصحيح، وذلك بالرغم من تركيز المُختصّين على أهمية السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل إلّا أنّهم لم يُعْطُوْا معلوماتٍ كافية حول طفل السنتين وكيفية التعامل معه، ومن مظاهر رعاية الوالدين لطفل السنتين ما يأتي:
- مشكلة الضغوط: تنشأ الضغوط من عدم دراية الأم بكيفية تربية الطفل، فالطفل لا يستطيع إدراك ما تحتويه بعض الأشياء من أخطار، بالإضافة إلى أَنَّه لا يستطيع السيطرة بشكل كامل على جسده وكيفية استخدامه، وهذه الأمور جميعها تجعل الأم تحت الضغط.
- السيطرة والسلبية: إِنَّ السلبية التي تظهر على الطفل في هذا العمر وكلمة "لا" التي يستمرّ بقولِها معظم الوقت، ومن ثمّ التنافس مع الأم في إظهار السيطرة والتحكّم فيما حوله، والتي تراها الأمّ بصورة عناد لأقل التعليمات يُسبّب إزعاج كبير للأمهات والآباء، والذي يُعيقهم من تربيته بالشكل المرغوب به، بحيث يكون مطيعًا مَرنًا.
طفل السنتين وكيفية التعامل معه
يبدأ الطفل في عمر السنتين في استثمار جميع الأنشطة والمهارات، فيستطيع في السنة الثانية من المشي الجري والتسلق، والقيام ببعض الأنشطة الجديدة، وعلى الوالدين في هذه المرحلة أن يقوما بما يأتي:[٣]
- توقُّع ما هو مُتوقَّع الحدوث، أيْ السلوكيات المتوقعة من الطفل في هذا العمر.
- التخطيط لكيفية التعامل مع طفل السنتين.
- استخدام أسلوب عمليّ وصامت بالتأديب، والبعد عن التحذير والتهديد أو المبررات الطويلة في كلّ إجراء تربويّ.
- التقليل من حركته وعناده بقراءة القصص المصوّرة، وأخذ موافقته على ما يخصّه من النواحي الماديّة كالملابس والطعام.
- المشاركة بالأنشطة التي يقوم بها، ومشاركته بغناء الأناشيد التي يحفظُها.
- وضع ألعاب جذابة له أو دمى بجانب سريره أو بأماكن قريبة منه.
- التخفيف من استخدام كلمة "لا" على مسامع الطفل في المنزل؛ حيث إنّهُ يكتشف من رد فعل الوالدين قوة تأثير هذه الكلمة، وكلما قال الوالدان "لا" يتمسّك الطفل بهذه الكلمة بشكلٍ مُزعج في ردود فعله، وللقليل من استخدامها فعلى الأم أن تراعي الآتي:
- ألّا تسأله أسئلة تحتمل الإجابة بنعم أو لا.
- أن تضع له خياراتٍ مُحدّدة؛ حتى يعتقد بأنّه هو من يسيطر على الموقف.
المراجع
- ↑ ستيفن شيلوف ، روبرت هنيمان (2007)، هكذا تعتنين بطفلك منذ الولادة وحتى سن الخامسة (الطبعة الأولى)، لبنان: شركة المطبوعات ، صفحة 269. بتصرّف.
- ↑ بيرتون لي وايت (1985)، السنوات الثلاث الأولى للحياة(الطبعة الأولى)، الكويت: الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة، صفحة 95. بتصرّف.
- ↑ بنجامين سبوك (1964)، دكتور سبوك يتحدث إلى الأمهات (الطبعة الأولى)، القاهرة: مكتبة الانجال المصرية، صفحة 302. بتصرّف.