ظهور السيد المسيح

كتابة:
ظهور السيد المسيح

نزول عيسى عليه السّلام

إنّ من علامات الساعة الكُبرى نزول عيسى -عليه السلام-؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا)،[١] وهو مربوع القامة، سَبِط الشَّعر؛ أي طويل لين ليس بأجعد، أبيض يميل إلى الحمرة، عريض الصدر، وقد وصفه رسول الله بقوله: (رَأَيْتُ عِيسَى رَجُلًا مَرْبُوعًا، مَرْبُوعَ الخَلْقِ إلى الحُمْرَةِ والبَيَاضِ، سَبِطَ الرَّأْسِ).[٢][٣]

مكان نزول عيسى عليه السلام

يكون نزوله عند المنارة البيضاء إلى الشرق من دمشق، واضعًا كفيه على أجنحة ملكين، ويكون هذا الوقت في الفجر مع اصطفاف المسلمين للصلاة، فيصلي معهم الصلاة بإمامة الرجل الصالح المهدي،[٤] فعن الصحابي النواس بن سمعان -رضي الله عنه- أنّه قال: (فَيَنْزِلُ عِنْدَ المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ علَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وإذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ منه جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ).[٥]

مهمة عيسى عليه السلام في الأرض

إنّ عيسى عليه السلام عندما ينزل من السماء يكون تابعًا لشرع الإسلام، فيحكم بكتاب الله عز وجل، وبسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويبطل جميع العقائد الفاسدة، وإبطال مظاهرها؛ حيث يقوم بكسر الصّليب، وقتل الخنزير، ووضع الجزية، كما أنّه يساند المسلمين في التّخلص من قوم يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض حينما يدعو عليهم فيموتوا.[٦]

ومن أهم الأعمال التي يقوم بها عيسى -عليه السلام- القضاء على الدجال وفتنته، قال -عليه الصلاة والسلام-: (فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأمَّهُمْ، فإذا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذابَ كما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ، فلوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حتَّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بيَدِهِ، فيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ).[٧]

ومن الأمور التي تحدث بعد نزوله -عليه السلام- أن الشحناء والتباغض والتحاسد ترفع من بين الناس حيث تجتمع كلمة الجميع على الإسلام، وتعم البركة، وتكثر الخيرات، حيث تنبت الأرض نبتها، ولا يرغب في اقتناء المال لكثرته.[٦]

مدة بقاء عيسى عليه السلام وموته

قد جاء في بعض الروايات أنّه يمكث في الأرض أربعين سنة، وقيل سبع سنين، وهذا الاختلاف يرجع إلى أنّهم حسبوا مدة حياته قبل رفعه إلى السماء إذ كان عمره ثلاثة وثلاثون سنة وثم نزل إلى الأرض فمكث سبع سنوات ومات. [٨]

ولم يرد عن الشارع نص يبين لنا مكان موت عيسى عليه السلام، ولكن ذكر بعض العلماء أنه يموت في المدينة النبوية، وقيل إنه يدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما.[٩]

الحكمة من نزول عيسى عليه السلام

تتجلى الحكمة من نزول عيسى عليه السلام دون غيره من الأنبياء في آخر الزمان بما يلي:[١٠]

  • الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوا عيسى عليه السلام، فبين الله تعالى كذبهم.
  • تكذيب النصارى؛ فيظهر زيفهم في دعواهم الأباطيل، فإنه يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية.
  • نزوله في آخر الزمان يعتبر مجددًا لما درس من دين الإسلام دين محمد عليه الصلاة والسلام.
  • نزول عيسى عليه السلام من السماء لدنو أجله ليدفن في الأرض؛ إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها، فيوافق نزوله خروج الدجال فيقتله عيسى عليه السلام.

المراجع

  1. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:2222، صحيح .
  2. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:3239 ، صحيح .
  3. سعيد اللحام، علامات الساعة، صفحة 83-84. بتصرّف.
  4. مصطفى أبو النصر الشلبي، صحيح أشراط الساعة ووصف ليوم البعث وأهوال يوم القيامة، صفحة 256-257. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النواس بن سمعان الأنصاري، الصفحة أو الرقم:2937، صحيح .
  6. ^ أ ب عبد الله بن سليمان الغفيلي، أشراط الساعة، صفحة 123-125. بتصرّف.
  7. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2897 ، صحيح.
  8. ابن كثير، النهاية في الفتن والملاحم، صفحة 193. بتصرّف.
  9. سعيد حوى ، كتاب الأساس في السنة وفقهها العقائد الإسلامية، صفحة 1121. بتصرّف.
  10. يوسف عبدالله الوابل، أشراط الساعة، صفحة 355-357. بتصرّف.
3820 مشاهدة
للأعلى للسفل
×