محتويات
البقع الحمراء المسببة للحكّة في الجسم
الجلد هو خط الدفاع الأول عن الجسم؛ وهو مليء بالخلايا التابعة للجهاز المناعي، والتي تحمي الجسم من الفيروسات والبكتيريا وغيرها من العوامل المسببة للأمراض، وعند محاولة هذه العوامل الوصول إلى داخل الجسم يبدأ الجهاز المناعي بمحاربتها؛ مما يتسبب باستشارة الجلد، وظهور الطفح الجلدي الذي يصاحبه في أغلب الحالات الحكّة.
وتُعد حكّة الجلد من أهم المشكلات التي يعاني منها معظم البشر، وتعدد أسبابها فقد يكون السبب ناتجًا عن لدغة بعوضة، وقد يكون دلالة على الإصابة بمرض جسدي خطير، مثل: الفشل الكلوي، أو أمراض الكبد، وقد يتركز هذا الطفح في مواقع معينة من الجسم أو ينتشر إلى جميع أنحاء الجسم، كما يحدث عند الإصابة بمرض الحصبة.[١]
أسباب ظهور البقع حمراء المسببة للحكّة في الجسم
يوجد العديد من الأسباب المؤدية لظهور البقع الحمراء المُصاحبة للحكة على الجسم، إذ قد يكون الطفح ناجم عن بعض الأمراض التي تصيب أجهزة الجسم المختلف خاصة أمراض المناعة الذاتية، أو عن الطفيليات، أو حالات جسدية أخرى، وفي ما يأتي توضيح لهذه الأسباب:[٢]
- انسداد القنوات الصفراوية: السبب الأكثر شيوعًا لانسداد القنوات الصفراوية هو وجود حصوة في القنوات الصفراوية، وقد يحدث أيضًا نتيجة الإصابة بالتهاب المرارة، أو الأورام السرطانيّة، أو تلف الكبد، ويصاحب هذه الحالة الأعراض التالية:
- براز فاتح اللون.
- ألم في الجانب العلوي الأيمن من البطن.
- الحكّة الشديدة.
- البول الداكن.
- القيء.
- الغثيان.
- اصفرار الجلد أو العينين.
- مرض الذئبة: وهو المرض المناعي يتسبب بظهور الطفح الجلدي على شكل فراشة، ويؤثر على أعضاء مختلفة من الجسم، وقد تسوء أعراض المرض عند التعرض لأشعة الشمس.
- تشمع الكبد، يعاني المُصاب بتشمع الكبد من الطفح الجلدي شديد الحكّة، بالإضافة إلى ظهور الأعراض التالية:
- الإسهال.
- فقدان الوزن.
- ظهور كدمات على الجسم.
- ظهور أوعية دموية عنكبوتية الشكل أسفل الجلد.
- فقدان الشهيّة.
- تورم البطن.
- اصفرار الجلد والعينين.
- حكة اللعب: المعروفة أيضًا بسعفة الأرفاغ، تسبب هذه الحالة ظهور طفح جلدي مؤلم في منظقة الفخد، ويزداد اتساعه عند القيام بأي نشاط بدني يتسبب باحتكاك الفخدين، ويصاحب الطفح حكة شديدة، والإحساس بحرقة في المنطقة المُصابة، بالإضافة إلى تشقق الجلد في المكان المُصاب.
- السعفة: تظهر السعفة على شكل طفح جلدي دائري له حواف مرتفعة، وما يميز هذا النوع من الطفح أن الجلد الموجود في مركز الدائرة هو جلد صحي يكون طبيعي اللون.
- طفح الحفاضات: يكون هذا النوع من الطفح أحمر ومتهيج، وتكون المنطقة المصابة رطبة ودافئة الملمس.
- داء المبيضات: تتسبب الفطريات بحدوث هذه النوع من العدوى، وتصيب المناطق الأكثر رطوبة في الجسم خاصةً في مناطق الإبطين وأسفل الثدي وأصابع القدم والأرداف، وتظهر على المُصاب الأعراض الآتية:
- تقرح وتشقق الجلد.
- ظهور البثور على الجلد، والتي قد تلتهب بسبب التعرض لعدوى بكتيريّة.
- التهاب الجلد التماسي، تكون حواف الطفح الجلدي بهذه الحالة واضحة، وتصاحب البثور الإفرازات.
- الأكزيما التحسسية: الطفح في هذه الحالة يشبه الحرق، وغالبًا ما يظهر على اليدين والذراعين، وتظهر البثور أيضًا التي تصاحبها بعض الإفرازات.
- حمى الشرى: تتسبب حمى الشرى بظهور طفح جلدي يكون على شكل بقع حمراء صغيرة بارزة ومستديرة، أو يكون على شكل بقع كبيرة عشوائية الشكل، أو على شكل حلقة حمراء كبيرة بيضاء اللون من الداخل، ويصاحب هذا الطفح الأعراض الآتية:
- ألم خفيف عند اللمس.
- الإحساس بدفء في المنطقة المُصابة.
- الحصبة: ينتشر الطفح الجلدي عند الإصابة بالحصبة على جميع أنحاء الجسم ابتداءً من الوجه خلال ثلاثة إلى خمسة أيام من الإصابة بالعدوى، ويكون الطفح على شكل حبوب حمراء صغيرة ذات مركز أبيض اللون، وهي حالة أكثر شيوعًا عند الأطفال، وتسبب ظهور أعراض أخرى، منها ما يأتي:
- إفراز الكثير من الدموع.
- التهاب الحلق.
- السعال.
- فقدان الشهيّة.
- سيلان الأنف.
- جدري الماء: يُصاب الأطفال أكثر من البالغين بجدري الماء، ويكون الطفح الجلدي المُصاحب له على شكل بثور حمراء مليئة بالسوائل، وتسبب الإحساس بحكّة شديدة، وينتشر في جميع أجزاء الجسم، ويصاحب الإصابة بالجدري الأعراض الآتية:
- الحمى.
- فقدان الشهيّة.
- ألم في جميع أنحاء الجسم.
- التهاب الحلق.
- الجرب، يستغرق ظهور الطفح الجلدي الناجم عن الجرب مرور أربعة إلى ستة أسابيع من تاريخ الإصابة بالعدوى، والذي يكون على شكل بثور صغيرة متقشرة.
- القوباء: هو مرض جلدي شائع بين الرضع والأطفال، يظهر الطفح الجلدي حول منطقة الفم والأنف والذقن، وتكون قشور البثور بلون العسل ومليئة بالسوائل.
- قمل الجسم: يتسبب قمل الجسم بظهور طفح جلدي شديد الحكّة ناجم لدغات القمل، ويمكن أن يرى المُصاب بيض القمل أو القمل نفسه على ملابسة وعلى جسمه.
- لدغات البراغيث: تظهر لدغات البراغيث على شكل مجموعات أسفل القدمين والساقين، وتكون اللدغات على شكل تجمعات حمراء وتكون شديدة الحكّة وتبدأ الأعراض بالظهور بعد اللدغ مباشرة.
- رد الفعل التحسسي، يظهر الطفح الجلدي على المُصاب نتيجة رد فعل التحسسي، ويكون شديد الحكة ويصاحبه أعراض أخرى، مثل التالي:
- القيء والغثيان.
- صعوبة التنفس.
- تورم الجسم.
- حساسية الطعام: تحدث حساسية الطعام نتيجة استجابة الجهاز المناعي إلى بعض أنواع الأطعمة والمشروبات واعتبارها أجسامًا ضارّة وغير ملائمة للجسم، مثل: المحار، وفول الصويا، وحليب البقر، وتظهر الأعراض بعد مرور دقائق أو ساعات من تناول الطعام، وتحتاج هذه الحالات إلى مراجعة الطبيب على الفور، وتشمل الأعراض المصاحبة لهذه الحالة ما يأتي:
- العطاس.
- القيء والغثيان.
- صعوبة التنفس.
- تشنجات في المعدة.
- الحساسية تجاه اللاتكس، هذه الحالة تحتاج إلى رعاية طبيّة طارئة، ويظهر الطفح مع المعاناة من حكة شديدة خلال عدّة دقائق من ملامسة اللاتكس، ويعاني المُصاب بهذه الحساسية من الأعراض الآتية:
- إفراز الكثير من الدموع.
- السعال.
- صعوبة التنفس.
- سيلان الأنف.
- العطاس المستمر.
- الحساسية تجاه اللبلاب السام: تحدث الحساسية عند ملامسة الجسم لخلاصة اللبلاب السام، وهو زيت موجود على أوراق وجذور النبات، وتؤدي الحساسية إلى ظهور الطفح خلال من 4 إلى 48 ساعة من ملامسة النبتة، ويستمر لمدّة شهر من الملامسة، وتُصاحب الإصابة ظهور البثور المملوءة بالسائل.[٢]
- الأمراض العصبيّة، كالتصلب المتعدد.[٣]
- الأمراض النفسيّة، كالوسواس القهري والقلق.[٣]
- الحمل.[٣]
علاج البقع الحمراء المسببة للحكة طبيًا
يكون العلاج بناءً على مسبب الطفح ويكون كالآتي:
- رد الفعل التحسسي، تعطى مُضادات الهيستامين المأخوذة عن طريق الفم.[١]
- لدغات الحشرات ولسعاتها، يكون العلاج باستخدام مُضادات الهيستامين الموضعيّة.[١]
- مشكلات الجلد، مثل: الأكزيما وحمّى الشرى، تُستخدام الكريمات الآتية لعلاج الحكّة وتهدئة الطفح المُصاحب لهذه الحالات الطبيّة:[١].
- كريمات الكورتيزون الموضعيّة وهي الخيار الأول لعلاج هذا الحالات
- مُضادات الهيستامين المأخوذة عن طريق الفم.
- مثبطات الكالسينيورين الموضعية.
- العدوى الفطريّة، مثل: القوباء، وقدم الرياضي، والسعفة، تُعالج هذه الحالات من خلال مُضادات الفطريات المتوفرة على شكل كريمات أو شامبو، وفي حالة العدوى الشديدة يحتاج الطبيب لإعطاء المُصاب مُضادات الفطريات المأخوذة عن طريق الفم.[١]
- مًضادات الاكتئاب: تعمل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية على تخفيف بعض أشكال الحكّة الشديدة، ومن هذه الأدوية فلوكستين وسيرترالين. [٤]
- العلاج بالضوء، في هذا العلاج يعرض الأخصائي بشرة الشخص الذي يعاني من الطفح المُصاحب للحكة إلى نوع معين من الضوء، ويساعد هذا العلاج في تهدئة الحكّة.[٤]
علاج البقع الحمراء المسببة للحكّة منزليًا
في ما يأتي بعض النصائح التي تسهم في علاج الطفح الجلدي والحكّة منزليًا:[٤].
- تجنب حك البثور، أو المناطق المُصابة بالطفح قدر الإمكان، ويكون ذلك من خلال تقليم الاظافر أو ارتداء القفازات.
- ارتداء الملابس الخفيفة المصنوعة من القطن؛ لأنها تساعد على إبقاء الجسم بارد ولا تسبب الحكّة.
- تجنب الاحتكاك بالأشياء المسببة للحكّة كمواد التنظيف، أو الملابس الخشنة، أو الجلوس في غرفة حارّة جدًا.
- استخدام الكريمات الموضعيّة، بعض الكريمات الموضعيّة والمراهم تهدئ البشرة وتخفف من حدّة الطفح والحكة، ومن الممكن استخدام المستحضرات الآتية:
- الكريمات المحتوية على الكورتيزون والتي تعمل على تهدئة الاحمرار والحكّة المُصاحبة له.
- الكريمات أو الغسولات المحتوية على مادة الكالامين والمنثول الموجودة في النعنع.
- المخدرات الموضعيّة، مثل: البراموكسين.
- الترطيب اليومي، ويكون من خلال استخدام مرطب موضعي خالي من العطور مرة واحدة يوميًا على الأقل.
- الاستحمام اليومي بالماء الفاتر، من الجيد عمل مغطس من الماء الدافئ، وإضافة القليل من أملاح الإنجليزية أو صودا الخبز أو دقيق الشوفان إليه، ونقع الجسم به لفترة جيّدة لتهدئة اعراض الحكّة والاحمرار المُصاحب للطفح لعدّة ساعات، ومن الممكن أن يساعد الحمام البارد في ذلك أيضًا، ويجب وضع المرطب مباشرة بعد تجفيف البشرة.
- ترطيب الهواء في المنزل.
- تقليل حدّة التوتر؛ لأن التوتر من الأعراض النفسيّة التي تسهم في ظهور الطفح الجلدي وتفاقمه أيضًا، ويمكن تخفيفه من خلال ممارسة تمرين اليوغا أو تمارين التأمل، أو الخروج يوميًا للتنزه في الهواء الطلق لتخفيف حدّة التوتر، ويساعد اللجوء إلى العلاج النفسي الحديث في ذلك أيضًا.
- تناول أدوية علاج حساسية الجسم التي لا تحتاج لوصفة طبيّة، مثل: الديفينهيدرامين، ويجب الإشارة إلى أن هذه العقاقير تتسبب الشعور بالنعاس؛ لذا من الجيد تناولها قبل الذهاب للنوم.
هل تعد البقع الحمراء على الجسم حالة خطيرة؟
لا تعد البقع الحمراء المسببة للحكّة خطيرة إلا في حال استمرارالحكّة لعدّة أسابيع، فالحكّة المستمرة ستحرم الشخص من النوم الجيد، وقد تسبب كثرة الحكّة ظهور الندوب على الجسم، بالإضافة إلى الألم الذي يعانيه المُصاب، والشعور بعدم الراحة، والاكتئاب والقلق الدائم، وقد يتشقق الجلد ويتقرح، ويؤدي ذلك إلى الإصابة بالعدوى.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "Why is my skin itchy?", medicalnewstoday, Retrieved 30-6-2020. Edited.
- ^ أ ب "What’s Causing My Skin to Itch?", healthline, Retrieved 30-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "(Itchy skin (pruritus", mayoclinic, Retrieved 30-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "(Itchy skin (pruritus", mayoclinic, Retrieved 30-6-2020. Edited.