محتويات
العادات الغذائية السيئة
يعد الإنسان كائنًا محكومًا لعاداته اليومية، فمعظم الأشخاص يشترون نفس الطعام من نفس المكان، ويحضرون نفس الأطباق يوميًّا تقريبًا بحكم العادة، لكن قد يسعى البعض إلى تغيير هذه العادات والاتجاه نحو نمط صحي أكثر، مما يعني تغيير هذه العادات واستبدالها بأخرى، وذلك يحتاج إلى الصبر والجدية والالتزام بخطة التغيير، ومع مرور الوقت تصبح العادات الجديدة الروتين اليومي الذي يطبقه الشخص، وعادةً يبدأ التغيير بتحديد العادة السيئة، ثم محاولة اكتشاف مصدرها وكيف أصبحت عادة، وبعد ذلك يجب التفكير بهدوء بعادات غذائية صحية جديدة بدلًا من القديمة.[١]
ما هي عادات الأكل الضّارة في العمل؟
يقضي معظم الأفراد وقتًا طويلًا في العمل، وللحصول على نظام صحي معتدل يجب القضاء على العادات الغذائية السيئة التي اعتاد الفرد على القيام بها أثناء انشغاله بالعمل، ومن أهم هذه العادات ما يأتي:[٢][٣]
- إبقاء المأكولات المُغرية في متناول اليد: مثل الحلويات والسكاكر والبسكويت، مما يسهل الوصول إليها سريعًا، ويمكن التخفيف من هذه المشكلة بإبقاء الأطعمة صعبة المقاومة في المنزل، وتحضير طبق من الخضروات المقطعة أو الفواكه ليكون بمثابة وجبة خفيفة جاهزة وقريبة.
- إهمال وجبة الإفطار: قد يظن البعض أن عدم تناول وجبة الإفطار يعني تقليل السعرات الحرارية القادمة منها، مما يقلل السعرات الحرارية اليومية ويُسرّع نزول الوزن، إلا أن الدراسات أثبتت أن الأشخاص الذين يتناولون الإفطار ينخفض وزنهم أسرع؛ وذلك لأنهم يحصلون على الألياف والفيتامينات، مثل فيتامين A وفيتامين C، والزنك والحديد، ويمكن للأشخاص الذين لا يشعرون بالجوع فور استياقظهم أن يؤجلوا الإفطار قليلًا، لكن يجب عليهم التأكد من أن تكون وجبتهم كاملةً تحتوي على الألياف والبروتينات، وتُشعِرهم بالشبع لعدة ساعات.
- الأكل أثناء الانشغال بالعمل: قد يتناول الموظف طعامه أثناء استخدام الكمبيوتر أو قراءة بعض الأوراق، مما يؤدي إلى تشتيت الذهن، فيصبح غير قادر على التمتع بالطعام، مما يجعله يأكل أكثر من حاجته ومن مقدار جوعه للوصول إلى الرضا النفسي.
- الأكل مباشرةً من العلبة: يعد ذلك مشكلةً لأنّه يؤدي إلى تناول كميات أكثر من الحصص المسموحة يوميًا، فالحل الأولي لمشكلات الأكل يكمن في مراقبة الكميات التي يتناولها الشخص، فعند تناول المكسرات أو الوجبات الخفيفة أو حتى الآيس كريم يُنصح بوضع الحصة المسموحة في طبق خارجي وعدم تناولها مباشرةً من العلبة.
- الأكل على عجلة: فتناول الطعام على المكتب بسرعة أو شرب بعض المشروبات الغنية بالسعرات الحرارية يعدّ من الأخطاء المنتشرة، لذلك يُنصح بالجلوس في المكان المخصص لتناول الطعام وأكل الوجبات بهدوء ودون استعجال.
- عدم تناول الوجبات في أوقاتها: بالإضافة إلى البقاء مدّةً طويلةً دون طعام؛ نظرًا لكثرة الانشغالات أو ضيق الوقت، وهذا يؤدي إلى تناول الوجبات في وقت متأخر ليلًا أو قبل الذهاب إلى النوم مباشرةً، مما يُضعف العمليات الأيضية ويؤدي إلى زيادة الوزن، ويمكن محاولة تناول عدة وجبات صحية وصغيرة خلال اليوم، مثل الزبادي والمكسرات.
- عدم شرب كميات كافية من الماء: قد تسبب قلة شرب الماء الشعور بالدوار والصداع وقلة التركيز، كما تعد المسؤولة عن المزاج السيئ، لذلك يجب المحافظة على شرب الماء باستمرار وبكميات كافية لتجنب الجفاف.
كيف أتخلّص من عادات الأكل الضارة في العمل؟
يقضي الشخص العادي تقريبًا 8.8 ساعة يوميًا في العمل أو ضمن نشطات متعلقة به، ويعاني 66% من العاملين من السمنة أو مشكلات التغذية، ولتحسين بيئة العمل من الناحية الصحية يمكن اتباع النصائح الآتية:[٤]
- إبعاد طبق الحلويات عن متناول اليد، واستبداله بإحدى الوجبات الخفيفة الصحية كالفواكه؛ للتقليل من استهلاك السكريات.
- الابتعاد عن ماكنات البيع السريعة؛ فهي مليئة بالوجبات عالية السكريات والدهون والسعرات الحرارية، والتي عادةً تكون قليلة القيمة الغذائية.
- التخطيط المسبق وإحضار وجبات صحية من المنزل لتكون جاهزةً طوال اليوم عند الشعور بالجوع، فيمكن إحضار بعض المكسرات أو الفاكهة، أو إبقاء بعض الزبادي البارد في الثلاجة.
- تجنب الأكل وحيدًا، فقد أثبتت الدراسات أن الأكل مع الزملاء يزيد من الإنتاجية في العمل، كما أن الخروج للمشي قليلًا في وقت الاستراحة يقلل من الوقت المخصص للطعام، مما يعني تناول وجبة أخف ووقت الاسترخاء أكبر.
- الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب كميات كافية من الماء طوال اليوم، وعدم استبداله بالمشروبات الغازية، أو المشروبات عالية السكريات.
كيف يؤثر العمل على طبيعة الأكل؟
لتوضيح تأثير العمل في عادات الأكل يتعيّن علينا أولًا فهم العلاقة بينهما، وكيف يتم ربط العمل بالأكل؛ لذا يمكن توضيح العلاقة بينهما كما يأتي:[٥]
- يتعرض الجميع للضغوطات في العمل، كاقتراب موعد تقديم مشروع معين، أو تراكم العمل اليومي بصورة كبيرة، مما يسبب تعرض الشخص للضغوطات النفسية، ويتعامل الأشخاص بطرق مختلفة مع الضغط النفسي، فالبعض قد يعاني من عدم الرغبة بالأكل ونقص الشهية ليزيد من تركيزه على مشكلات العمل، بينما البعض الآخر تزداد قابليتهم للطعام في محاولة منهم للهروب من الواقع والانشغال بعمل ممتع أكثر وهو الأكل، وتعد ردة فعل الجسم جزءًا من استجابته لعملية الكر والفر التي يقوم بها للحماية من الأخطار المفاجئة التي قد يتعرض لها، فيفرز الجسم هرمونات التوتر، مثل هرمون الكورتيزول الذي يزيد من الشهية للسكريات وللأطعمة المالحة والدهنية؛ ظنًا أنّه يزوّده بالوقود اللازم لمحاربة أسباب التوتر.
- لا ينحصر تأثير الضغظ العصبي في عادات الطعام فقط، بل ربطت الدراسات بينه وبين العمليات الأيضية في الجسم، إذ أوردت إحدى الدراسات الحديثة أن التعرض للشد العصبي يقلل حرق السعرات الحرارية بمقدار 104 سعرة حرارية أقل عند النساء اللواتي تعرضن لمشكلات في العمل أو الحياة خلال 24 ساعةً التي سبقت الدراسة؛ لذلك ينصح الخبراء بالابتعاد عن مسببات الضغط، ومحاولة الاسترخاء أثناء العمل عن طريق بعض الممارسات الخفيفة، كاستخدام كرة الضغط، أو أخذ استراحة مدة خمس دقائق لأداء تدريبات التنفس العميق، كما يمكن ممارسة بعض التمارين البسيطة في المكتب، والتأكد من أخذ قسط كافٍ من النوم ليلًا.
المراجع
- ↑ Kathleen M. Zelman, (2008-02-21), "6 Steps to Changing Bad Eating Habits", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-18. Edited.
- ↑ "5 Bad Eating Habits and How to Break Them", www.eatingwell.com, Retrieved 2020-08-18. Edited.
- ↑ Dr Colin Burns, "20 Bad Eating Habits", workcarewellness.co.za, Retrieved 2020-08-18. Edited.
- ↑ Angela L. Murad, "Bad food habits at work? Get back on track in 5 easy steps", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-19. Edited.
- ↑ "How Stress Can Make You Eat More Or Not At All", health.clevelandclinic.org, Retrieved 2020-08-19. Edited.