محتويات
الثقافة الشعبية في المغرب
إنَّ أي دولة وعلى مرِّ التَّاريخ قد امتلكت العديد من الثَّقافات الشعبية المتنوعة، وذلك بسبب التنوع العرقي والدِّينيني الذي تمرُّ به الدَّولة عبر التَّاريخ، وتُعد دول المغرب إحدى تلك الدُّول التي امتازت بموقعٍ جغرافيٍّ هامٍّ جعل منها ن نقطةً للعبور بين الدول ومستقرًّا للعديد من الحضارات أهمها الحضارة الأمازيغية، ولكن مع انتشار الدِّيانة الإسلامية في عموم المغرب بدأت حضارتهم تأخذ الصبغة الإسلاميَّة بشكلٍ كبير، إلى جانب حضارات أخرى فينيقية وبيزنطية ورومانية، وعلى ذلك تنوَّع العادات في تلك الدَّولة من المأكل والملبس والحياة والزواج؛ لذلك كان لا بدَّ من اختصاص مقالٍ يتحدَّث عن عادات الزواج في المغرب العربي بالتفصيل.[١]
عادات الزواج في المغرب
إنَّ دولة المغرب هي إحدى الدُّول التي تهتمُّ بشكلٍ كبيرٍ في مسألة العادات والتَّقاليد وخاصَّةً تلك التي تتعلق بالزَّواج؛ وذلك لأنَّ اهتمام العائلات ينصبُّ بشكلٍ كبيرٍ على هذه الخطوة فهي النواة الأولى لتكوين المجتمع الذي يهتمون به ويعتزون فيه بشكلٍ كبير، وعلى ذلك فإنَّ أولى مراسم البحث عن العروس في المغرب تبدأ عند جمع أهل العريس والعروس للتعارف بين بعضهم ولكن بشكلٍ غير مُباشر، فإذا حدث الوفاق بينهما وكانت الأفكار منسجمةً بشكلٍ لا بأس فيه بعث أهل العريس لأهل العروس بمرسالٍ يُعلمهم بقدومهم للتقدم لخطبة العروس، وهنا لا بدَّ على أهل العروس أن يُبادلوهم تلك المُبادرة بالقبول.[٢]
وفيما بعد يأتي العريس مع عائلته في الموعد المحدد ويأتي معه بقوالب من السكر لا تقل في وزنها عن الـ64 كيلو غرام، وعلى ذلك يتقدَّم العريس بعرض نفسه وعائلته والتَّعريف فيهم بشكل جيد، فإذا حدث القبول بين الطَّرفين يقبل أهل العروس السكر من العريس، أما إن لم يكن هناك قبولًا أو اعترض أحد الإخوة الذكور فيُرد السكر إلى العريس وأهله، ولكن في حال كان القبول بينهما موجودًا فتبدأ الأم بفصل المهر لابنتها مع وضع شروط الزواج التي تُريدها وتحديد موعد العرس الذي يتراوح ما بين الثلاثة أسابيع على الأقل والسنتين على الأكثر.[٢] أمَّا فيما يخصُّ عادات الزفاف في المغرب فقد كانت تختلف بشكلٍ كبير عن عادات الزواج في باقي أماكن الوطن العربي، والتي تتكون من العديد من الثقافات التي لها علاقات بالماضي، وسيأتي الحديث عنها فيما يأتي:[٣]
العمارية
يعود أصل عادة العمارية إلى بعض الطقوس الدِّينية السحريّة التي لا تمت للحضارة الإسلامية بشيء، والعمارية في أصلها تتألف من حمل العروس على هودج خشبيٍّ والرَّقص بها والمشي فيها على أنغام العازم، وقد يُحاول بعض النَّاس وضع ذلك الهودج على الحصان اعتقادًا منهم أنَّ ذلك يجلب المولود الذكر للعروس في حملها الأول، ولا تختصُّ فئةٌ دون غيرها في تلك العادة فالشَّريف يفعلها كما الدَّني من القوم.[٣]
الحناء
تُعدُّ الحنَّاء واحدةً من أهم الطّطّقوس التي تُمارسها نساء المغرب في التحضير لحفلات الأعراس، وذلك عن طريق الرسوم الفسيفسائية التي تُرسم على أيدي النساء وبخاصة العروس، ويُقال إن تلك العادة تعود إلى أصول سحرية قديمة غابت في غياهب التَّاريخ، وقد تحوي تلك الرسوم في داخلها العديد من الرموز الأسطورية التي يجهلون كنهها وتفاصيلها.[٣]
حكاية الزواحف
ترتبط فكرة الزواحف بفكرة الحناء التي يُعتقد فيها أنَّ عروسًا جميلةً في مقتبل عمرها كانت ذاهبة للاغتسال في حمام العامة، وعند عودتها وجدت زوجها يخونخا مع شقيقتها فتمنت على ربها أن يمسخها سلحيَّةً لا تشعر ولا تحسُّ بالآلام، وبذلك كان صنف السلحيات على وجه هذه الأرض.[٣]
هدية ورق الحناء مع البيض
إنَّ هدية الحناء مع البيض تُشكل عادةً مفصليَّةً جدًّا بالنسبة لكل من العروسين؛ وذلك لأنَّ العروس تعمل على طحن تلك الأوراق المصبوغة بالحناء واستعمالها في تحنية جسمها، ومن ثم تقوم بسلق البيض لتفطره مع شريك حياتها، ويعتقدون أنَّ بياض لون البيض يُشكل فأل خير في بداية حياتهما.[٣]
حنة المزاورة
أما عادة "حنة المزاورة" فهي من العادات المرتبطة بحناء العروس، فتقوم والدة العروس بجمع الحناء من عند سبعة نساء وتخلطها معًا وتأتي المرأة المختصة بوضع الحناء لتقوم على تلك المهمة، فتضعها على كامل جسد الفعروس، وتبدأ النساء بإطلاق الأهازيج الشعبية التي تدعو فيها لدوام سعادة العروس، والأصل من تلك العادة أن تكفّ والدة العروس أعين الحساد والكارهين عن ابنتها، وقد تُكلف مجموعةً من النساء بمراقبة الحفل خوفًا من حدوث أي مكروهٍ فيه.[٣]
كسر البيضة
أما عادة كسر البيضة فهي إحدى العادات التي تعمد فيها المرأة التي تقوم على تحنية العروس بكسر بيضةٍ على رأسها؛ وذلك أملًا في أن تكون تلك العروس كثيرة النسل والأولاد، ويُقدَّم في ذلك اليوم النقود وقوالب السكر إلى المُحنيَّة من قبل والدة العروس ونساء أخريات، وتخرج العروس أخيرًا في كامل زينتها ويتم تبخيرها وإطلاق الأهازيج والأغاني الشعبية لها، وتعمد والدتها إلى تبخيرها وتطييبها وتعطيرها.[٣]
عادات الزواج في الوطن العربي
بعد أن تمَّ الحديث عن عادات الزواج في المغرب، وأغرب العادات التي تُمارس يوم الزفاف من العروس ومن حولها، لا بدَّ أن يتمَّ الحديث عن أغرب عادات الزواج الموجودة في الوطن العربي، والتي غالبًا ما تعود أصولها إلى عادات متوارثة لا تمتُّ بصلةٍ للحاضر والعلم بشيء، وفيما يأتي تفصيلٌ لأغرب تلك العادات:[٤]
- في بعض الدُّول مثل إفريقيا يتم وضع مكنسة أمام الزوجين، ولا بدَّ من أن يقوما بالقفز عليها، وفي ذلك إشارة إلى قفزهما إلى حياة جديدة.
- تُمارس بعض الدول العربية واحدةً من أغرب العادات تتمثل في قرص العروس من قبل صديقاتها، اعتبارًا منهنَّ أن من تقوم بقرص العروس تلحق بها فورًا في ركب الخطوبة والزواج.
- قد تعمد بعض الدُّول إلى رش الملح على كلٍّ من العروسين ظنًّا منهم أنَّ ذلك يمنع الحسد والغيرة عنهما.
- قد تعمد العروس في يوم زفافها إلى تمرير فستانها على صديقاتها، ويكون ذلك نوعٌ من الفأل الحسن في قرب زواجهن.
المراجع
- ↑ "لغات المغرب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 03-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "عشر عادات زواجية أصيلة تُميز العرب"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 01-03-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "أغرب عادات الأعراس في بلاد المغرب العربي"، www.sayidaty.net، اطّلع عليه بتاريخ 01-03-2020. بتصرّف.
- ↑ "عادات غريبة تفعلها النساء في مراسم الزواج للتفاؤل"، www.sayidaty.net، اطّلع عليه بتاريخ 01-03-2020. بتصرّف.