عاصمة بلغاريا التاريخ والسياسة والاقتصاد والثقافة والسكان

جمهورية بلغاريا

تقع جمهورية بلغاريا في الجنوب الشرقي من القارة الأوروبية، وتطلُّ على البحر الأسود من الغرب، تحدُّها من الشمال رومانيا ومن الجنوب اليونان وتركيا ومن الغرب صربيا ومقدونيا ومن الشرق البحر الأسود، ورقم ترتيبها 16 من حيث المساحة في أوروبا، ويرجع نشوء دولة بلغاريا الموحدة إلى عام 681م عندما تمَّ تأسيس الإمبراطورية البلغارية الأولى، وقد حكمَت آنذاك غالبية الدول في منطقة البلقان، وكانت في العصور الوسطى مركزًا ثقافيًا للسلافيين، وفي عام 1396م أصبحت تحت سيطرة الدولة العثمانية بعد سقوط الإمبراطورية البلغارية الثانية، شهدت بلغاريا لاحقًا العديد من الصراعات والنزاعات مع الدول المجاورة فاضطرت للتحالف مع ألمانيا في الحرب العالمية الأولى والثانية، وأصبحت دولة اشتراكية ذات حزب واحد تحت قيادة الاتحاد السوفيتي في عام 1946م، وفي عام 1989م سمح الحزب الشيوعي بتعدُّد الأحزاب لتتحول الدولة إلى جمهورية ديمقراطية ومركز سوق اقتصادي، ولم تنضمَّ إلى الاتحاد الأوروبي إلا في عام 2007م، وفي هذا المقال سيتمُّ تسليط الضوء على عاصمة جمهورية بلغاريا.^[١]

مدينة صوفيا عاصمة بلغاريا

تعدُّ مدينة صوفيا عاصمة لجمهورية بلغاريا وهي أكبر المدن مساحةً فيها، وهي أيضًا واحدة من 15 دولة تعدُّ الأكبر في الاتحاد الأوروبي وقد صنِّفتَ حسب شبكة بحث المدن العالمية والعولمة من المدن العالمية بيتا، وتحتلُّ مدينة صوفيا موقعًا مهمًا واستراتيجيًا في الجزء الغربي من بلغاريا وتقريبًا في الوسط من شبه جزيرة البلقان، حيثُ يشكل موقعها مفترق طرق له أهمية كبيرة في أوروبا إذ يربط بين أوروبا الغربية بمنطقة الشرق الأوسط، كما تربط بين البحر الأبيض المتوسط ونهرالدانوب، وتربط بين البحر الأدرياتيكي والبحر الأسود، وقد وقعت في عام 1382م تحت سيطرة الدولة العثمانية وبقيت كذلك حتى تمَّ تحريرها عام 1878م لتصبحَ في عام 1879م عاصمةً لدولة بلغاريا المحررة، وهي مركزٌ رئيس للثقافة والصناعة في جمهورية بلغاريا بالإضافة إلى كونها مركز الحكم والسلطة فيها، وقد كانت المدينة في عام 2019م عاصمةً للثقافة في أوروبا.^[٢]

أصل تسمية صوفيا

أطلقَ على المدينة عندما أنشئت في القرن الثامن قبل الميلاد اسمَ سيرديكا، وهو الاسم الذي كان شائعًا لها في اللغتين اللاتينية والإغريقية، وتذكر المصادر البيزنطية واليونانية القديمة والأخرى التي تعود إلى العصور الوسطى أنَّ قبيلة التراقيين وهي نفسها كانت تسمَّى سيردي هي من أطلقت على المدينة هذا الاسم، وفي عهد الإمبراطورية الرومانية الأولى أطلق عليها اسم سيرديتس والتي تعني التي تقع في الوسط نسبةً إلى موقعها، وفي القرن الرابع عشر الميلادي أطلقَ القيصر إيفان شيشمان اسمَ صوفيا على المدينة وذلك نسبةً إلى كنيسة القديسة صوفيا العظيمة فيها، وهي ثاني أقدم كنيسة في بلغاريا بعد كنيسة الموقَّر الحكيم جورجي أو كنيسة الروتونادا كما يطلق عليها، وتعني كلمة صوفيا في اللغة اليونانية قديمًا الحكمة، وقد أطلقَ اسم سيرديكا على واحدة من القمم الجليدية في القارة القطبية الجنوبية نسبةً اسم صوفيا القديم.^[٣]

جغرافية مدينة صوفيا

يعود الفضل في تطور مدينة صوفيا منذ استيطانها إلى موقعها المتميز في شبه جزيرة البلقان، وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ موقعها في غرب جمهورية بلغاريا وعلى السفوح الشمالية لجبل فيتوشا يعدُّ استراتيجيًّا أيضًا، وهي تغوص في منطقة وادي صوفيا الذي تحيطُ به الجبال من كل الاتجاهات، وهو منطقة محاطة بالجبال القديمة أو ما تُدعى بجبال ستارا بلانينا وهي: ليولين، سردنا غورا، جبال لوزنسكا أو جبال الكرمة، ويصل متوسط ارتفاع المدينة عن مستوى سطح البحر 550 مترًا تقريبًا، وتعدُّ الممرات الجبلية التي تتفرَّع عنها ممرات رئيسية منذ العصور القديمة جدًّا وهي أربعة مداخل: فلادايسكي وداركومانسكي وبتروخانسكي وبوتوفكرادسكي، ويوجد عدد من الأنهار المنخفضة والتي تخترق المدينة مثل نهر فلادايا ونهر بيرلوفيسكا بالإضافة إلى نهر أسكار الذي يقترب من شرق المدينة في مساره العلوي، وتشتهر مدينة صوفيا بكثرة الينابيع المعدنية فيها والتي تبلغ 49 ينبوعًا، وتبعد مدينة صوفيا عن مدينة بلوفديف وهي ثاني أكبر مدينة في بلغاريا قرابة 180 كيلو مترًا التي تقع جنوب غربي بلغاريا، وتبعد عن مدينة بورغاس التي تقع شرق بلغاريا 340 كيلو مترًا تقريبًا، وعن مدينة فارنا التي تقع شمال شرقي بلغاريا 380 كيلو مترًا، والمدينة تقترب حدوديًا من ثلاثة دول تحيط ببلغاريا وهي: صربيا وبلغراد وجمهورية مقدونيا، وهي بشكل عام تحتلُّ موقعًا قريبًا نسبيًّا من جميع عواصم دول منطقة البلقان.^[٤]

تاريخ مدينة صوفيا

تعدُّ مدينة صوفيا عاصمة جمهورية بلغاريا إحدى عواصم العالم الأكثر قدمًا، إذ يرجع تاريخُها القديم إلى العصر الحجري الحديث، فقد وجِدَت مستوطنات تعود إلى العصر الحجري في منطقة سلاتينا ويقدَّر أنَّها ترجع إلى أكثر من 5000 سنة قبل الميلاد، وقد أنشأ التراقيون وهم أجداد البلغاريين المدينة في القرن الثامن قبل الميلاد، وأطلقوا عليها اسم سيرديكا أو سيردونبوليس كما سبق وذلك نسبةً إلى قبيلة الكلت، وكانت قد بُنيت على مساحة تقدر بنحو 1310 كيلو مترًا مربعًا، وكانت تضاريس المنطقة وينابيعها هي ما جذب تلك القبيلة للاستيطان فيها تحديدًا، وفي القرن الرابع قبل الميلاد حكمها الملك المقدوني فيليب ثمَّ ابنه الإسكندر المقدوني إلى أن تعرَّضت للغزو من قبل الرومان في العام 29م، وازدهرت لأنها كانت إحدى الطرق المهمة الرومانية، والجدير بالذكر أنَّ أول إشارة خطية لاسم سيرديكا ترجع إلى عصر بطليموس في عام 100م تقريبًا، وأطلق عليها اسم أولبيا سيرديكا وتحولت إلى مركز منطقة إدارية لإحدى الولايات الرومانية، توسعت المدينة في القرن الثاني ورفعت فيها الأبراج وبنيت الجدران الحصينة والحمامات العامة ومسرح روماني ومجلس مدينة وبازيليكا، وقد أصبح في منطقة مويسيا قبل أن تتعرض لهجوم من قبل القوط في عام 271م.^[٥]

أصبحت المدينة في القرن الثالث عاصمة داقية أيرولينا، وأصبحت من أول الدول الرومانية التي تعترف بالدين المسيحي كدين للدولة، وفي عام 343م عُقد مجلس سيرديكا في ذات المكان الذي بُني عليه لاحقًا كنيسة القديسة صوفيا، وتعرضت المدينة لدمار شبه كامل على أيدي الهون في زمن ثيودوسيوس الثاني عام 447م وأعاد بناءها الإمبراطور جستينيان الأول، فازدهرت المدينة بعد بناء جدار القلعة الذي شكل حماية لها، وفي عام 809م سيطر كروم خان البلغار على صوفيا بعد حصار امتد لفترة طويلة لتصبح المدينة جزءًا من الإمبراطورية البلغارية الأولى، ثمَّ سقطت بيد يوحنا زيمسكي عام 971م ثمَّ تحت سيطرة الدولة البيزنطية عام 1018م، لكن خلال وقت قصير استعادتها الإمبراطورية البلغارية الأولى، وفي هذه المرحلة تحولت المدينة إلى مدينة قروسطية كبيرة أي من مدن القرون الوسطى الكبيرة، وظهرت الشوارع الضيقة والكنائس الصغيرة وكثير من الأديرة التي شكلت لاحقًا جبل صوفيا المقدس، وفي عام 1382م وقعت تحت سيطرة الدولة العثمانية بعد أن حصارها لوقت طويل، وأصبحت لأكثر من أربعة قرون عاصمةً لولاية الروملي العثمانية، فظهرت التصاميم العثمانية واضحة على المباني والمساجد والحمامات والنوافير فيها، وخلال الحرب الروسية العثمانية سيطر الجيش الروسي على صوفيا في عام 1878م وحصلت المدينة على استقلالها في معاهدة برلين نفس العام، وفي عام 1879م تمَّ إعلانها عاصمةً لإمارة بلغاريا ثمَّ لمملكة بلغاريا عام 1908م، وفي الحرب العالمية الثانية تعرضت بقصف عنيف من قبل الحلفاء لأن بلغاريا كانت من حلفاء ألمانيا، وبعد أن أنشئت جمهورية بلغاريا عام 1946م تطورت المدينة وتوسعت كثيرًا.^[٦]

سياسة مدينة صوفيا ونظام الحكم فيها

يدير مدينة صوفيا مجلس بلدي ويمتلك كافة الصلاحيات والسلطات لإدارة بلدية صوفيا، وتجري انتخابات أعضاء المجلس من قبل السكان ضمن انتخابات محلية تجرى في المدينة كل أربع سنوات، وحسب ترتيب صلاحيات الإدارة فإنَّ أعلى سلطة هي الحاكم الإقليمي وهو الذي يتمُّ تعيينه من قبل رئيس وزراء بلغاريا بشكل مباشر، ويعدُّ العمدة في مدينة صوفيا من المناصب الرفيعة في جمهورية بلغاريا، فقد شغلَ عدد من الوزراء البلغار منصب عمدة صوفيا، وأيضًا يتمُّ انتخاب العمدة من قبل السكان كل أربع سنوات في انتخابات محلية، وأمَّا رؤساء القرى والمناطق ضمن المدينة ينتخبهم المجلس البلدي، حيثُ تنقسم المدينة إلى أربع وعشرين مقاطعة.^[٧]

سكان مدينة صوفيا

لم تصبح صوفيا أكبر مدينة في بلغاريا إلا بعد عام 1877م، وحسبَ أول تعداد للسكان فيها عام 1880م بلغ عدد سكانها 20500 نسمة، وكانت تتألف من عشرين قرية وأكثر من 5000 بيت فقط، وأمَّا مجموعاتها العرقية فقد كانت كالتالي: 56% بلغار، 30% يهود، 7% أتراك، 6% غجر، 1% مجموعات عرقية صغيرة، وفي النصف الأول من القرن العشرين تزايد عدد المهاجرين إليها بشكل كبير من كافة أنحاء بلغاريا ومن صربيا أيضًا، وقد بلغ عدد سكانها في عام 2013م أكثر من 1.3 مليون نسمة، يشكل الرجال نسبة 47.5% بينما النساء النسبة الباقية، ومعظم سكان بلغاريا من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و64 سنة ويشكلون نسبة 67% من مجموع السكان، ويليهم الأطفال تحت عمر 18 سنة حيثُ تبلغ نسبتهم 17.5% من مجموع السكان، وأمَّا التوزع العرقي في العصر الحديث فحسب إحصائيات عام 2011م تتوزع المجموعات العرقية على 96% بلغار و1.5% رومان و0.6% أتراك وما تبقى يشكلون نسبة قليلة جدًّا من الأرمن والروس واليونان، وتقدَّر الكثافة السكانية فيها نحو 2448 نسمة لكل كيلو مترًا مربعًا،^[٨] وتعدُّ الممثلة وعارضة الأزياء نينا دوبريف من أشهر الشخصيات الفنية في مدينة صوفيا.^[٩]

اقتصاد مدينة صوفيا

تشكِّل العاصمة البلغارية صوفيا مركز الثقل في الاقتصاد البلغاري، وهي مركز لغالبية الشركات في الدولة سواءً الوطنية أو الدولية التي تعمل في البلاد، بالإضافة إلى وجود البنك الوطني والبلغارية للأوراق المالية، ويشكل إنتاج صوفيا 30% من ناتج بلغاريا الإجمالي المحلي، وفيها أيضًا 37% من جميع الصناعات في الدولة، وبشكل مفصل فإنَّ 75% من صناعات الصلب والحديد و50% من صناعة الورق والطباعة و15% من صناعة الإلكترونيات والكهربائيات و14% من صناعة الأحذية والجلود يتركز في صوفيا، وتشتهر المدينة أيضًا بصناعة النسيج والملابس والأحذية والأدوات والآلات الكهربائية والمعادن وغيرها، كما تمدُّها المزارع القريبة منها بالخضار والفواكه والألبان، وفي عام 2008م بلغ مستوى دخل الفرد 3500 دولار سنويًا، وبلغ ناتجها المحلي في عام 2011م أكثر من 11.04 مليار دولار، وأثبتت صوفيا رغم صعوبات ما بعد الأزمة المالية عام 2088م مرونة اقتصادها وأدائها الاقتصادي، ويعدُّ نموُّها الاقتصادي بطيئًا ولكنه ثابت، وما تزال المدينة مركزًا لجذب الشركات والاستثمارات الأجنبية متعددة الجنسيات، وبسبب انخفاض الأيدي العاملة فيها وموقعها في أوروبا وهذا ما أدى إلى نقل العديد من الشركات الكبرى إليها.^[١٠]

الثقافة في مدينة صوفيا

تعتمد العاصمة البلغارية صوفيا على مقدرة التعليم الوطني العالي بشكل كبير، إذ تحتوي المدينة على 109000 كلية وجامعة، وتحتوي أيضًا على 22 مؤسسة للتعليم العالي من 51 مؤسسة في كامل بلغاريا، ومن تلك المؤسسات أربع جامعات تعدُّ من أهمِّ وأرفع الجامعات في البلاد وهي: الجامعة التقنية في صوفيا، جامعة نيو البلغارية، جامعة التعدين والجيولوجيا، جامعة صوفيا وهي أقدم المؤسسات التعليمية في صوفيا تأسست عام 1888م وتحتوي على 16 كلية وثلاثة أقسام وأكثر من عشرين ألف طالب،^[١١] وتحتوي المدينة على كثير من المراكز الثقافية والعلمية وبيوت النشر، والحدائق العلمية وفيها مركز لأبحاث الفضاء ومعهد كونفوشيوس وكلية الأركان والدفاع والأكاديمية الوطنية للفنون وجامعة صوفيا الطبية بالإضافة إلى كلية دراسات إسلامية، وجامعة الطب في صوفيا من أقدم وأعرق الجامعات المتخصصة في مجالات الطب وطب الأسنان والصيدلة على مستوى عالي عالمي، وترتبط عادات وتقاليد أهالي صوفيا بجذور الدين المسيحي القديمة، ومن الطقوس المعتمدة هي الرقص على الجمر والتي تدعى طقوس النستيناري، وفيها ألعاب الكوكري يقوم به الرجال في أعياد رأس السنة، ويحتفل أهل المدينة في السابع عشر من أيلول بيوم القديسة صوفيا وبناتها الثلاث: ليوبوف وناديجدا وفيارا، والتي تعني أسماؤهن: حب وأمل وإيمان، كما يحتفلون بمختلف الأعياد المسيحية، ويشارك المسيحيون باحتفالات المسلمين كما يشارك المسلمون في احتفالات المسيحيين.^[١٢]

النقل والمواصلات في مدينة صوفيا

تمتلك مدينة صوفيا بنية تحتية متميزة في منطقة أوروبا الوسطى ودول البلقان جعلتها مركزًا رئيسًا لخطوط السكك الحديدية والنقل البري، حيثُ تعدُّ السكك الحديدية وسيلة النقل الرئيسة في البلاد، وفي صوفيا 186 كيلو مترًا من الخطوط الحديدية وفيها أهم المحطات والتقاطعات في بلغاريا، وفيها خطان لمترو الأنفاق الأول تمَّ افتتاحه في عام 1998م والثاني في عام 2012م، ويعتمد النقل البري على ثلاثة طرق سريعة تنطلق منها، وقد كثرت فيها السيارات بشكل رهيب، ما أدى إلى زيادة الضوضاء والتلوث الجوي الذي يصاحب أعداد السيارات المخيفة، وهذا ما أدى بدوره إلى خلق أزمة مرورية كبيرة فيها، وتعمل الحكومة حاليًا على زيادة خطوط مترو الأنفاق والاعتماد على السيارات الكهربائية لتفادي تلك المشاكل، أمَّا الترام فإنَّه بدأ فيها منذ عام 1901م، ويبلغ طوله حاليًا 308 كيلو مترًا، ويعدُّ مطار صوفيا أكبر مطار في بلغاريا ويبعد عن وسط المدينة 5 كيلو مترات تقريبًا.^[١٣]

السياحة في مدينة صوفيا

صوفيا واحدة من أشهر وجهات السياحة وأكثرها زيارة في البلاد، وتتميز المدينة بشتاء بارد تكثر فيه الثلوج وأمَّا الصيف فهو معتدل الحرارة ويناسب أنواع كثيرة من الفعاليات السياحية، كالسياحة البحرية والثقافية والرياضية والعلاجية والبيئية، حيثُ يزداد عدد سكانها تقريبًا 0.3 مليون شخص في فصل الصيف، ويساعدها على جذب السياح والطلاب وجود عدد كبير من المتاحف فيها، مثل المتحف التاريخي الوطني الذي يحتوي على 650 ألف قطعة أثرية يرجع كثير منها إلى عصور ما قبل التاريخ، بالإضافة إلى وجود عدد من الآثار القديمة القيمة، ويشكل شارع بوليفار فيتوشا أشهر شوارع المدينة إذ يحتوي على كثير من المتاجر ومحلات الأزياء ومتاجر الماركات العالمية وغيرها، وتشكِّل سفوح جبل فيتوشا من أفضل الأماكن المخصصة للسهرات في نهاية الأسبوع، والحياة في الليل متحررة وممتعة ومتاحة حتى الصباح، لأن المدينة لا تنام ليلًا.^[١٤]

المعالم والآثار في مدينة صوفيا

تحتوي مدينة صوفيا على عدد كبير من الكنائس إذ يصل إلى أكثر من 200 كنيسة بالإضافة إلى المساجد، وقد بنيَ فيها أكثر من أربعين ديرًا في القرن الرابع للميلاد، وقد أدى التنوع الديني فيها بين المسيحيين والمسلمين واليهود إلى تنوع العمارة والثقافة والتاريخ، فلا يوجد أي مدينة في أوروبا تحتوي على مراكز دينية لكل من الكاثوليك والأرثوذكس والمسلمين واليهود بشكل متقارب كما في مدينة صوفيا، وفيها عدد كبير من المتاحف والمسارح وغيرها من المراكز الثقافية، ومن أشهر المعالم فيها:^[١٥]

• كنيسة سانت جورج: هي أقدم مبنى في المدينة، عبارة عن كنيسة دائرية من الطوب الأحمر، بُنيت في القرن الرابع الميلادي.
• كنيسة القديسة صوفيا: تمَّ إنشاؤها على آثار كنيسة قديمة تعود للعصر الروماني كان قد دمرها القوط والهون، وبنيت في القرن الرابع للميلاد أيضًا، وتحولت بعد سيطرة العثمانيين إلى مسجد.
• مسجد بنيا باشي: بناه المهندس المعماري سنان في عام 1576م، بدعم من الملا كادا سيف الله، وهو المسجد الوحيد في صوفيا.
• المتحف الوكني للفن التشكيلي: أهم وأكبر متحف للفنون التشكيلية في بلغاريا، يقع في ساحة باتنبرغ، وقد كان البناء سابقًا قصرًا ملكيًّا للملك، وتحول إلى معلم للثقافة في عام 1978م.
• حمامات صوفيا المعدنية: بنيت هذه الحمامات على بقايا أنقاض حمام عثماني، وتصل إلى الحمامات مياه الينابيع المعدنية، وتشكل الحمامات متنزهًا ومتنفسًا للسكان والسياح.

المراجع

1. ↑ "بلغاريا"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-31. بتصرّف.
2. ↑ "صوفيا"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-31. بتصرّف.
3. ↑ "صوفيا"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
4. ↑ "صوفيا"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
5. ↑ "صوفيا"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
6. ↑ "صوفيا"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
7. ↑ "صوفيا"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
8. ↑ "صوفيا"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
9. ↑ "من هي نينا دوبريف"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
10. ↑ "صوفيا"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
11. ↑ "جامعة صوفيا"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
12. ↑ "صوفيا"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
13. ↑ "صوفيا"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
14. ↑ "صوفيا"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.
15. ↑ "صوفيا"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-23. بتصرّف.