عامر بن شراحيل الشعبي

كتابة:

عامر الشعبي

اسمه هو عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار الشعبي الكوفي؛ حيث إنّ ذي كبار من أقيال اليمن -أي أبناء وأحفاد ملوكها-، أصله من حمير، كان يكنّى أبا عمر، وهو من التابعين الذين عرفوا بجلالة قدرهم وسعة علمهم، وقد شهد له ابن عمر -رضي الله عنه- بذلك،[١]روي أنّه أدرك خمسمئة من الصحابة وروى عن الكثير منهم، مثل: عليّ بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وأسامة بن زيد، وأبو هريرة، وأمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنهم جميعًا- وغيرهم، وقيل إنّه كان من أعلم الناس،[٢] كما أنّه ارتحل إلى دمشق وحدّث عن أمم كثيرة.[٣]


منزلة عامر الشعبي العلميّة

كان عامر الشعبي عالمًا جليل القدر، وقد لقي العديد من الصّحابة الكرام وحدّث عنهم، وقد ورد أنّه كان أفقه أهل عصره، وأنّ الناس كانت تلتفّ حوله يسألونه ويطلبون منه الفقه من العصر إلى المغرب، وأنّه كان يجمع حوله حلقةً عظيمةً تنتهل من علمه، وذلك على الرغم من أنّه عاصر العديد من الصحابة، وكان الشعبي يعلم بحديث أهل الكوفة والبصرة والحجاز والآفاق وكان متقنًا حافظًا للحديث.[٤]

كان الإمام عامر الشعبي متمسِّكًا بفقه الصحابة الكرام والسّير على نهجهم، وقيل إنّه كان يحدّث بالمغازي كمن شهدها حقًّا لشدّة إتقانه لها،[٤] وإلى جانب الفقه والحديث والمغازي تعلّم الحساب من الحارث الأعور، وكان ذكيًا كثير الحفظ لا يكتب شيئًا، وقد سئل الشعبي يومًا من أين أتى بعلمه؟ فقال: "بِنَفْيِ الاغْتِمَامِ، وَالسَّيْرِ فِي البِلاَدِ، وَصَبْرٍ كَصَبْرِ الحَمَامِ، وَبُكُوْرٍ كَبُكُوْرِ الغُرَابِ".[٢]


ملامح من شخصيّة عامر الشعبي

اتّصف عامر الشعبي بالعديد من الخصال الحميدة، نذكر منها ما يأتي:[٥]

  • الاهتمام الكبير بالعلم؛ فقد كان يسافر من المشرق إلى المغرب للحصول على كلمةٍ تفيده.
  • الذكاء والفطنة؛ وقد شهد له بذلك ملك الروم في حادثةٍ حصلت مع عبد الملك بن مروان.
  • التواضع؛ فعلى الرغم من العلم الواسع الذي كان يملكه إلّا أنّه كان يخجل من أن يناديه أحدٌ بالعالم أو الفقيه.
  • الابتعاد عن الفتن؛ وقد ظهر ذلك جليًّا عندما سُئل المفاضلة بين عليّ وعثمان، فكره أن يكون خصيمًا لأحدهما يوم القيامة.
  • الحلم؛ فقد روي أنّ رجلًا شتمه، فلم يقل له إلا: "إن كنت صادقاً فيما تقول فغفر اللهُ لي، وإن كنت غير صادقٍ فغفر اللهُ لك".
  • نصرة المظلومين؛ وقد ظهر ذلك في قصته مع أمير العراقَين عمر بن هبيرة الفزاري عندما حدثه في قوم حبسهم.
  • عذبٌ يحبّ المزاح؛ فقد دخل عليه رجلٌ مرَّةً وهو يجلس مع زوجته؛ فقال: "أيكم الشعبي"، فقال مازحًا: "هذه".
  • الكرم؛ فقد كان يقضي الدين عمّن مات من قرابته وعليه دين.


شيوخ عامر الشعبي

عاصر الإمام عامر الشعبي العديد من الصحابة والتابعين، وحدّث عن الكثير، ومنهم ما يأتي:[٦]

  • علي بن أبي طالب.
  • الحسن بن عليّ.
  • النعمان بن بشير.
  • عدي بن حاتم.
  • أبو سعيدٍ الخدري.
  • سمرة بن جندب.
  • عبد الله بن عمرو بن العاص.
  • جابر بن عبد الله.
  • أسماء بنت عميس.
  • فاطمة بنت قيس.
  • جرير بن عبد الله.
  • الأشعث بن قيس.


تلاميذ عامر الشعبي

روى عن عامر الشعبي جمعٌ كبيرٌ، منهم ما يأتي:[٢]

  • أبو إسحاق.
  • إسماعيل بن أبي خالد.
  • عاصم الأحول.
  • عطاء بن السائب.
  • الحكم.
  • داود بن أبي هند.
  • مغيرة بن مقسم.
  • أبو حنيفة.
  • أبو بكر الهذليّ.
  • عبد الله بن عيّاش المنتوف.


أقوال السلف عن عامر الشعبي

كان الشّعبي تابعيًّا جليل القدر واسع العلم، وقد ورد عن السلف أقوالٌ كثيرةٌ عنه، منها ما يأتي:

  • ورد عن ابن عيينة أنّه قال: "كانَ في النَّاسِ ثَلاثةٌ بعدَ أصحابِ النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: ابنُ عباسٍ، في زمانِهِ، والشَّعبيُّ في زمانِهِ، والثَّوريُّ في زمانِهِ".[٧]
  • قال سلمة بن كهيل: "ما اجتمع الشَّعبي وإبراهيم النخَعي إلا سكَت إبراهيم".[٦]
  • قال الحسن البصري ناعيًا عامر الشعبي عندما مات: "كَانَ والله كبير العلم، عظيم الحلم، قديم السلم، من الإسلام بمكان".[٨]
  • قَال أبو مجلز: "مَا رأيت فيهم أفقه من الشَّعْبِي".[٨]


وفاة عامر الشعبي

توفّي عامر الشعبي وكان له من العمر سبعٌ وسبعون سنةً، وقيل: توفّي في الثمانين من عمره، وقد اختُلف في العام الذي توفّي فيه؛ فقيل إنّه مات عام 105هـ، وقيل: 104هـ، وقيل: 103هـ، وقيل غير ذلك،[٢] وكانت وفاته مفاجئةً.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ابن خلكان ، كتاب وفيات الأعيان/ الجزء 3، صفحة 12. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث شمس الدين الذهبي، كتاب سير أعلام النبلاء، ط الرسالة، صفحة 297. بتصرّف.
  3. ابن عساكر ، كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر/ الجزء 25، صفحة 335. بتصرّف.
  4. ^ أ ب الشيخ صلاح نجيب الدق (17/03/2016)، "الإمام عامر الشَّعبي"، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 05/02/2022. بتصرّف.
  5. "عامر بن شراحيل الشعبي"، قصة إسلام، 01/05/2006، اطّلع عليه بتاريخ 05/02/2022. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ابن عساكر ، تاريخ دمشق لابن عساكر / الجزء 25، صفحة 367.
  7. البخاري ، كتاب التاريخ الكبير للبخاري/ الجزء 7، صفحة 549.
  8. ^ أ ب المزي، جمال الدين، كتاب تهذيب الكمال في أسماء الرجال/ الجزء 14، صفحة 34.
6238 مشاهدة
للأعلى للسفل
×