محتويات
عبارات إيمانية عن حب الله
حبُّ الله -تعالى- مسألة عظيمة يسبقها تقويم القلب واستقامته؛ حتى يتسنَّى لنور الله أن يتخلَّل القلب، حتى لا يبقى فيه أحد سوى الله، وهذه بعض عبارات أهل العلم والمعروفة في حبِّ الله :
- لَا يُطْمَعُ فِي حُبِّ اللَّهِ مَعَ حُبِّ الْمَالِ وَالشَّرَفِ، فإن حبَّ الله لا يجتمع مع حبَّ الدنيا.
- قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْخَوَّاصُ: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ ثَلَاثًا وَيَبْغَضُ ثَلَاثًا، فَأَمَّا مَا يُحِبُّ؛ فَقِلَّةُ الْكَلَامِ، وَقِلَّةُ النَّوْمِ، وَقِلَّةُ الْأَكْلِ، وَأَمَّا مَا يَبْغَضُ؛ فَكَثْرَةُ الْكَلَامِ، وَكَثْرَةُ الْأَكْلِ، وَكَثْرَةُ النَّوْمِ".
- عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فَضْلُ الْعِلْمِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ، وَخَيْرُ دِينِكُمُ الْوَرَعُ)، [١] فطلب العلم والعبادة والورع وهو ترك الشبهات حتى لا تقع في الحرام هذا طريق قويم لحب الله.[٢]
- إذا صحّ منك الودّ فالكل هيّن، وكل الذي فوق التراب تراب، هذا ما قالته السيدة رابعة العدوية في حبِّ الله، فهي لا تبتغي إلّا الحبُّ من الله، وكلُّ ما فوق هذه الأرض هيِّن إلّا هو -سبحانه- وكلّ ما فوق هذه الأرض خلق من تراب وسيعود إلى التراب، فهو فان.[٣]
عبارات إيمانية عن ذكر الله
إنَّ في القلب قسوة لا يُذيبها إلّا ذكر الله -تعالى-، فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله -تعالى-، ولا تطمئن القلوب إلّا بذكر الله قال -تعالى-: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).[٤] فبذكر الله يطمئن قلب المؤمن ويهدأ، وهذه بعض عبارات أهل العلم والمعرفة في ذكر الله:
- ذكر الله -تعالى- شفاء، وذكر الناس داء، لأنَّ الله بيده مقاليد كلّ شيء فذكره راحة وشفاء وطمأنينة.
- إنّ الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها، والغفلة أصل معاداته وأسها، فإنّ العبد لا يزال يذكر ربَّه -عزَّ وجلَّ- حتى يُحبُّه فيواليه، ولا يزال يغفل عنه حتى يبغضه ويُعاديه.[٥]
عبارات إيمانية عن الأنس بالله
من أحبّ الله وذكره كثيراً، أنِسَ بالله في كل وقته وابتعد عن الناس والأهواء، ليختلي بحبِّ الله وذكره، حتى وان كان بين الناس ما زال قلبه يلهج بالحبِّ ولسانه رطباً بالذكر، وهذه بعض عبارات أهل العلم والمعرفة في الأنس بالله:
- قال بعض الحكماء في دعائه يا من آنسني بذكره وأوحشني من خلقه.
- وقال الله -عز وجل- لداود -عليه السلام- كن لي مشتاقاً وبي مُتأنساً ومن سواي مستوحشاً.
- قيل لرابعة العدوية وهي من كانت تقول الشعر الصوفي، بم نلت هذه المنزلة قالت: بتركي ما لا يعنيني وأنسي بمن لم يزل.
- قال عبد الواحد بن زيد مررت براهبٍ فقلت له يا راهب لقد أعجبتك الوحدة فقال: يا هذا لو ذقت حلاوة الوحدة لاستوحشت إليها من نفسك، الوحدة رأس العبادة، فقلت يا راهب ما أقلّ ما تجده في الوحدة، قال: الراحة من مُداراة الناس والسلامة من شرّهم، قلت: يا راهب متى يذوق العبد حلاوة الأنس بالله -تعالى- قال: إذا صفا الودُّ وخلصت المعاملة، قلت: ومتى يصفو الودُّ، قال: إذا اجتمع الهمُّ فصار همَّاً واحداً في الطاعة.
- وقال بعض الحكماء عجباً للخلائق كيف أرادوا بك بدلاً، عجباً للقلوب كيف استأنست بسواك عنك. [٦]
عبارات إيمانية عن التسليم لله
التسليم هو: الرضا التامُّ بما كتب الله -تعالى- على العبد من قدر، وما جرى به القدر، وعبادته والاستعانة به على تقلُّب أحوال هذه الدنيا، وهو أعظم مراتب العبادة والحبُّ لله، وهذه بعض عبارات أهل العلم والمعرفة في التسليم لله:
- تسليم المؤمنين العارفين: قال -تعالى-: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجْاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً)[٧]وهذه ثلاث مراتب: التحكيم، وسعة الصدر بانتفاء الحرج، والتسليم لحكم الله ورسوله في الأمر.
- الرّضا بالقضاء ويكون فيما يقع بلا إرادة من العبد، ولا قدرة له على دفعه.[٨](فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجْاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً).[٩] أنّ الله- سبحانه وتعالى- رتَّب كمال الإيمان على عمل قلبي محض وهو التسليم، ولولا علم الله- تعالى- بدقائق ما في القلوب ما اشترطت الآية هذا الشرط.[١٠]
المراجع
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:7663، حديث صحيح.
- ↑ أبو بكر البيهقي، كتاب الزهد الكبير للبيهقي، صفحة 177. بتصرّف.
- ↑ مأمون غريب، رابعة العدوية في محراب الحب الإلهي، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ سورة الرعد، آية:28
- ↑ ابن القيم، الوابل الصيب، صفحة 172. بتصرّف.
- ↑ أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدين، صفحة 340.
- ↑ سورة النساء، آية:65
- ↑ ابن القيم، مدارج السالكين، صفحة 145. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:65
- ↑ أحمد بن عبد الفتاح زواوي، شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم، صفحة 44.