عبارات عن الرحيل
- عندما تجد الطريق أمامك لم يعد مستقيمًا، وباتت الأودية والحفر والجبال تحتل السبيل للوصول إلى من تريد، وصارت شمس اللقاء إلى المغيب دائمًا فما عليك سوى أن تحزم أمتعتك وترحل عنهم، فالقلوب تتغير ما بين الآن والآخر.
- عندما تتطلع إلى المكان الذي أنت فيه فتراه ليس هو مكانك، وعندما تنظر إلى الأرض التي تقف عليها فتاها تهتز من تحتك فليست هي بالثابتة القوية التي اعتدت، وعندما تتأمل الوجوه من حوك فتراها بذات الرسم الذي حفظته ولكنّها ليست بذات الهيئة، فهوّن على نفسك وارحل بلا ضجيج.
- عندما تعزم على الرحيل من العالم الذي اعتدت أن تكون فيه فلا تتكلف اللغة حتى تجد كلامًا يُبرر الحب الطويل الذي عشته، ولا تخلق كلمات فحواها الاعتذار والظهور بمظهر النّبيل الذي لم يخن، إذ إنّ كل المحاولات في ذلك المقام فاشلة لا تتعدى كونها مقدمة من رسائل الأحزان.
- قد يظنّ بعض النَّاس أنَّ رحيلهم قاتلًا فهم يلوّحون به كالسيف في كل المواقف، ولكنّ السلاح متى لوّح به للمرة الأولى فإنَّه لن يعود قاتلًا على الإطلاق، بل سيُصبح أداة مثيرة للضحك والشفقة في كلّ حين.
- حينما تصر على الرحيل وتبدأ بحزم آخر الذكريات التي عشتها مع الشريك لا تُحاول أن تدفن رأسك ما بين الحجج الواهية التي لا تعدو كونها حججًا مضحكةَ مثيرة للسخرية، بل حافظ على آخر ما تبقى فيك من الكرامة وارحل بصدق، لعلّ الشريك الآخر يحمل لك مشاعر نبيلة بعد كلّ ذلك الخذلان.
- حينما قررت الرّحيل تلك الفتاة التي فاضت علينا من الحب حتى ظننا أنّنا امتلكناها، بدأت أول ما بدأت به حزم حقائب الحب حتى صار المكان باردًا قاسيًا لا يقوى على الوقوف كحالي أنا الآن، رجوتها على البقاء وتمنّيت أنَّ ذلك الموقف لم يكن سوى موقفًا من مواقف الدلال التي اعتادت أن تواجهني بها حين حزنها، ولكن في هذه المرة كان ينتظرها فرس بيضاء على الضفة الأخرى، فربما رفضت انتظار بغلتي العرجاء حتى تصبح كذلك الفرس.
- على جدران الماضي ما أزال أنظر إلى ظلالنا في ذاكرة الربيع حينما كنّا كفراشتين تحطان على الزهور معًا فنرتشف من الحب قدر ارتشاف العالمين منه، ولكن الآن قد ذبلت الزهور وماتت الأغاني وانتهى فصل الرّبيع ليحل مكانه الخريف القاسي الذي اتخذ من أغنيات أبلول قافية له.
- بعض النَّاس يرحلون متخذين من الغدر بسملةً لهم، وآخرون يرحلون متخذين من الأعذار تيجانًا لهم فلا يسألهم أحد عن سبب الرحيل إلا أبرزوا له ذلك التَّاج، ولكن ما بين ذلك وذاك الكل يصطف في قافية الرحيل مقدمًا لها قرابين الاعتذار حقيقية كانت أو كاذبة.
- من الصّعب جدًّا أن يبقى ذلك العالم باردًا بلا حبٍّ تقشعر منه أجساد القاطنين فيه، ولكن ربما وفي كثيرٍ من الأحيان سيُفضّلون تلك البرودة على العيش في غرفة مهجورة يُتدفأ فيها على أنقاض فتيلٍ من الكلمات العابرة التي رُميت في سبيل الشفقة وعدم الموت.
- قد لا يكون هناك عبارات اعتذار عن الرحيل سوى تمنّي النسيان للطرف الآخر الذي لا يُعزّيه ذلك القول قدر ما يؤلمه، هي أشبه بطعنة من حديدة غير مسنونة فإذا هي داخلت في أحشاء الفؤاد قسمته وشقّته شقًا فلا هو حدٌّ قاطع يُريح ويستريح ولا هو غير قاطع فلا يُؤذي.
- إنَّ وقت الرحيل هو بمثابة افتضاح للأمور التي سُترت طوال العلاقة التي شابتها الأقنعة، تلك الأقنعة التي ما كانت سوى تغطي للنفاق والكذب، وبعدها وفي أحد اللحظات الباردة يُفتضح كل شيء وتنقلب الموازين جميعها.
- لا يكون الرّحيل دائمًا هو اختيار بل قد يُساق الإنسان إلىه سوقًا دون إرادة منه، فعادة لا يكون الرحيل له طوعيًا بل شاء الله له أن يكون.
- عندما ترحل عنّي ويمتدّ ظلك على بقع الماء التي خلفها الشتاء القاسي أحسب أنَّه انفصل عنك وبقي إلى جانبي يُؤنسني ويُربّت على كتفي ويُواسيني بالعبارات المستهلكة لتي لا أعي منها أي شيء، ولكن في النهاية أغبط نفسي؛ لأنني استطعت أن أظفر ولو بظلك.
- إنَّ الأمنية الأولى التي يتمنّاها العاشقون هي الرحيل دائمًا قبل الشخص الذي يُحبونه، فما أصعب أن يعيش الإنسان دائمًا في هاجس الخوف من الرّحيل، ذلك الهاجس القاتل المُتعب الذي لا يألفه النَّاس مهما رافقهم ومكث بينهم.
- كنت دائمًا أرسم خيالات حبنا في ذاكرتي وعلى أوراقي وبين دفاتري، ولكن في اللحظة الأخيرة التي أردت أن أعترف لك بها عن لواعج نفسي وعشقي إليك حزمت ما تبقى من مشاعرك ورحلت عني، أنا لا أريد شيئًا إلّا أن أعتذر إليك، فيبدو أنّ ذروة مشاعرنا لم يكن من المقدَّر لها أن تلتقي معًا.
- تُرى كيف للإنسان أن يقدر على اعتياد رحيل من ماتوا فينساهم، ولا يقدر على نسيان الأحياء الذين يطمئن عليهم في كل حين، هل رحيل الأحياء أكثر فجاعة من رحيل الميتين؟
- الرحيل هو الصفعة الأقوى التي يتلقاها الإنسان طيلة حياته، ومن المستحيل أن يعود بعد تلك الصفعة كما كان قديمًا، بل سيتجلّد تجلد الأموات ويصبر صبر اليائسين من الدنيا، حتى إذا استوت الأمور إلى ما كانت عليه قديمًا قبل اللقاء واجه الدّنيا بأنياب ليث.
- الرحيل هو أشبه بظلمة يعيشها الإنسان فلا هو يُمكنه الخروج منها فإنّ القرار ليس بيده ولا يُمكنه البقاء فيها، إذ يتحتم عليه العمى بذلك البقاء، العمى عن المستقبل والحياة والراحة والأمان.
- يرحل الإنسان في جسده ولكنَّه في غالب الأحيان يُخلّف وراءه الذاكرة، تلك التي تأبى إلا أن تبقى في المحطة التي شعرت فيها بالعشق والأمان.
لقراءة مزيدِ من العبارات، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: اقتباسات عن الفراق.