عبد الحي الكتاني (محدث ومؤرخ مغربي)

كتابة:
عبد الحي الكتاني (محدث ومؤرخ مغربي)


من هو عبد الحيّ الكتّاني؟

هو محمد عبد الحيّ بن عبد الكبير ابن محمد الحسني الإدريسي، وعُرف بعبد الحيّ الكتّاني،[١] ولد عام 1302هـ، الموافق لعام 1884م في مدينة فاس المغربيّة، وهو عالم مغربيّ مختصٌّ بالحديث الشريف وسنده والتاريخ، وهو أخ وتلميذ الفقيه المغربيّ والشاعر أبو الفيض الكتّاني، ووالده عبد الكبير الكتاني ووالدتُه فضيلةُ بنت إدريس الكتاني.[٢]

نشأة عبد الحيّ الكتاني الكتاني

ولد الشيخ الكتّاني في مدينة فاس وترعرع فيها، وبرز نبوغه العلميّ منذ صغره، حيث بدأ بتلقّي دروسه في الزاوية الكتّانية التي كان أخوه وأبوه شيوخها، وتلقّى علومه على يد علمائها والعلماء الوافدين عليها، وقد حجّ الكتّاني مرّتين كان أولّها عام 1323هـ.[٢]

زار الحجاز ومصر والشام والعديد من دول أوروبا ودرس في الأزهر والمسجد الأقصى والمسجد الأمويّ، والتقى العديد من العلماء وأخذ من علومهم، وحرص الشيخ في حياته على لقاء كبار السن والمعمّرين منهم والأخذ عنهم.[٢]

أدوار عبد الحيّ الكتاني السياسيّة

شارك عبد الحيّ الكتاني أخاه جميع نشاطاته الإصلاحيّة في المغرب، من إصلاح إداريّ وتفعيل الدستور والمجالس النيابيّة، كما دعا إلى مقاومة الاستعمار الأجنبيّ، وقد أرسل بذلك لمختلف القبائل المغربيّة يدعوهم للجهاد ضدّ المستعمر الفرنسيّ، والتي ساهمت في بيعة المولى عبد الحفيظ سلطاناً على المغرب والإطاحة بالمولى عبد العزيز.[٢]

اختلف فيما بعد المولى عبد الحفيظ مع أخيه حيث لم يجدوا فيه ما كانت تصبوا إليه نفسوهم في سياسته وحكمه، فراسلوه مناصحين له، وكتب عبد الحيّ الكتاني في مناصحته كتاب "النصيحة للسلطان المولى عبد الحفيظ"، إلى أنّ الأمور تفاقمت بينهم، ممّا أسفر عن مقتل أخيه وسجنه، وبعد وصول السلطان يوسف للعرش عام 1330هـ عادت المياه إلى مجاريها وأطلق سراحه، لكنّه رحل إلى الجزائر وتونس عام 1339هـ.[٢]

مكانة عبد الحيّ الكتاني العلمية

كان للشيخ عبد الحيّ الكتّاني ولع عظيم بجمع المخطوطات النادرة، وكان له دراية وعلم واسع بالمؤلّفات والمؤلّفين والخطوط، فجاب البلاد بحثًا عن كلّ ما ندر من الكتب والمخطوطات، وجمعها في مكتبة ضخمة سمّيت فيما بعد بالمكتبة الكتّانية، وهي الآن موجودة بالخزانة العامة للكت في الرباط.[٣]

كان عبد الحيّ الكتاني على علم واسع بالفقه والأصول والحديث والتصوّف وعلوم اللغة والتاريخ، وألّف خلال حياته ما يزيد عن 200 مؤَلّف، وبلغ تميّزه بالعلم أنّه عُيّن مع كبار العلماء الذين يقرؤون الحديث الشريف بالضريح الإدرسي في المغرب، وهو ابن 18 عامًا فقط، وكان ذلك عام 1320هـ، وقد رُشّح لمنصب شيخ الإسلام في المغرب عام 1330هـ، وبعد وفاة والده وأخيه صار شيخ الزاوية الكتّانية عام 1333هـ.[٢]

من مؤلفات عبد الحيّ الكتاني

ومن الأمثلة على مؤلفاته:[٤]

  • ماضي القرويين ومستقبلها.
  • كيف نشأ التصوّف في الإسلام.
  • البيان المُعرب عن معاني بعض ما ورد في أهل اليمن والمغرب.
  • عقد الياقوت والزبرجد.
  • منية السائل وخلاصة الشمائل.
  • فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات.
  • نظام الحوكمة النبوية المسمّى التراتيب الإدارية.
  • المفاتيح لقراءة المصابيح.
  •  عمدة الإثبات في الاتصال بالفهارس والأثبات لأبي عبد الله محمد المكي ابن عزوز.

خاتمة الشيخ الكتّاني ووفاته

بعدَ فترة من الزمن عُزل ابنُ عرفة عن الحكم، واستلمه بعده الملك محمد الخامس عام 1955م، وأصدر الملك محمد الخامس قرارًا ملكيًا بمصادرة أملاك الشيخ الكتاني، وكان من ضمن ممتلكاته مكتبتُه التي بذل لها الغالي والنفيس؛ لجمع الكتب فيها.[٢]

صودرت مكتبته بعد أن كانت ملاذ العلماء والباحثين، كما أُطلق عنه الإشاعات عنه لتشويه سمعته، وبدأ المخالفون له بأذيته، والتطاول عليه، فقرر الخروج من البلاد والاستقرار خارجها ليسلم منهم، ثم وافته المنية خارج البلاد؛ وتوفّي في مدينة نيس في فرنسا؛ ودفن في مقابر المسلمين.[٢]

المراجع

  1. "الكتاني، عبد الحي"، المكتبة الشاملة الحديثة، اطّلع عليه بتاريخ 11/5/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "عبد الحي الكتاني"، مكتبة نور، اطّلع عليه بتاريخ 11/5/2022. بتصرّف.
  3. "مخطوطات التفسير والحديث في الخزانة الكتانية"، دعوة الحق، اطّلع عليه بتاريخ 11/5/2022. بتصرّف.
  4. "تحميل كتب محمد عبد الحي الكتاني"، مكتبة النور، اطّلع عليه بتاريخ 11/5/2022. بتصرّف.
3063 مشاهدة
للأعلى للسفل
×