الجنة
قبل الحديث عن عدد أبواب الجنة، من الجدير الحديث عن الجنة، فالله -تعالى- أعدّ لعباده الصالحين النعيم الذي لا يمكن تخيله، والدنيا وكلُ ما فيها زائل، ومهما تمتع فيها الإنسان فسيأتي يوم وينتهي كل ذلك، وبالمقابل فنعيم الجنة لا ينتهي ولا يزول، وقد وعد الله -تعالى- من يؤمن ويعمل العمل الصالح بالخلود في الجنة، فقد قال سبحانه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}،[١] ونعيم الدنيا لا يُقارن بنعيم الآخرة، وقد قال ابن عباس رضي الله عنه: "ليس في الجنة شيء يشبه ما في الدنيا إلا الأسماء".[٢]
عدد أبواب الجنة
عدد أبواب الجنة ثمانية، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وأنَّ عِيسَى عبدُ اللهِ، وابنُ أمَتِهِ، وكَلِمَتُهُ ألْقاها إلى مَرْيَمَ ورُوحٌ منه، وأنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ، وأنَّ النَّارَ حَقٌّ، أدْخَلَهُ اللَّهُ مِن أيِّ أبْوابِ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةِ شاءَ"،[٣] وبعض أسماء هذه الأبواب وردت في النصوص الشرعية مثل: باب الصلاة والصدقة والجهاد والريان والأيمن والكاظمين الغيظ، فبعض هذه الأسماء وردت في الحديث المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: مَن أنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سَبيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِن أبْوَابِ الجَنَّةِ: يا عَبْدَ اللَّهِ هذا خَيْرٌ، فمَن كانَ مِن أهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّلَاةِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِن بَابِ الجِهَادِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِن بَابِ الرَّيَّانِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّدَقَةِ، فَقالَ أبو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: بأَبِي أنْتَ وأُمِّي يا رَسولَ اللَّهِ ما علَى مَن دُعِيَ مِن تِلكَ الأبْوَابِ مِن ضَرُورَةٍ، فَهلْ يُدْعَى أحَدٌ مِن تِلكَ الأبْوَابِ كُلِّهَا، قالَ: نَعَمْ وأَرْجُو أنْ تَكُونَ منهمْ"،[٤] وبعض أسماء الأبواب اختارها العلماء عن طريق الإشارات والإيماءات الموجودة في النصوص الشرعية مثل: باب التوبة أو العلم أو الراضين أو الذكر أو الحج، وأما النار فعدد أبوابها سبعة أبواب، فقد قال سبحانه: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ* لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ}،[٥] ولم يرد نص شرعي من القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة في تسمية أبواب النار، لكن ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال في أسمائها: "جهنم والسعير ولظى والحطمة وسقر والجحيم والهاوية وهي أسفلها".[٦]
أسباب دخول الجنة
بعد الحديث عن عدد أبواب الجنة، يجب بيان أسباب دخول الجنة، فمن رحمة الله -تعالى- أنّ جعل أسباب دخول الجنة متعددة، ويستطيع كل عبد أن يقوم بهذه الأسباب والأعمال، ومن هذه الأسباب والأعمال:[٧]
- إمهال المُعسر والتجاوز عنه عند عدم قدرته على سداد الدين.
- إزالة الأذى عن الطريق.
- المداومة على الذكر.
- الإكثار من الاستغفار.
- قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة من الصلوات الخمس المفروضة.
- المحافظة على الصلوات الخمس.
- الإنفاق في سبيل الله تعالى.
- الصوم.
- الدعاء بدعاء دخول السوق.
- تربية البنات والإحسان إليهم.
- تقوى الله تعالى.
المراجع
- ↑ سورة النساء، آية: 122.
- ↑ "مقارنة بين نعيم الدنيا ونعيم الجنة"، islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 28، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1897، حديث صحيح.
- ↑ سورة الحجر، آية: 43،44.
- ↑ "أسماء أبواب الجنة وأبواب النار"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "أسباب دخول الجنة"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-1-2020. بتصرّف.