عدد أحزاب سورة البقرة
يوجد في سورة البقرة أربعة أحزاب، وعدد الأجزاء فيها جزءان وتسع صفحات، وفيها عشرون رُبعاً، كما يبلغ عدد آياتها 286 آية.[١]
وتُعدُّ سورة البقرة من السور السَّبع الطِّوال، إذ بلغ عدد صفحاتها تسعاً وأربعين صفحة، أي جزئين وتسع صفحات، ويبلغ مقدار الجزء في القرآن الكريم عشرين صفحة، والجزء الواحد يشتمل على حزبين، ويبلغ مقدار الحزب عشر صفحات، وكل حزب يشتمل على 4 أرباع، والربع يتراوح تقريبا بين الصفحتين والثلاث صفحات.
سبب طول سورة البقرة
تبيَّن أنَّ سورة البقرة هي أطول سور القرآن الكريم، والسبب في هذا يرجع لما تناولته هذه السورة العظيمة من أحكام فقهية، ومعاني إسلامية عميقة، ومواضيع متنوعة، وقصص فيها عِبر وحِكم.
وبهذا تكون سورة البقرة قد غطت أكثر الأمور المهمة في الإسلام بشكل مجمل، وبترتيب معين، وتنسيق مُحكم، لتأتي بعدها السور القرآنية تُفصِّل كل ما جاء في سورة البقرة من محاور ومواضيع وأحكام، والله أعلم.[٢]
التعريف بسورة البقرة
سورة البقرة سورة مدنية نزلت بعد الهجرة النبويَّة،[٣] وهي أوَّل ما نزل من القرآن بعد الهجرة، وهي في الترتيب القرآني السورة الثانية.
وسُميت سورة البقرة بعدَّة أسماء، الأول: سورة البقرة؛ لاشتمالها على قصة بقرة بني إسرائيل،[٤] والثاني: سورة الكرسي لاشتمالها على آية الكرسي، وأمَّا الثالث فهو الزهراء كما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-:( اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ).[٥]
وقد جاءت الأحاديث النبويَّة الثابتة تُبين فضل هذه السورة العظيمة، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ).[٦][٧]
وقال -عليه الصلاة والسلام-:(مَنْ قرأَ آيةً الكُرسِيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ ، لمْ يمنعْهُ من دُخُولِ الجنةَ إلَّا أنْ يمُوتَ).[٨]
ولسورة البقرة مقاصد عديدة ومنها: تناولها واهتمامها بالعقيدة، فقد بيَّنت في كثير من آياتها أصول عقيدة المؤمنين، والأدلة الدامغة على التوحيد، والبراهين المثبتة للبعث والنشور.[٩]
وكذلك بيَّنت التشريعات الإسلاميَّة، التي يحتاجها في الناس في حياتهم مثل: العبادات، والمعاملات، والنكاح والطلاق، والحدود والقصاص.[١٠]
ومن الموضوعات التي تناولتها السورة: ذكرت أصناف الناس من مؤمنين ومنافقين ومشركين، فقد ذكَّرت المؤمنين بعبادة الله وتوحيده، وتذكر النعم التي أنعم الله بها على عباده، وتناولت جانب خَلق الإنسان واستخلافه في الأرض، وعداوته الأبدية مع الشيطان إلى يوم القيامة، ووذكرت الأحداث التي حصلت لبني إسرائيل مع نبيهم موسى عليه السلام.[١١]
إضافةً إلى قصة إبراهيم عليه السلام وكيف ابتلاه الله بكلمات وأوامر، وكيف أمره ببناء الكعبة مع ابنه إسماعيل، وبيَّنت قدرة الله تعالى في إحياء الموتى، وكذلك تناولت قصة طالوت وجالوت والمعركة التي حصلت بينهما.[١١]
المراجع
- ↑ محمد بن عبد العزيز الخضيري، كتاب السراج في بيان غريب القرآن، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ سعيد حوى (2003)، كتاب الأساس في التفسير (الطبعة 6)، القاهرة:دار السلام، صفحة 833، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (2000)، كتاب تفسير السعدي تيسير الكريم الرحمن (الطبعة الأولى)، الأردن: مؤسسة الرسالة، صفحة 40.
- ↑ مجموعة من المؤلفين (2002)، كتاب الموسوعة القرآنية المتخصصة، مصر: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، صفحة 220. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:804، صحيح.
- ↑ رواه أبي أمامة الباهلي، في مسلم، عن صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم:804، صحيح.
- ↑ أبو عُبيد القاسم بن سلاّم (1995)، كتاب فضائل القرآن للقاسم بن سلام (الطبعة 1)، دمشق-بيروت:دار ابن كثير، صفحة 235. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:6464، صحيح.
- ↑ محمود توفيق محمد سعد، كتاب العزف على أنوار الذكر، صفحة 132. بتصرّف.
- ↑ أبو عبد الرحمن عرفة بن طنطاوي (2020)، معالم التوحيد في فاتحة الكتاب (الطبعة الثانية)، مصر: دار الأمل، صفحة 195. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد سيد طنطاوي (1997)، كتاب التفسير الوسيط لطنطاوي، مصر: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 31، جزء 1. بتصرّف.