عدد الأحاديث القدسية الصحيحة

كتابة:
عدد الأحاديث القدسية الصحيحة

عدد الأحاديث القدسيّة الصحيحة

تُعدّ الأحاديث القُدسيّة قليلة بالنسبة لعدد الأحاديث النبويّة؛ حيثُ تبلغ حوالي مئتي حديث،[١] وجاء عن المُحقّق أحمد بن حجر الهيثميّ عند شرحه للأربعين النوويّة بأنّ عدد الأحاديث القُدسيّة أكثر من مئة حديث، وبعض أهل العلم أوصلها إلى أكثر من ذلك، وجمع المُحدّث المناويّ في كتابه الإتحافات السنيّة بالأحاديث القدسيّة مئتين واثنين وسبعين حديثاً، وذكرها من غير إسناد،[٢] وقد قامت عددٌ من الِلّجان باستخراج الأحاديث القُدسيّة الموجودةُ في الكُتب السّتة والموطّأ، وبلغ عددُها مع المُكرّر منها أربعمئة، ومن غير المُكرّر حوالي مئة وثلاثين حديثاً، وقد جاء عن الإمام النوويّ -رحمه الله- بأنّها تساوي خمسةً وتسعين حديثاً في الكُتب السّتة، وأمّا ما يُذكر في غيرها من كُتب الحديث فهي قليلةٌ جداً.[٣]


وذهب بعضُ المُحدّثين إلى القول بمحدوديّة عددها وبأنّها لا تتجاوز المئة، أو قد تزيد قليلاً، وأمّا ما ذكره المناوي بأنها مئتين واثنين وسبعين حديثاً؛ فذلك لأنّ أكثرها غيرُ صحيح.[٤] وقال علي القاريّ عند شرحه للأربعين النوويّة: إنّ عدد الأحاديث القُدسيّة أكثر من مئة، وذكر في كتابه الأحاديث القُدسيّة والكمالات الأنسيّة أربعين حديثاً قُدسياً، وجاء في كتاب الأحاديث القُدسيّة الذي أصدره المجلس الأعلى أنّها تبلُغ أربعمئة حديث مع المُكرّر، وأمّا مع حذف المُكرّر منها فإنّها تبلُغ مئةً وثمانية وستين حديثاً، وأمّا لجنة القُرآن والحديث فبيّنت أنّها لا تتجاوز في الواقع أربعةً وخمسين حديثاً.[٥]


تعريف الحديث القدسي

يُنسب الحديث القُدسيّ إلى القُدس، وهو: الطّهارة، وتقديس الله -تعالى-؛ أي تنزيهُهُ، ولذلك سُمّيَ الله -تعالى- بِالقُدّوس، ومنه بيت المقدس؛ أي: المكان الذي يُتطهر فيه من الذُّنوب، وسُمّيَ جبريل -عليه السلام- بروح القُدس؛ لأنّه مخلوقٌ من طهارة، وأمّا في اصطلاح المُحدّثين فهو لا يخرُج عن المعاني اللّغويّة، كما أنّ الأحاديث القُدسيّة تُسمّى بالأحاديث الإلهيّة أو الرّبانيّة؛ نسبةً إلى الذات الإلهيّة والرّب.[٦]


وعرّفه ابن حجر الهيثميّ فقال: هو الحديث الذي يُنقل آحاداً عن النّبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- مع إسناده إلى الله -تعالى-، وعرّفه آخرون بأنّه الحديث الذي يُسنِده النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- إلى الله، وقيل: هو الحديث المُضاف إلى النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- مع إسناده إلى الله -تعالى-،[٦] وقيل: هو الحديث الذي يُضاف إلى الله -تعالى- بالقول والمعنى، ويرويه النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- عن ربه،[٧] فيكون الحديث في بدايته: قال الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه، أو قال الله -تعالى- فيما يرويه عنه رسول الله -محمد -صلى الله عليه وسلم-.[٨]


الفرق بين الحديث القدسي والقرآن الكريم

توجد العديد من الفُروقات بين الحديث القُدسيّ والقُرآن الكريم، وهي:[٩][١٠]

  • الحديث القُدسيّ لم يتحدّى الله -تعالى- بتلاوته، بخلاف القُرآن الذي وقع به تحدّي الناس أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة، وهذا التحدّي قائمٌ إلى قيام الساعة.
  • الحديث القُدسيّ يُنسب إلى الله -تعالى- نسبة إنشاء، فيُقال: قال الله أو يقول الله -تعالى-، وقد يُروى مُضافاً إلى النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-؛ فتكون نسبةُ إخبار؛ لأنّ النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- هو المُخبر به عن ربه، بخلاف القُرآن الكريم الذي لا يُنسب إلّا إلى الله -تعالى-.
  • الأحاديث القُدسيّة أكثرها أخبار آحاد، وقد تكون صحيحة أو ضعيفة أو حسنة، وهي ظنيّة الثبوت، أمّا القُرآن فكُلّه منقول عن طريق التواتر، وكُلّه قطعيّ الثُبوت.
  • الحديث القُدسيّ يكون اللّفظ فيه من النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- والمعنى من الله -تعالى- على القول الصحيح، سواءً عن طريق الإلهام أو المنام، ولذلك تجوز روايته بالمعنى، بخلاف القُرآن الذي يكون لفظه ومعناه من الله -تعالى- بوحيٍ واضح.
  • الحديث القُدسيّ لا تجوز الصلاةُ به، وثواب قراءته ثواب عام، وليس كقراءة القرآن؛ من كون قراءة الحرف فيه بعشرة حسنات، والقرآن مُتعبّد بتلاوته، وتتعيّن قراءته في الصلاة، ويُثاب المُسلم على قراءته سواءً في الصلاة أو في غيرها.
  • الحديث القُدسيّ يجوز للمُحدِث مسّه، كما تجوز قراءته من الجُنب، بخلاف القُرآن الذي يحرُم مسّه للمُحدث وتلاوته من الجُنب.[١١]


المراجع

  1. محمود بن أحمد النعيمي (2004)، تيسير مصطلح الحديث (الطبعة العاشرة)، الرياض: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، صفحة 158. بتصرّف.
  2. حسن محمد أيوب (2004)، الحديث في علوم القرآن والحديث (الطبعة الثانية)، الإسكندرية: دار السلام، صفحة 177. بتصرّف.
  3. الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، المدينة المنورة: موقع الجامعة على الإنترنت، صفحة 349، جزء 35. بتصرّف.
  4. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - مصر ، موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة ، صفحة 218، جزء 1. بتصرّف.
  5. محمد الطاهر بن عاشور (2004)، مقاصد الشريعة الإسلامية، قطر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، صفحة 333-334، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب علي بن (سلطان) محمد، أبو الحسن الهروي، الأحاديث القدسية الأربعينية، الرياض: دار التوحيد للنشر والتوزيع، صفحة 21-23. بتصرّف.
  7. عبد الله بن محمد الغنيمان، شرح فتح المجيد، صفحة 10، جزء 95. بتصرّف.
  8. نور الدين عتر (1981)، منهج النقد في علوم الحديث (الطبعة الثالثة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 323. بتصرّف.
  9. محمد أحمد معبد (2005)، نفحات من علوم القرآن (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار السلام، صفحة 15-16. بتصرّف.
  10. مركز قطر للتعريف بالإسلام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، التعريف بالإسلام، قطر: مركز قطر للتعريف بالإسلام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، صفحة 60. بتصرّف.
  11. عبد الرؤوف بن تاج العارفين المناوي، الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية، دمشق: دار ابن كثير، صفحة 6. بتصرّف.
4851 مشاهدة
للأعلى للسفل
×