عدد السور في القرآن الكريم

كتابة:
عدد السور في القرآن الكريم

القرآن الكريم

القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، المنزل على الرّسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ليقوم بهداية النّاس، وإرشادهم إلى طريق الحقّ والصّواب، وتحذيرهم من طريق الضّلال والانحراف، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)،[١] وهو الكتاب الّذي أُنزل للنّاس جميعاً، وقد ذُكر في القرآن الكريم قصص الأمم السابقة، وأسماء الله -تعالى- وصفاته، والأحكام الخاصّة بحياة العباد، ومصير المؤمنين والكافرين، ومشاهد يوم القيامة، وغير ذلك الكثير، فهو كتابٌ شاملٌ مبيّنٌ لكلّ شيء.[٢]


عدد السّور في القرآن الكريم

تعرّف السّورة في الاصطلاح على أنّها حصيلة مجموعة من الآيات المحدّد أوّلها وآخرها بالتوقيف، وهذه الآيات هي عبارة عن مجموعة كلمات من القرآن التي تكوّن السّورة، ومن مجموع السّور يتألّف القرآن الكريم،[٣] ويبلغ عدد السّور في القرآن الكريم مئة وأربع عشرة سورة، بحيث تتوزّع هذه السّور في ثلاثين جزءاً، وكلّ جزءٍ يحتوي على حزبين، بحيث يبلغ عدد الأحزاب في القرآن الكريم ستّين حزباً، وتقسم السّور في القرآن الكريم إلى سورٍ مكيّة ومدنيّة، ولكلّ سورةٍ اسمٌ يخصّها عن غيرها، وبعض السّور لها أكثر من اسم، كسورة الفاتحة، حيث لها أسماءٌ كثيرةٌ وهي: أمّ الكتاب، والسّبع المثاني، والكنز، والوافية، والكافية، والشّافية، وغيرهم من الأسماء، وهناك بعض السّور تسمّى بحسب الحروف المقطّعة التي وردت في بدايتها، ومن الأمثلة عليها سورة طه، ويس، وص، وق.[٤]


إنّ الرّاجح من القول في أسماء سور القرآن الكريم أنّها توقيفيّة؛ أي لا اجتهاد فيها، فهي من عند الله -تعالى- أوحى بها إلى جبريل -عليه السّلام- ليعلّمها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ علّمها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى كتّاب الوحي، وبهذا الشّكل عُرفت أسماء السّور، وانتشرت بين النّاس، فهي أمرٌ ثابتٌ لا اجتهاد فيه، وأمّا بما يخصّ ترتيبها في المصحف الشّريف فالرّاجح أنّ التّريب توقيفيٌّ أيضاً، علّمه الله -تعالى- لجبريل عليه السّلام، ثمّ علّمها جبريل للرّسول صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ وصلت إلى كتّاب الوحي، وبعدها انتشرت في الأمّة،[٥] وهناك بعض المعلومات المتعلّقة بسور القرآن الكريم، وفيما يأتي ذكرها:[٤]

  • جميع سور القرآن الكريم تبدأ بالبسملة باستثناء سورة التّوبة، فلا بسملة فيها، وسورة النّمل فيها بسملتان.
  • هناك سبعةٌ من السّور مسمّاة بأسماء الأنبياء وهي: يونس، هود، يوسف، إبراهيم، محمّد، نوح.
  • أطول سورة في القرآن الكريم هي سورة البقرة، حيث يبلغ عدد آياتها مئتين وستٍّ وثمانين، وأقصر سورة هي سورة الكوثر، حيث يبلغ عدد آياتها ثلاثة.
  • أوّل سورة نزلت على رسول الله محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- هي سورة العلق، وآخر سورة نزولاً هي سورة النّصر.
  • أوّل سورة وروداً حسب التّرتيب في المصحف الشّريف هي سورة الفاتحة المسمّاة بسورة الحمد، وآخر سورة هي سورة النّاس.
  • عدد السّور التي تبدأ بالحروف المقطّعة هي تسعٌ وعشرون سورة.
  • عدد السّور التي تبدأ بكلمة الحمد لله خمسة؛ وهي الفاتحة، والأنعام، والكهف، وسبأ، وفاطر.
  • عدد السّور التي يبدأ الحديث فيها عن تسبيح الله تعالى سبعة؛ وهي الإسراء، والأعلى، والتّغابن، والجمعة، والصّف، والحشر، والحديد، وتكون ألفاظ التّسبيح في بدايتها مثل سبّح، ويسبّح، وسبحان.
  • عدد السّور التي تبدأ بلفظ يا أيّها النّبيّ ثلاثة؛ وهي الأحزاب، والطّلاق، والتّحريم.
  • عدد السّور التي تبدأ بلفظ يا أيّها الّذين آمنوا ثلاثة؛ وهي المائدة، والحجرات، والممتحنة.
  • عدد السّور التي تبدأ بكلمة قُل خمسة؛ وهي الجنّ، والكافرون، والإخلاص، والفلق، والنّاس.
  • عدد السّور التي تبدأ بلفظ يا أيّها النّاس اثنتان؛ وهما النّساء، والحجّ.
  • عدد السّور التي تبدأ بحرف إنّا أربعة؛ وهي الفتح، ونوح، والقدر، والكوثر.
  • عدد السّور التي تبدأ آياتها بصيغة القسم خمسة عشر، وهي الذّاريات، والطّور، والنّجم، والمرسلات، والنّازعات، والبروج، والطّارق، والفجر، والشّمس، واللّيل، والضّحى، والتّين، والعاديات، والعصر، والصّافات.
  • هناك خمس عشرة سورة من سورة القرآن الكريم تحتوي على سجدة، وتقسّم السّجدات فيها إلى واجبة ومستحبّة، فالواجبة هي أربع سجدات تقع في أربع سور؛ وهي فصّلت، والسّجدة، والنّجم، والعلق، أمّا المستحبّة فهي إحدى عشرة سجدة تقع في عشر سورٍ هم: الأعراف، والنّحل، ومريم، والنّمل، والانشقاق، والرّعد، والإسراء، والفرقان، وص، والحجّ فيها سجدتان.


الوسائل المعينة على حفظ القرآن الكريم

يبلغ حافظ القرآن الكريم منزلةً ودرجةً عاليةً في جنّات النّعيم، فمنزلته تكون عند آخر آيةٍ يقرؤها، وهذا ما هو ثابتٌ في الحديث الشّريف الّذي رواه عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- عن رسول الله، وهو: (يقالُ لصاحِبِ القرآنِ : اقرأْ وارقَ ورتِّلْ ، كما كنتَ تُرَتِّلُ في دارِ الدنيا ، فإِنَّ منزِلَتَكَ عندَ آخِرِ آيةٍ كنتَ تقرؤُها)،[٦] وحتّى ينعم المسلم بالارتقاء في الدّرجات يوم القيامة، يمكنه اتّباع بعض الوسائل التي تعينه على حفظ القرآن الكريم، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:[٧]

  • إخلاص النّية لله -تعالى- في الحفظ، والابتعاد عن الشّوائب التي يمكن أن تؤدّي إلى حدوث خللٍ في نيّة المسلم؛ كالرّياء، وقصد الشّهرة، والسّمعة بين النّاس، فعلى المسلم أن يقصد في حفظه رضا الله -تعالى- وابتغاء الأجر والثّواب منه.
  • الحرص على تلاوة آيات القرآن الكريم بشكلٍ صحيحٍ، سليمٍ من الأخطاء، فعلى المسلم أن يعمل على تصحيح نطقه لألفاظ القرأن الكريم، وذلك بسماع الآيات من القرّاء والحفّاظ ذوي الإتقان والتّميّز.
  • وضع خطّة للحفظ، بحيث يقوم المسلم بوضع مقدار محدّد لما يريد حفظه كلّ يوم.
  • التّأنّي في الحفظ وعدم الاستعجال، وذلك بحفظ ما تمّ تحديده حفظاً تامّاً متقناً، وتثبيت ما تمّ حفظه سابقاً، ثمّ الانتقال إلى حفظٍ جديد، ومن الطّرق التي تعين المسلم على الحفظ والتّثبيت: تلاوة المقرّر حفظه في الصّلاة سواء كانت الصّلاة سريّة أو جهريّة، وتلاوته عند انتظار المسلم للصّلوات، وفي نهاية كلّ صلاة.
  • استخدام نسخة واحدة من المصاحف، وعدم الحفظ في كلّ مرّة من مصحفٍ مختلف، بل الالتزام بطبعةٍ واحدة واقتناء مصحفٍ خاصّ؛ لأنّ الحفظ أيضاً يمكن أن يكون بالنّظر، فإذا التزم المسلم بمصحفٍ معيّنٍ فمن الممكن أن يحفظ الآيات بمجرّد النّظر إليها أكثر من مرّة؛ لأنّ صورتها تُطبع في ذاكرته.
  • تدبّر القرآن الكريم، وفهم آياته ومعانيها، وربطها مع بعضها البعض، وذلك بالرّجوع إلى كتب التّفسير، والنّظر إلى المراد من الآيات الكريمة التي ينوي المسلم حفظها.
  • الالتزام مع شيخٍ أو حافظٍ متقنٍ ليقوم الحافظ بتسميع ما تمّ حفظه لهم؛ وبذلّك ينبّه الشّيخ الحافظ على الأخطاء في حفظه، وحتّى يكون حفظه ثابتاً ممكّناً.


فضل حفظ القرآن الكريم

إن لحفظ القرآن الكريم فضائلٌ عديدةٌ في الدّنيا والآخرة، ومن هذه الفضائل ما يأتي:[٨]

  • الاقتداء برسول الله محمّد صلّى الله عليه وسلّم، واتّباع سنّته.
  • نجاة الحافظ من عذاب النّار يوم القيامة.
  • نيل الشفاعة يوم القيامة.
  • الارتقاء والعلوّ في درجات الجنّة.
  • احترام النّاس، وتوقيرهم، وتكريمهم لحافظ القرآن، وعلوّ مكانته بينهم.
  • بلوغ منزلة أن يكون الحافظ من أهل الله وخاصّته.
  • كسب الحسنات الكثيرة، والأجور العظيمة.
  • تحقيق السّعادة، والسّكينة، والطّمأنينة.


المراجع

  1. سورة الحديد، آية: 9.
  2. "ما هو القرآن ؟."، www.islamqa.net، 6-4-2001، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2019. بتصرّف.
  3. "السورة والآية في اللغة والشرع"، www.fatwa.islamweb.net، 19-5-2008، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب عبد الله القحطاني، "معلومات في القران الكريم"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2019. بتصرّف.
  5. أحمد عبد الجواد (24-10-2017)، "أسماء سور القرآن الكريم معانيها ومغازيها (1) الفاتحة "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2019. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 8122، صحيح.
  7. "قواعد عامة لحفظ القرآن الكريم"، www.alimam.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2019. بتصرّف.
  8. "فضل حفظ القرآن الكريم "، www.islamway.com، 4-6-2006، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2019. بتصرّف.
5743 مشاهدة
للأعلى للسفل
×