الأديان السماوية
إنّ الأديان في اللغة هي جمع لكلمة "دين"، ومعناها اللغوي: الطاعة والانقياد، والدين في الاصطلاح العام هو: ما يعتنقه الإنسان ويعتقده ويدين به من أمور الغيب والشهادة، وتعريفه الشرعي هو: التسليم لله تعالى والانقياد له، وهو ملة الإسلام وعقيدة التوحيد التي هي دين جميع المرسلين من لدن آدم ونوح إلى خاتم النبيين محمد صلّى الله عليه وسلّم، وفي هذا التعريف قصر للدين على الأديان السماوية،[١] وهي الأديان التي أنزلها الله -عزّ وجلّ- على أنبيائه،[٢] فالديانات السماوية هي اليهودية والمسيحية والإسلام، والتي تدعو إلى توحيد الله وترك عبادة ما سواه،[٣] ووجه القول بأنّ هذه الأديان سماوية لأنّ الله أنزلها ومصدرها السماء ووصلت إلى البشر عن طريق الوحي، ولكنّ هذا لا يعني الإقرار بصحّة اتباع هذه الأديان فالله سبحانه لا يقبل من عباده إلّا اتباع ملّة الإسلام لأنه قد نسخ ما سبقه من الشرائع،حيث قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}،[٤] وسيّبين هذا المقال عدد الكتب السماوية.[٥]
عدد الكتب السماوية
إنّ الإيمان بالكتب هو أحد أركان الإيمان، ومعنى الإيمان بالكتب: "التصديق الجازم بأن الله تعالى أنزل كتبًا على أنبيائه ورسله هداية لعباده، وهي من كلامه حقيقة، وأنّ ما تضمنته حق لا ريب فيه، منها ما سمى الله في كتابه، ومنها ما لا يعلم أسماءها وعددها إلا الله عزّ وجلّ"، فعدد الكتب السماوية بالإجمال لا يعلمه إلا الله سبحانه، أمّا عدد الكتب السماوية المذكورة في القرآن الكريم فهي خمسة كتب وهي:[٦]
- صحف إبراهيم: وهي الصحف التي أنزلها الله على النبي إبراهيم عليه السلام، حيث قال تعالى: {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}.[٧]
- التوراة: وهي الكتاب الذي أنزله الله على النبي موسى عليه السلام، حيث قال تعالى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}.[٨]
- الزبور: وهو الكتاب الذي أنزله الله على النبي داود عليه السلام، حيث قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ}.[٩]
- الإنجيل: وهو الكتاب الذي أنزله الله على النبي عيسى عليه السلام، حيث قال تعالى: {وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ}.[١٠]
- القرآن: وهو الكتاب الذي أنزله الله على النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- للناس كافة، حيث قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}.[١١]
التحريف بالكتب السماوية
ممّا لا شكّ فيه وقوع التحريف بالكتب السماوية ما عدا القرآن الكريم، حيث قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}،[١٢] فالله -عزّ وجلّ- قد تكفّل بحفظ القرآن الكريم فهو سالم من كلّ تحريف وزيغ، أمّا الكتب السماوية الأخرى فقد أوكل مهمة الحفاظ عليها إلى الربانيين والأحبار ولكنّهم لم يحفظوها ووقع فيها التبديل والتحريف،[١٣] وهذا متفق عليه بين أهل العلم ولكنّهم اختلفوا في كون التحريف قد وقع فقط في المعاني والأحكام أم أنّه قد طال اللفظ أيضًا، والذي عليه الجمهور أنّ التحريف قد وقع في كلٍّ من الأحكام والمعاني والألفاظ في حين قال آخرون أنّ التحريف لم يقع في اللفظ، كما أنّ النصارى مقريّن بوقوع التحريف في كتب اليهود فتحريف المعنى متفق عليه بين اليهودية والنصرانية والإسلام.[١٤]
المراجع
- ↑ "كتاب موسوعة الملل والأديان - الدرر السنية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-04-2020. بتصرّف.
- ↑ "أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-04-2020. بتصرّف.
- ↑ "كتاب النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-04-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 19.
- ↑ "أرشيف منتدى الألوكة - 2"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-04-2020. بتصرّف.
- ↑ "كتاب مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-04-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعلى، آية: 19.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 55.
- ↑ سورة المائدة، آية: 44.
- ↑ سورة المائدة، آية: 46.
- ↑ سورة الحجر، آية: 87.
- ↑ سورة الحجر، آية: 9.
- ↑ "كتاب موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام - الدرر السنية"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-04-2020. بتصرّف.
- ↑ "أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-04-2020. بتصرّف.