محتويات
عدد المحرّمات في الإسلام
لقد خلق الله -سبحانه وتعالى- الإنسانَ لعبادَته ولاستخلافهِ في الأرض، وجعل له أوامر أمرهُ بها سبحانه، ونواهي نهاها عنه سبحانه، وبيّنَ الله -سبحانه وتعالى- أهمّية الالتزام والامتثال بأمر الله -عز وجل-، فيُحسِنُ لمن أحسن، ويُعاقِبُ من خالف أمر الله -تعالى- وأساء في الدنيا، لكن الله -عز وجل- جعلَ هنالك محرّمات هي بمثابة خط أحمر لا ينبغي للإنسان أن يقترب منها.
وقد بيّن الله -سبحانه وتعالى- هذه المحرّمات في كتابهِ العزيز، كما وأوضح رسول الله -صلى الله عليهِ وسلَّم- جزءً كبيرًا منها في الأحاديث النبوية الشريفة، ويبلغ عدد المحرّمات في الإسلام أزيدَ من خمسٍ وعشرين أمرًا محرّماً، وقد تنوَّعَت ما بين القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة.[١]
التعريف بالمحرّمات في الإسلام
إنّ المحرمات مشتقةٌ من حرام، والحرامُ هو ما طلبَ الشارع من المكَلَّفِ تركهُ على سبيل الحتمِ والإلزام، وقد يكونُ ذلكَ بعدةِ صيغٍ كأن تكونَ بصيغةٍ صريحةٍ تدلُّ على التحريم، أو صيغةٍ تدلُّ على عدمِ حل هذا الأمر، أو كأن تكونَ صيغة من صيغِ النهي، أو بصيغة تحثُّ على اجتنابِ هذا الأمر، أو بصيغةٍ تدلُّ على التوعّد بهذا الفعل وعقوبته أيضّا.[٢]
ومما تجدرُ الإشارةُ إليه أنّه مهما اختلفت الصيغ فالأمور المحرّمة درجتها واحدة، فلا يصحُّ القول أن أمرًا ما بهِ شيء من الحرُمة، بل هو حرامٌ بالكُلّيَّة، كما أن هذه المحرّمات، منها أو أكثرها ما هو مخرجٌ من المِلَّة، فهي خطوطٌ حمراء الاقتراب منها هو أمرٌ يُغضبُ الله -سبحانه وتعالى- ويُبعدُ الإنسانَ أميالًا كثيرة عن الله - جلَّ وعلا-.
أنواع المحرّمات في الإسلام
إنّ المحرّمات في الإسلام عديدة ومتنوعة، وتنوّع ذكرها ما بين القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة، ومنها ما يلي:[٣]
- الشركُ بالله: حيث يقولُ الله -سبحانهُ وتعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا).[٤]
- قتل النّفس: يقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَالَّذين لَا يدعونَ مَعَ الله إِلَهًا آخر وَلَا يقتلُون النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يزنون وَمن يفعل ذَلِك يلق أثاماً يُضَاعف لَهُ الْعَذَاب يَوْم الْقِيَامَة ويخلد فِيهِ مهاناً إِلَّا من تَابَ وآمن وَعمل عملاً صَالحا).[٥]
- السحر: يقول الله -سبحانهُ وتعالى-: (وَلَكِن الشَّيَاطِين كفرُوا يعلمُونَ النَّاس السحر).[٦]
- ترك الصلاة: يقول الله -سبحانه وتعالى-: (فخلف من بعدهمْ خلف أضاعوا الصَّلَاة وَاتبعُوا الشَّهَوَات فَسَوف يلقون غياً إِلَّا من تَابَ وآمن وَعمل صَالحا).[٧]
- منع الزكاة: يقول رسول الله -صلى الله عليهِ وسلّم-: (ما مِن صاحِبِ ذَهَبٍ ولا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي مِنْها حَقَّها، إلَّا إذا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ صُفِّحَتْ له صَفائِحُ مِن نارٍ، فَأُحْمِيَ عليها في نارِ جَهَنَّمَ، فيُكْوَى بها جَنْبُهُ وجَبِينُهُ وظَهْرُهُ، كُلَّما بَرَدَتْ أُعِيدَتْ له، في يَومٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ ألْفَ سَنَةٍ، حتَّى يُقْضَى بيْنَ العِبادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ؛ إمَّا إلى الجَنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ).[٨]
المراجع
- ↑ "المحرمات في القرآن الكريم والسنة النبوية"، طريق الاسلام. بتصرّف.
- ↑ محمد سالم محيسن، منهج الإسلام في النهي عن المحرمات، صفحة 12-15. بتصرّف.
- ↑ الذهبي، شمس الدين، كتاب الكبائر، صفحة 9-25. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:48
- ↑ سورة الفرقان، آية:68
- ↑ سورة البقرة، آية:102
- ↑ سورة مريم، آية:59
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:987، صحيح.