عدد ركعات صلاة التراويح

عدد ركعات صلاة التراويح عند المذاهب الأربعة

ما هي أقوال العلماء فيما يخص عدد ركعات قيام رمضان؟

اختلف العلماء في عدد ركعات صلاة التراويح والوتر بعدها على أقوالٍ عديدة وكثيرة تبلغ أحد عشر قولًا، وفيما يأتي تفصيل لعدد ركعاتها كما ورد في المذاهب الأربعة:^[١]

رأي الجمهور

ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة وبعض المالكية إلى أنّ عدد ركعات صلاة التراويح هو عشرون ركعة، ودليلهم ما ورد من الآثار عن يزيد بن رومان والسائب بن يزيد -رضي الله عنه- أنّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- جمع الناس لصلاة التراويح عشرين ركعة واستمر على هذا العدد، وقد قال الكاساني إنّ جمع عمر لصحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في صلاة التراويح على أبي بن كعب وتأديتهم لها دون إنكار من أحدهم على ذلك يُعدّ إجماعًا بكون العشرين هو عدد ركعات صلاة التراويح، وقال كثير من العلماء أنّ هذا هو الموافق لعمل الصحابة والتابعين وهو ما عليه الناس شرقًا وغربًا.^[٢]

ووردت آثار أخرى عن السائب بن يزيد تُبيّن أنّ عمرًا جمع الناس لصلاة التراويح وكان أُبي بن كعب وتميم الداري يُصليّان بالناس إحدى عشرة ركعة؛ ولكنّهما كانا يُكثران من القراءة حتّى إنّ الناس كانوا يستعينون بالعصي على القيام، وعلّل العلماء هذا الأثر بأنّ عمر أمرهم أن يُصلّوا ثلاث عشرة ركعة ويُطيلوا القراءة، فلمّا رأى أنّ ذلك يشقّ عليهم أمر بزيادة عدد الركعات للعشرين وتخفيف القراءة.^[٢]

رأي المالكية

قال المالكية إنّ عدد ركعات التراويح هو عشرين ركعة أو ست وثلاثين ركعة، وجميع هذا جائز لأنّ الصحابة -رضي الله عنهم- سلّوا التراويح في زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بهذا العدد، وصلّى الناس التراويح في زمن عمر بن عبد العزيز ستًا وثلاثين ركعة، وقال المالكية إنّ هذا اختيار الإمام مالك في المدوّنة، وقد كره إنقاص عدد ركعات صلاة التراويح عن ستٍّ وثلاثين ركعة، إذ إنّ هذا العدد هو ما كان عليه الناس في المدينة، وروي عن الإمام مالك في غير المدوّنة أنّ صلاة التراويح مع الوتر بعدها إحدى عشرة ركعة، لأنّ هذا الذي كان عليه العمل في زمن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وزمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي المذهب المالكي أقوال وترجيحات أخرى.^[٢]

ما حكم صلاة التراويح لمن يصليها منفردًا مع وجود الجماعة؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: حكم صلاة التراويح في رمضان

كم ركعة كان النبي يصلّي صلاة التراويح؟

صلّى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- التراويح مع الوتر إحدى عشرة ركعة ولم يثبت أنّه زاد على هذا العدد،^[٣] وما روي بأنّه صلّى عشرين ركعة ضعيف جدًا كما قال بذلك ابن حجر الهيتمي، وقال السيوطي بأنّه ورد الترغيب بصلاة التراويح وقيام رمضان دون تخصيص بعدد معيّن، وورد أيضًا أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- صلّى بالناس التراويح ليلتين أو ثلاث، ثمّ تركها خشية أن تُفرض عليهم فيعجزوا عنها،^[٢] ومن الأدلة على أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لم يزد صلاة التراويح عن إحدى عشرة ركعة قول السيّدة عائشة رضي الله عنها: "ما كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا".^[٤][٣]

هل وردت أحاديث صحيحة في صلاة التراويح؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: الأحاديث التي وردت في صلاة التراويح

المراجع

1. ↑ عبد الله الطيار، كتاب الفقه الميسر، صفحة 86. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب ت ث} مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 141-144. بتصرّف.
3. ^ ^{أ ب} حسين العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة، صفحة 152-154. بتصرّف.
4. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1147، حديث صحيح.