محتويات
القرآن الكريم
نزل القرآن الكريم على سيدنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- منجماً أي مفرقاً، ولم ينزل دفعةً واحدةً؛ ولعل السبب في ذلك أن يسهل تعليمه وحفظه عند المسلمين، ونتيجةً لانتقال النبي - عليه السلام- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فإن نزول القرآن تغير بتغير المكان أيضاً، فهناك ما نزل في مكة، وهناك ما نزل في المدينة، وفي هذا المقال سنقف على تعريف السور المكية والسور المدنية، وخصائص كل منهما، وعددهما في القرآن الكريم.
السور المكية والمدنية
اختلف العلماء المسلمون في تحديد تعريفٍ لكل من السور المكية والمدنية، وكان اختلافهم على النحو الآتي:
- وقت النزول: فذهب العلماء إلى التفريق بين السور المكية والمدنية بحسب وقت النزول، فالمكية نزلت قبل الهجرة، والمدنية نزلت بعدها، وهذا أشهر التعريفات.
- مكان النزول: بمعنى أن المكية نزلت بمكة، والمدنية نزلت في المدينة، إلا أنه توجد مآخذ على أصحاب هذا المذهب، في كيفية اعتبار السور التي نزلت أثناء انتقال الرسول -عليه السلام- من منطقةٍ إلى أخرى، فهل تكون مكيةً أم مدنيةً؟.
- المخاطب: أي أنه إذا كان الخطاب موجهاً إلى أهل مكة، فإن السورة أو الآية مكية، أما إذا كان موجهاً لأهل المدينة، فإن السورة أو الآية تكون مدنيةً.
خصائص السور المكية
- تمتاز السور المكية بالقصر في عدد آيات السورة، وتكون آياتها موجزةً.
- يكثر في السور المكية أسلوب القسم، مثل: " والفجر، والضحى، والعصر"، كما يكثر فيها أسلوب التمثيل، وإعطاء الأمثلة.
- تكرار بعض الكلمات، والجمل في السورة الواحدة وهو أسلوبٌ للتأكيد على المعنى، مثل: تكرار فبأي آلاء ربكما تكذبان في سورة الرحمن.
- تمتاز السور المكية بقوة عباراتها، وكثرة الفصل بين الآيات في السورة الواحدة.
- يكثر في السور المكية استخدام أسلوب النهي والأمر والطلب.
خصائص السور المدنية
- التركيز على القضايا العقائدية، حيث حثت المسلم على توحيد الله تعالى وعبادته، والابتعاد عن أسباب المعاصي، والشرك، والفجور.
- التأكيد على الإيمان باليوم الآخر، وإعادة بعث البشر كافة بعد الموت للحساب، وعرض تفاصيل يوم القيامة وأهوالها، ووصف الجنة ونعيمها، والنار وعذابها.
- لفت انتباه الإنسان إلى عظمة الله تعالى في خلق الكون، وتسبيحه وتقديسه، والحديث عن قدرة الله تعالى وتفرده بالعبادة.
- عرض قصص الأنبياء مع أقوامهم، لأخذ العبرة والعظة مما حلّ بهم إذا كانوا من الكفار، أو للاقتداء بهم إذا كانوا من المؤمنين.
- الحديث عن التشريعات، والفضائل، والآداب كبرِّ الوالدين، والصدق، والأمانة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
عدد السور المكية والمدنية في القرآن
مجموع عدد سور القرآن الكريم هو 114 سورة، تنوعت بين المكية والمدنية بحسب اعتباراتٍ تحدثنا عنها آنفاً، وجاء عدد هذه السور كالآتي:
- السور المدنية: عددها 20 سورةً، وهي: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، والنور، والحديد، والفتح، والحجرات، ومحمد، والممتحنة، والأحزاب، والحشر، والنصر، والمنافقون، والتحريم، والطلاق، والمجادلة، والجمعة.
- السور المختلف عليها، ولم يتم الاتفاق إذا كانت مكيةً أو مدنيةً عددها 12 سورةً، وهي: الفاتحة، والرحمن، والرعد، والصف، والتغابن، والمطففين، والقدر، والبينة، والزلزلة، والإخلاص، والفلق، والناس.
- السور المكية: عددها 82 سورةً، وهي جميع السور المتبقية.
تجدر الملاحظة هنا إلى أن القارئ لكتاب الله تعالى، قد يجد في بعض السور المكية آيات مدنية، وقد يجد في بعض السور المدنية، آيات مكية، ولكن اعتبار السورة بمكية أو مدنية يكون بحسب مطلع هذه السورة، فإن نزل مطلعها في المدينة فهي مدنيةٌ، وإن نزلت في مكة فهي مكيةٌ.