محتويات
ما المقصود بعدسة العين؟ كيف تساعدنا على رؤية الأشياء من حولنا؟ وهل هناك أمراض مرتبطة بها؟ تعرف على كل ذلك في المقال الآتي.
يطلق اسم العدسة البلورية (Crystalline lens) على عدسة العين الطبيعية التي يولد بها الإنسان، وإليك فيما يأتي كافة التفاصيل حولها:
ما هي عدسة العين؟
تعد عدسة العين هي الجزء الشفاف من العين والمحدب من الجانبين والتي تقع مباشرة خلف قزحية العين، وتتمثل وظيفتها الأساسية في تركيز أشعة الضوء على الشبكية، كما إن ارتخاء وانقباض العضلات الهدبية التي تحيط بعدسة العين يمكّنها من تغيير شكلها، مما يسمح للعين برؤية الأشياء والتفاصيل بوضوح من مسافات متفاوتة.
والجدير بالذكر أن عدسة العين تبدو في حالتها الطبيعية مثل جسم كروي طولي ويعرف هذا الشكل باسم الشكل الإهليلجي، وهذا يشبه كرة مفرغة من الهواء ويبلغ متوسط حجم العدسة عند البالغين حوالي 10 ملليمتر عرضًا ويكون سمكها حوالي 4 ملليمتر.
ما هي مكونات عدسة العين؟
تتكون العدسة من خلايا طولية استثنائية متخصصة تتكدس مثل طبقات البصل، وتتميز هذه الخلايا بأنه ليس لها إمداد بالدم ولا عضيات ولا نشاط أيضي.
ومع ذلك يمكنها الحصول على العناصر الغذائية من السوائل المحيطة بها وخاصة الخلط المائي (Aqueous humor) الذي يغمر مقدمة العدسة، كما تتم إزالة الفضلات الناتجة عنها من خلال هذه السوائل أيضًا.
تمتلئ الخلايا المكونة لعدسة العين بالبروتينات البلورية الشفافة بكثافة، إذ تشكل البروتينات ما يقارب 60% من عدسة العين، وهذا التركيز من البروتين هو أعلى من أي نسيج آخر في الجسم.
وتتميز عدسة العين بنسيجها الشفاف مما يسمح للضوء بدخول العين بسهولة، كما أنه مرن لذا يمكنه تغيير شكل أشعة الضوء وكسرها ليتم تركيزها بشكل صحيح على شبكية العين.
ما هي وظيفة عدسة العين؟
تتمثل الوظيفة الأساسية للعدسة في كسر الضوء وتركيزه لإنشاء صورة واضحة، فعندما يدخل الضوء إلى العين تنحني العدسة وتركز الضوء مباشرة على شبكية العين، إذ توفر عدسة العين ما يقرب من ثلث قوة التركيز للعين.
وتعود مرونة العدسة إلى تأثير الجسم الهدبي، فبينما تسمح العضلات الهدبية للعدسة بتغيير شكلها لتركيز الضوء، تبقى العدسة مثبتة في مكانها بواسطة ألياف صغيرة متصلة بالجسم الهدبي تسمى النُّطَيقة الهدبية (Zonules).
وتساعد العدسة على الرؤية من مسافات مختلفة كما الآتي:
- ينقبض الجسم الهدبي عند النظر إلى شيء ما على مسافة قريبة جدًا، وهذا يؤدي إلى إرخاء النُّطَيقة الهدبية التي تثبت العدسة في مكانها ليزداد سمك العدسة.
- يرتخي الجسم الهدبي عندما تنظر العين إلى الأشياء البعيدة، ما يؤدي إلى شد النُّطَيقة الهدبية مرة أخرى ويقل سمك العدسة، ما يؤدي إلى التركيز على الصور البعيدة.
والجدير بالذكر أن الصورة الأولية التي تسقطها العدسة مركزة على شبكية العين تكون مقلوبة أو معكوسة، ولكن الدماغ سيعيد الصورة إلى وضعها الطبيعي عندما تصل إليه عبر العصب البصري.
أهم الأمراض والمشكلات التي تصيب عدسة العين
مع التقدم بالعمر تبدأ عدسة العين بفقدان وظيفتها تدريجيًا، وفيما يأتي نتعرف على أبرز المشكلات المتعلقة بعدسة العين:
1. طول النظر الشيخوخي (Presbyopia)
في هذه الحالة تفقد العين بعض من قدرتها على التركيز على الأشياء القريبة بشكل تدريجي، وهي حالة طبيعية ناجمة عن التقدم بالعمر، فعادة ما تبدأ علامات طول النظر الشيخوخي في سن الأربعين وتتقدم تدريجيًا حتى سن 65 عامًا.
ويميل الشخص المصاب بهذه الحالة إلى إبعاد المواد المقروءة عن الجسم على طول الذراع ليتمكن من قراءتها بسهولة أكبر، ويمكن علاج هذه الحالة باللجوء إلى النظارات أو العدسات اللاصقة أو حتى التدخل الجراحي إذا لزم الأمر.
2. إعتام عدسة العين (Cataracts)
مع تقدم عمر العين تبدأ البروتينات التي تتكون منها العدسة في التكتل معًا، وقد يحدث هذا في إحدى العينين أو كلتيهما، وهذه الحالة تجعل الرؤية ضبابية أو باهتة أو خافتة بمرور الوقت، ما قد يؤثر بشكل كبير على الرؤية في الليل.
يتضمن علاج إعتام عدسة العين إجراء جراحة لإزالة العدسة المعتمة واستبدالها بعدسة اصطناعية.
3. مشكلات عدسة العين الأخرى
تشمل المشكلات الأخرى ما يأتي:
- طول النظر: والذي يحدث عندما تقوم عدسة العين بتركيز الضوء خلف الشبكية.
- قصر النظر: يحدث قصر النظر بسبب قيام العدسة بتركيز الضوء أمام الشبكية.
ويمكن أن يساعد ارتداء النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة إلى تصحيح مشكلات الرؤية هذه.