محتويات
من هو عروة بن الزبير؟
هو عروة بن الزبير بن العوام -رضي الله عنهما- الأسدي القريشي، يكنى بأبي عبد الله، وقد كان من الفقهاء السبعة الذين كانوا في المدينة المنورة، كان عالمًا يتَّصفُ بالكرم، حيث كان والده الزبير بن العوام -رضي الله عنه- وهو أحد المبشرين بالجنة وحواري الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وكانت والدته أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- الملقبة بذات النطاقين.[١]
وعائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- تكون خالته، وجده هو أبو بكرٍ الصديق -رضي الله عنه-، وأخوه هو عبد الله بن الزبير، كانت ولادة عروة بن الزبير في آخر خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وقد كان من التابعين، عاش منذ صغره في المدينة المنورة وانتقل إلى البصرة ثم إلى مصر وبعدها عاد إلى المدينة المنورة ومات فيها عام 94 هجري.[١]
صفاته ومواقفه
وقف -رضي الله عنه- بجانب أخيه عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- وذلك عندما قام الأمويون بمحاصرة مكة المكرمة، وبعد أن هُزِمَ عبد الله بن الزبير توجه عروة بن الزبير إلى عبد الملك بن مروان، وقد كان محدثًا؛ حيث قام بتعليم تلاميذه الحديث وأخبرهم أيضًا بمعرفته عن حوادث صدر الإسلام.[٢]
روى -رضي الله عنه- الكثير من الأحاديث عن الصحابة -رضي الله عنهم-، وتفقَّه على يد سيدتنا عائشة بنت أبي بكرٍ -رضي الله عنهما- أم المؤمنين، فقد كان عالمًا وفقيهًا من فقهاء المدينة المنورة المعدودين، حافظًا عالمًا بالسِيَر، ويعد أول من صنف المغازي.[٣]
من شدة فقهه وعلمه كان صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسألونه عن أي أمر يستصعب عليهم، كان يُشتهر بكتابة الشعر فقد كان أشعر الناس به، لقي -رضي الله عنه- من أهل عصره الكثير من التقدير، وذلك لما كان عليه من علم وعمل وتقوى وإيمان، وكانوا يحيطونه بالكثير من المدح والثناء.[٣]
قصته مع ابتلائه بمرضه وموت ابنه
من حبه لله -تعالى- كان يختم القرآن الكريم في أربعة أيام، والمغزى من ذلك قوة عبادته وإقباله على الله -عز وجل-، فرفع الله -عز وجل- من درجته من خلال ابتلائه بالمرض وموت ابنه، والقصة كانت أنه عند سفره للشام وهو في طريقه أصابه مرض في قدمه فاجتمع الأطباء حوله، فكان يرفض العلاج وهو قطع الجزء المصاب من قدمه.[٤]
وصل المرض إلى الفخد وهنا لم يبقى خيار عند الأطباء إلا بقطع قدمه كاملة خوفاً من موته، فما كان منه إلا الاستجابة لأمرهم، طلب الأطباء منه أن يشرب كأسًا من الخمر حتى لا يشعر بالألم، فرفض ذلك وطلب منهم أن يقطعوها عندما يدخل في صلاته، فتوضأ واستقبل القبلة وبدأ بالصلاة يدعو ربه بكل خشوع، عندها قاموا بقطع قدمه.[٤]
من شدة الألم غاب -رضي الله عنه- عن الوعي وسقط على وجهه، وبعد مرور عدة ساعات استيقظ -رضي الله عنه- من غيبوبته، قاموا بتقديم العزاء له وذلك بوفاة ابنه، وكان سبب وفاته هو رفس دابة الخليفة له، ومن لطف الله -تعالى- وحكمته ألقى على قلبه الصبر، وقال -رضي الله عنه-: "الحمد لله، إنا لله وإنا إليه راجعون".[٤]
من مروياته التاريخية
مع مرور الزمن وصل إلى أيدينا الكثير من مروياته التاريخية، كانت متبعثرة ومتناثرة، فمنها في كتاب السيرة لابن هشام، وفي كتاب المغازي للواقدي، وكتاب الطبقات لابن سعد، وكتاب تاريخ المدينة لابن شبة النميري، وكتاب تاريخ الرسل والملوك للطبري، ووردت في بعض المصادر المتأخرة ومنها: ابن عبد البر في الاستيعاب، والسيوطي في الخصائص، وابن الأثير في كتابه أسد الغابة.[٥]
تناولت هذه المرويات مواضيع كثيرة ومنها؛ حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الفترة المكية وما ورد فيها من الإرهاصات التي سبقت نزول الوحي ومن أمثلتها: تعبد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في غار حراء وحادثة شق صدره -عليه السلام-، ونزول الوحي عليه في سن الأربعين، وقصة إسلام خديجة -رضي الله عنها-، وموقف المشركين من إعلان دعوته -عليه السلام-.[٦]
وتحدثت عن مواضيع كثيرة حصلت في الفترة المدنية ومنها؛ قصة إصابة بعض المسلمين بالحمى وذلك بعد وصولهم إلى المدينة، ودعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه بأن تدخل المدينة المنورة قلوبهم، وحدث أيضاً فيها زواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- من عائشة -رضي الله عنها-، وتناولت مروياته الحديث عن بعض الغزوات ومنها؛ غزوة بدر، غزوة بني قينقاع، غزوة حمراء الأسد.[٦]
المراجع
- ^ أ ب قصة إسلام (1/5/2006)، "عروة بن الزبير بن العوام"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022. بتصرّف.
- ↑ فؤاد سزكين، تاريخ التراث العربي لسزكين _ العلوم الشرعية، صفحة 70. بتصرّف.
- ^ أ ب قصة الإسلام (1/5/2006)، "عروة بن الزبير بن العوام"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 10. بتصرّف.
- ↑ "عروة بن الزبير رضي الله عنه؛ مؤسس علم التاريخ عند المسلمين"، طريق الإسلام، 8/2/2014، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب "عروة بن الزبير رضي الله عنه؛ مؤسس علم التاريخ عند المسلمين"، طريق الإسلام، 8/2/2014، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022. بتصرّف.