محتويات
عقاب الزنا في الدنيا والآخرة
يُعرّف الزّنا بأنّه العلاقة المحرّمة بين الرّجل والمرأة من فعل أو نظر أو قول، ويترتب على الزّنا عقاب من الله تعالى، ومحدد في الشريعة الإسلامية، وفيما يأتي بيان ذلك:
عقاب الزنا الدنيوي
هل التوبة تُسقط عقوبة الزنا؟
إنّ عقوبة الزّاني تختلف إنّ كان متزوجًا أم غير متزوج، وهذا التّفصيل سيتمّ بيانه فيما بعد، وأمّا بالنّسبة للحكم العام، فالعلماء اختلفوا في إسقاط العقوبة المقدّرة في الشّرع وهي الجَلْد أو الرجم، فإذا زنى وتاب من هذا الفعل بينه وبين الله تعالى، فلا عقوبة عليه إن لم يطلع على فعلته أحد من البشر، وهذا باتّفاق الفقهاء، وأمّا إذا ثبتت فعلته باطلاع أحد عليه، فتسقط العقوبة، ويرى آخرون أنّ العقوبة لا تسقط إذا وصلت للحاكم، والدّليل على ذلك قوله تعالى: {وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}.[١][٢]
التوبة تسقط عقوبة الزّاني إذا لم تثبت فعلته بإقرار من أحد، وأمّا إذا ثبتت فإن عقوبته لا تسقط إذا وصلت للسلطة، وقال البعض أنها تسقط إذا تبيّن أنّه تاب ومحال أن يعود لفعلته.
عقاب الزنا الأخروي
ما هو عقاب الزنا الأخروي؟
إنّ عقاب الزاني يوم القيامة، يكون بينه وبين الله تعالى، فمن الجدير بالذّكر أنّ القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة حذّرت من هذه الجريمة، ممّا يعني أنّها محرمة شرعًا ويترتّب عليها عقابًا في الدّنيا والآخرة، فعقاب الآخرة مقتصر على العذاب الذي سيتلقاه جراء فعلته التي تعدّ من الكبائر، لقوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا, إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}.[٣]
إنّ للزاني عقاب شديد توعّد الله به، وذلك واضح في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً}.[٤][٥]
عقاب الزنا للمتزوج
إنّ عقاب الزّاني في الدّنيا يختلف إذا كان متزوجًا أم لا، فإن كان متزوجًا تكون العقوبة أكثر تغليظًا، وهي الرّجم حتى الموت وذلك واضح في قول النّبي -عليه السّلام-: "اللَّهمَّ إنِّي أوَّلُ مَن أحيا أمرَكَ، إذ أماتوهُ، وأمرَ بِهِ فرُجِمَ".[٦][٧]
ويمكنك معرفة المزيد حول كفارة زنا المتزوج عند قراءة المقالات الآتية:
عقاب الزنا لغير المتزوج
إنّ عقوبة الزّاني غير المتزوّج أقل تغليظًا من الزاني المتزوّج، حيث وردت العقوبة في قوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}،[٨] وهذا بالنّسبة للعقوبة الدّنيوية، وأمّا في الآخرة سيتلقى الزّاني العذاب الشديد من الله.[٩]
سيتلقّى الزّاني العقاب الشديد بالجلد في الدّنيا، وبالعذاب اّلشّديد في الآخرة.
كفارة الزنا
هل الزنا يستوجب الكفارة؟
إنّ الزّنا كبيرة من الكبائر وحد من الحدود الله، ممّا يعني أنّها لا تستوجب الكفّارة، بل التوبة النّصوح الصادقة التي يتبعها ندم شديد، والكفارة للمتزوج لا تختلف عن غير المتزوج، فكلاهما كفارتهما التوبة واللجوء إلى الله تعالى، وكذا لا تختلف كفارة المرأة المتزوجة عن الرجل المتزوج، فجميع الحالات لا تستوجب الكفّارة.[١٠]
الزّنا كفارته التوبة لله تعالى والندم الشديد بعدم الرجوع إلى المعصية.
هل يغفر الله الزنا؟
قد تبيّن سابقًا أنّ كفّارة الزّنا المسارعة إلى التوبة، ولكن هل يغفر الله الزنا؟ تتمحور الإجابة حول درجة علاقة التّائب بالله، فمن زادت طاعته وبدّل سيئاته بالحسنات، سيغفر الله تعالى جميع الذنوب، لقوله تعالى: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.[١١][١٠]
إنّ الله تعالى يغفر جميع الذّنوب لمن أقبل عليه بنية صادقة وندم شديد.
ويمكنك معرفة المزيد حول مغفرة الله للزنا بالاطلاع على هذا المقال: هل يغفر الله الزنا؟
المراجع
- ↑ سورة النساء، آية:16
- ↑ ناصر كريمش خضر (2008)، نظرية التوبة في القانون الجنائي (الطبعة 1)، الأردن:الحامد، صفحة 181. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية:32
- ↑ سورة الفرقان، آية:68
- ↑ صهيب عبد الجبار، الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، صفحة 172. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:2088، صحيح.
- ↑ الحافظ عماد الدين ابن كثير الدمشقي (2016)، تفسير ابن كثير (الطبعة 2)، بيروت:الكتب العلمية، صفحة 55، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة النور، آية:2
- ↑ أبو جعفر النحاس، معاني القرآن، صفحة 494. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 376. بتصرّف.
- ↑ سورة الفرقان، آية:70