محتويات
سرطان الرحم
الرحم هو أحد أعضاء الجهاز التناسلي الأنثوي، وهو عضو مجوف له شكل ثمرة الكمثرى، يقع أسفل الحوض بين المثانة والشرج، وهو العضو الذي ينمو فيه الجنين خلال فترة الحمل. يتكون الرحم من ثلاثة أجزاء رئيسة؛ عنق الرحم، وهو الجزء الضيق السفلي، والجزء الأوسط العريض المعروف بالبرزخ، وأخيرًا قاع الرحم. ويتكون جدار الرحم من طبقتين أساسيتين، هما: بطانة الرحم الداخلية، والطبقة العضلية الخارجية.
سرطان الرحم هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا التي تصيب الجهاز التناسلي الأنثوي، ويحدث عندما تتغير الخلايا السليمة في الرحم وتنمو خارج سيطرة الجسم فتتكون كتلة من الخلايا التالفة تسمى الورم، وقد يكون هذا الورم حميدًا أو سرطانيًا. فالورم الحميد ينمو لكن لا ينتشر خارج العضو المتكون فيه، بينما الورم السرطاني الخبيث ينمو ويتكاثر وينتشر خارج الرحم إلى الأنسجة والأعضاء المحيطة به في الحوض وأسفل المعدة. كما أن سرطان الرحم نوعان؛ نوع شائع يمثل 80% من الحالات يبدأ من بطانة الرحم، ونوع آخر غير شائع يصيب الطبقة العضلية، لذا عادةً يعرف بسرطان بطانة الرحم.[١]
علامات سرطان الرحم
لا تعاني المصابات من سرطان الرحم عادةً من أي أعراض إلا بعد انتشاره إلى خارج الرحم، وتتضمن أعراضه ما يلي:[٢]
- النزيف أو ظهور بعض البقع المهبلية غير الطبيعية، وهو عرض شائع يصيب تسع نساء من كل عشر سيدات مصابات بالسرطان، فقبل وصول المرأة إلى سن الأمل تلاحظ معاناتها من نزيف الدورة الشهرية غير المنتظم، أو نزول الدم بين الدورتين، وخروج نزيف مهبلي بعد انقطاع الطمث.
- إفرازات مهبلية غير طبيعية قد تكون سائلةً زهرية اللون أو سميكةً بنية اللون، وقد تصاحبها رائحة كريهة.
- الشعور بآلام شديدة عند التبول، أو التغير العام في عادات التبول.
- تضخم حجم الرحم، والذي يُكتشف من خلال فحص الحوض.
- الشعور بآلام أثناء الجماع.
- التعرّض لفقدان الوزن غير المبرر.
- الشعور بضعف وآلام في أسفل البطن، أو منطقة الحوض، أو الظهر، أو الساقين.
أسباب الإصابة بسرطان الرحم
لا يعرف الأطباء السبب المحدد للإصابة بسرطان الرحم، لكن يعتقد الخبراء أنّ اضطراب مستوى هرموني الإستروجين والبروجستيرون في الجسم يرتبط بنسبة كبيرة بالإصابة بهذا النوع من السرطان، وبصورة خاصة يعد هرمون الإستروجين العامل الرئيس؛ لأن ارتفاعه في الجسم يسبب نمو بطانة الرحم، لذا التعرض المستمر له يسبب الإصابة بالسرطان، وفي ما يلي أهم العوامل التي تزيد فرصة الإصابة به:[٣]
- العمر، إذ يزداد خطر الإصابة بسرطان الرحم مع التقدم بالعمر، ومعظم الحالات تشخص بين عمر 45-74 عامًا.
- زيادة طول مدة الحيض، مما يزيد فترة تعرض الجسم لهرمون الإستروجين، والبلوغ مبكرًا، وبدء الدورة الشهرية قبل عمر 12 عامًا، أو عند تأخر بلوغ سن اليأس.
- عدم الحمل سابقًا ولو لمرة واحدة؛ لأنه خلال فترة الحمل يرتفع مستوى هرمون البروجسترون في الجسم فيقل بالتالي هرمون الإستروجين، لذالك عدم الحمل يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
- الإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات، وهو اضطراب هرموني يسبب ارتفاع هرمون الإستروجين وانخفاض هرمون البروجستيرون، لذلك يزيد خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم عند الإصابة بهذه المتلازمة.
- الإصابة بأحد أنواع سرطان المبيض الذي يفرز هرمون الإستروجين بكثرة.
- تناول المرأة عقار الإستروجين بمفردهِ دون أن يكون مصاحبًا لعقار البروجسترون كتعويض الهرمونات التي يفقدها الجسم خلال دخول المرأة في فترة انقطاع الطمث.
- تناول عقار التاموكسيفين الذي يقي ويعالج بعض أنواع سرطان الثدي، فهو يعمل بنفس تأثير الإستروجين على الرحم.
- عدم استخدام حبوب منع الحمل، فاستخدامها يقلل كثيرًا من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، خاصةً مع طول فترة الاستخدام.
- الإصابة بفرط تنسج بطانة الرحم، وهو تضخم غير سرطاني لبطانة الرحم، وقد يختفي من تلقاء نفسه أو يحتاج إلى علاج بالهرمونات البديلة أو التدخل الجراحي، لكن إهمال هذا الإضطراب يزيد خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
- الإصابة بالسمنة المفرطة، تبعًا لجمعية السرطان الأمريكية إنّ الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 25-29.9 لديهم ضعف خطر الإصابة بسرطان الرحم، والذين لديهم مؤشر كتلة الجسم أعلى من 30 لديهم ثلاثة أضعاف خطر الإصابة بالسرطان، ويرجع تأثير السمنة المفرطة إلى أنّ شحوم الجسم تحول بعض الهرمونات الأخرى إلى هرمون الإستروجين فيرتفع مستواه في الجسم.
- الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني يضاعف خطر الإصابة بسرطان الرحم، ولا يعرف الأطباء صلة الربط بين المرضين.
- الإصابة بمتلازمة لينش أو إصابة أحد أفراد العائلة بها يزيد خطر الإصابة ببعض الأورام والسرطانات، مثل: سرطان القولون، وسرطان الرحم.
- الإصابة بسرطان المبيض أو سرطان الثدي يزيد خطر الإصابة بسرطان الرحم، خاصةً عند استخدام العلاج الإشعاعي على منطقة الحوض.
علاج سرطان الرحم
يمكن علاج هذا النوع من السرطانات من خلال إزالة أو تدمير الأنسجة السرطانية، حيث توجد طرق علاجية عديدة يمكنها المساعدة في ذلك دون الحاجة إلى استئصال الرحم أو إحداث الضرر لعنق الرحم، مما يجعل فرصة الإنجاب عند المرأة متاحةً مستقبلًا. وعلى الرغم من أن جراحة استئصال الرحم هي الوسيلة الأكيدة والفعالة في التخلص من السرطان نهائيًا، لكن يمكن مناقشة كل سبل العلاج المتاحة مع الطبيب واختيار المناسب منها تبعًا لكل حالة، وفي ما يلي أهم هذه الطرق:[٤]
- الجراحة لاستئصال الرحم بشكل جذري، وبعض الأنسجة المحيطة، وقنوات فالوب، والمبايض، والعقد اللمفاوية المجاورة؛ لتجنب انتشار السرطان، لكن هذا الحل يمنع المرأة من الإنجاب لاحقًا، كما يعجل من بلوغها سن اليأس.
- العلاج الإشعاعي باستخدام أشعة ذات طاقة عالية لقتل الخلايا السرطانية، ويمكن توجيه الإشعاع من خارج الجسم أو من داخله بزرع بذرة مشعة أو إدخال سلك رفيع يمر فيه الإشعاع إلى داخل الرحم لفترة قصيرة، وعادةً يصف الطبيب العلاج الإشعاعي بعد الجراحة للتأكد من عدم عودة السرطان مرةً أخرى، أو قبل الجراحة لتقليص حجمه وتسهيل استئصاله.
- العلاج الكيماوي باستخدام أدوية كيميائية تقتل الخلايا السرطانية تؤخذ عن طريق الفم أو الوريد، وتنتقل إلى الدم وتنتشر إلى جميع أجزاء الجسم لقتل الخلايا السرطانية الموجودة في أي مكان، لذا يستخدم العلاج الكيماوي في الحالات المتقدمة أو المنتشرة من السرطان، وقد يصف الطبيب العلاج الكيماوي بعد الجراحة أو قبلها لتقليص حجم السرطان.
- العلاج الهرموني باستخدام أدوية تقلل مستوى الهرمونات في الجسم في حال استخدام الخلايا السرطانية للهرمونات لكي تنمو.
- العلاج المناعي الذي يحفز مناعة الجسم لقتل الخلايا السرطانية ومحاربة السرطان.
- العلاج الموجه الذي يستهدف نقاط ضعف الخلايا السرطانية ويقتلها، ويستخدم مع الأنواع الأخرى من العلاج.
- العلاج الداعم او التلطيفي الذي يهدف إلى تخفيف الألم والأعراض الأخرى التي تعاني منها المصابة، وعلاج الأعراض الجانبية المختلفة للعلاجات السابقة، مما يحسن جودة حياة المصابة ويزيد فرص الحياة لفترة أطول.
المراجع
- ↑ "Uterine Cancer", cancer, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ↑ Traci C. Johnson (2019-3-20), "Understanding Endometrial Cancer -- Symptoms"، webmd, Retrieved 2019-11-18. Edited.
- ↑ Heather Cruickshank (2019-6-25), "Everything You Need To Know About Endometrial (Uterine) Cancer"، healthline, Retrieved 2019-11-18.
- ↑ Mayo Clinic Staff (2019-7-25), "Endometrial cancer"، mayoclinic, Retrieved 2019-11-19. Edited.