علاج الامساك عند الرضع

كتابة:
علاج الامساك عند الرضع

الإمساك عند الرضع

يُعدّ الإمساك من الاضطرابات الشائعة عند الرضَّع، إذ يُعرَف الإمساك عند الرضع صحيّا بأنَّه الحالة التي يعاني فيها الرضيع من صعوبة إخراج البراز من الجسم الذي يمتاز بالصّلابة، الأمر الذي يُسبِّب الألم أو حتى عدم القدرة على إخراج البراز بعد الدفع والمحاولة.

يختلف عدد مرات التغوّط بين طفلٍ وآخر بصورة طبيعية، فمثلًا قد يتغوَّط الأطفال مرةً واحدةً يوميًا فقط خلال الشهر الأول من حياتهم، كما قد تمرّ عدة أيام دون أن يتغوّط الرضيع، إذ يُعدّ الحليب -خصوصًا حليب الأم- غنيًّا بالعناصر الغذائية التي يمتصّ الجسم معظمها تاركًا كميةً قليلةً للخروج خارج الجسم، لذا من الشّائع أن يتغوّط الطفل الذي يرضَع رضاعةً طبيعيةً مرةً واحدةً أسبوعيًا فقط، ومن الجدير بالذّكر أنَّ عضلات البطن للرضَّع تكون ضعيفةً، لذا من المُمكِّن أنّ يحمرّ وجه الطفل وقد يبكي أحيانًا عند خروج البراز، وذلك دون إصابته بالإمساك، فلا يدلّ هذا على الإصابة بالإمساك في حال لم يكن البراز صلبًا.[١][٢]


علاج الإمساك عند الرضع

يختلف علاج اضطراب الإمساك عند الرضَّع باختلاف عمر الرضيع، ونوع الحليب المُعطَى له، وتناوله لأطعمةٍ أخرى إلى جانب الحليب، فنادرًا ما يُصاب الأطفال الذين يتغذّون حصريًا من حليب الأم بالإمساك، إذ يُعدّ حليب الأم ملينًا طبيعيًا سهل الهضم،[٣][٤] ويمكِن بيان علاجات الإمساك عند الرضَّع على النحو الآتي:[٣][٥][٦]

  • الإمساك في حال الرضاعة الطبيعية، يمكِن علاج الإمساك في هذه الحالة بزيادة عدد مرات إرضاع الطفل من الأم، بالإضافة إلى تغيير طبيعة الغذاء التي تتناولها الأم، فقد يكون الرضيع مُتحسِّسًا من بعض الأطعمة التي تتناولها، كمنتجات الألبان، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذا أمرٌ غير شائع.
  • الإمساك عند الرضع الأصغر من سنّ ستة أشهر والذين يتناولون الحليب الصناعي، يمكِن التخلُّص من الإمساك عند الرضَّع في هذه المرحلة بالتأكُّد من اتباع التعليمات الصّحيحة المُرفقَة مع العلبة لإعداد الحليب، إذ قد يُسبِّب عدم وجود كمياتٍ كافية من المياه الإصابة بالإمساك، ويمكن بيان التّدابير التي يُنصَح باتباعها على النحو الآتي:
    • إضافة الماء إلى العبوة أولًا قبل بودرة الحليب؛ إذ يُسبِّب وضع الحليب في البداية إضافة كمية قليلة من الماء.
    • استخدام الملعقة المزودة مع عبوة الحليب نفسها، إذ يختلف حجم هذه الملاعق باختلاف المُنتَج.
    • تجنُّب تعبئة الملعقة ببودرة الحليب بإحكام شديد، إذ يُنصَح بملئها دون الضغط عليها، ثم تسويتها باستخدام الأداة الخاصّة أو الجانب المُسطَّح من السكين.
    • تغيير نوعية الحليب المُستخدَم بعد استشارة الطبيب، إذ قد تُسبِّب حساسية الطفل من بعض المكونات الموجودة في الحليب إصابته بالإمساك.
  • الإمساك عند الرضَّع الأكبر من ستة أشهر الذين يتناولون الأغذية الصلبة، تُساعد إضافة الأطعمة التي تحتوي على الألياف إلى غذاء الرضَّع اليوميّ على التخفيف من الإمساك، ومن هذه الأطعمة الكمثرى، والخوخ، والبروكلي، والبرقوق، بالإضافة إلى التفاح المُقشَّر، والحبوب الكاملة، كالشوفان؛ إذ تُساعد هذه الأطعمة على تحفيز حركة الأمعاء، كما يمكن هرسها وتليينها قبل إطعامها للرضيع.
  • طرق أخرى، يمكن بيان هذه الطرق على النحو الآتي:
    • إضافة كمية صغيرة من الماء إلى غذاء الطفل في حال إصابته بالإمساك في عمر يتجاوز الشهرين، إذ لا يحتاج الرضَّع إلى أية سوائل إضافية قبل البدء بإطعامهم الأطعمة الصلبة في أغلب الأحيان.
    • إضافة كميات صغيرة من عصير الخوخ أو الكمثري الخالي من أي مواد أخرى مُضافة، ويجدر التنويه إلى أنَّه يُنصَح بالبدء بكميات لا تتجاوز 60-120 ميلليليتر؛ إذ تُساعد هذه العصائر على تسريع انقباضات القولون، كما أنَّها تحتوي على سكريات سهلة الهضم تزيد من تدفُّق الماء نحو الأمعاء وتليين البراز، ويمكن تخفيف العصير بكوب من الماء في حال عدم تقبُّل الرضيع لطعم العصير، ويجدر التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب في حال كان عمر الطفل لا يتجاوز ستة أشهر.
    • تحميم الرضيع بالماء الدّافئ الذي يساعد على استرخاء عضلات الجهاز الهضميّ، بالتالي التخفيف من الانزعاج المتزامن مع الإمساك.
    • تمرين حركة الدراجة للرضيع في أيّ عمرٍ كان، عن طريق وضعه على ظهره وثنيّ ساقيه والبدء بتحريكهما بالتوالي بلطفٍ وكأنه يقود دراجةً.
    • تحفيز الرضيع على الحركة والمشي في حال كان يستطيع ذلك.
    • تدليك بطن الرضيع عدة مرات يوميًا.
  • العلاجات الدوائية، تُستخدَم العلاجات الدّوائية كخيارٍ أخير عادةً في حال فشل العلاجات السابقة، ومن الأمثلة عليها تحميلة الغليسيرين، والملينات الخاصة للرضُّع، ويجدر التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدامها.


أعراض الإمساك عند الرضع

يمكن بيان أعراض الإصابة بالإمساك عند الرضَّع على النحو الآتي:[٦]

  • زيادة الإجهاد أثناء التغوّط وإخراج براز شديد الصلابة، الأمر الذي قد يُسبِّب بكاء الطفل أحيانًا.
  • البطن المشدود نتيجة الضغط والانتفاخ النّاتج عن الإمساك.
  • ظهور خطوط من الدم في براز الطفل، إذ يدّل ذلك على زيادة ضغط الطفل أثناء التغوّط المُسبِّب لجرح جدران فتحة الشرج بشقوق صغيرة.
  • رفض الطّفل لتناول الطعام، إذ يُسبِّب الإمساك الشعور بالامتلاء.
  • انخفاض عدد مرات التغوّط للطفل، لكن لا يُشخَّص الإمساك بانخفاض عدد مرات التغوّط دون وجود أعراضٍ أخرى، كزيادة صلابة البراز كما ذُكرَ سابقًا.

 

أسباب الإمساك عند الرضع

يمكن بيان أسباب إصابة الرضيع بالإمساك على النحو الآتي:[٧]

  • الحليب الصناعي والأطعمة الصلبة: قد يُسبِّب البروتين الموجود في الحليب الصناعي إصابة الرضيع بالإمساك، على عكس حليب الأم الذي يحتوي على كميات متوازنة من الدهون والبروتين غير المُسبِّبة للإمساك غالبًا، كما تُسبِّب بعض الأطعمة كالأرز والحبوب الفقيرة بالألياف إصابة الطفل بالإمساك، وفي الحقيقة يبدأ معظم الرضَّع طعامهم الصلب بتناول هذه الأطعمة.
  • الجفاف: تُسبِّب إصابة الطفل بالجفاف تكوّن برازٍ قاسٍ وجاف، إذ يُسبِّب ذلك امتصاص كميات أكبر من المياه من الأطعمة والمشروبات التي يتناولها الرضيع، بالإضافة إلى امتصاص المياه المتبقية في البراز، مما يقلِّل من ليونته.
  • إصابة الطفل بالأمراض والاضطرابات الصّحية: تُعد هذه الأمراض من الأسباب غير الشّائعة لإصابة الرضَّع بالإمساك، ومن الأمثلة عليها:[٧][٨]
    • قصور الغدة الدرقيّة.
    • داء هيرشسبرونغ، ويُعرَف بأنَّه تشوّه خَلقي مُسبِّب لقصور الجهاز الهضمي.
    • التسمم السُجقيّ.
    • الاضطرابات التحسُّسية من الطعام.
    • بعض الاضطرابات الأيضية.
    • متلازمة داون.
    • تشقق العمود الفقري، المعروف أيضًا باسم السِّنْسِنَة المشقوقة.
    • الشلل الدماغي.
    • تناول بعض أنواع الأدوية.


متى يستدعي إمساك الرضيع طلب التّدخل الطّبي؟

يُفضل أن لا يتردد مُقدم الرعاية للطفل باللجوء للمساعدة الطّبية إذا كان الطّفل يُعاني من ألم مزمن وحاد في منطقة البطن أو في فتحة الشّرج، وكذلك عند ظهور العلامات الآتية:[٩]

  • إذا كان عمر الرضيع أقل من أربعة شهور، وكانت عدد مرات الإخراج لديه أقل من ثلاثة مرات في الأسبوع الواحد بالإضافة لتزامنها مع بكائه الشديد، والتقيؤ أو كان عمره أقل من أربعة شهور وكان قوام برازه صلبًا وجافًا.
  • إذا اتضح أن الطّفل بدأ بفقدان وزنه، وفقد شهيته للطعام.
  • إذا تكرر تعرض الطّفل للإمساك.
  • إذا لوحظ وجود دم في براز الطّفل.
  • إذا لوحظ أن هناك تمدد في منطقة البطن عند الطفل، أو تضخم مع تقيّؤ.
  • إّذا كان الطّفل يُعاني من ألم عند الإخراج.


المراجع

  1. "Constipation in infants and children", medlineplus.gov,11-11-2019، Retrieved 2-10-2019. Edited.
  2. Dan Brennan (8-5-2019), "Your Baby's Bowels and Constipation"، www.webmd.com, Retrieved 2-10-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Constipation in babies", www.pregnancybirthbaby.org.au,8-2018، Retrieved 2-10-2019. Edited.
  4. Donna Christiano (29-4-2019), "Constipation in Breastfed Babies: Symptoms, Causes, and Treatment"، www.healthline.com, Retrieved 2-10-2019. Edited.
  5. Jenna Fletcher (26-2-2019), "The best home remedies for baby constipation"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2-10-2019. Edited.
  6. ^ أ ب Kimberly Holland (12-1-2018), "The Best Remedies for Your Baby’s Constipation"، www.healthline.com, Retrieved 2-10-2019. Edited.
  7. ^ أ ب "Constipation in babies", www.babycenter.com, Retrieved 2-10-2019. Edited.
  8. Vincent Iannelli (23-7-2019), "How to Treat Constipation in Infants"، verywellfamily, Retrieved 2-10-2019. Edited.
  9. "Patient education: Constipation in infants and children (Beyond the Basics)", uptodate, Retrieved 12-3-2020. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×