علاج التهاب الشعب الهوائية الحاد

كتابة:
علاج التهاب الشعب الهوائية الحاد


كيف تعالج حالة التهاب الشعب الهوائية الحاد؟

يُعرف التهاب الشعب الهوائية الحاد أو التهاب القصبات الحاد (Acute bronchitis) بأنَّه الالتهاب الذي يُصيب القصبات الهوائيَّة المسؤولة عن مرور الهواء إلى الرئتين جرَّاء إصابتها بالعدوى، فيُسفر عن هذا الالتهاب تورّم القصبات الهوائية، وتراكم المخاط داخلها، وبالتالي تضيقها والشعور بصعوبة التنفس.[١]

وفي علاج التهاب الشعب الهوائية الحاد، يُمكن القول بأنَّ العلاج في هذه الحالة يُقسم إلى مجموعتين؛ مجموعة تضمّ العلاج الذي يركز على تخفيف الأعراض والسيطرة عليها، ومجموعة تضمّ المضادات الحيوية، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى كوْن معظم حالات الإصابة بهذا الالتهاب تتعافى من تلقاء نفسها دون الحاجة للمضادات الحيوية، فثمَّة شروط وحالات معينة تستدعي استخدام هذه الأدوية، وبكلّ الأحوال، يُعتبر الطبيب الشخص المخوَّل بصرف المضادات الحيوية وتحديد العلاج اللازم للمصاب بالتهاب الشعب الهوائية الحاد.[٢][٣] وسنذكر في الآتي عدد من العلاجات التي قد يوصي الطبيب بها في علاج هذه الحالة:


المضادات الحيوية

بعيدًا عن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية من قِبل المرضى، واعتقادهم بأنَّها العلاج الفعال في حالات التهاب الشعب الهوائية الحادّ دون الرجوع للطبيب، فإنَّ الطبيب قد يصِف المضادات الحيوية أو لا يصِفها بالاعتماد على وضع العدوى وعوامل أخرى هامّة، لذا، سنذكر في الآتي بعض النقاط التي توضِّح استخدام المضادات الحيوية في علاج التهاب الشعب الهوائية الحاد: [٢]

  • تُستخدم المضادات الحيوية في حالات معينة، كالحالات التي يُشتبه فيها الإصابة بالسعال الديكي، عندها قد يصِف الطبيب مضاد حيوي ينتمي لمجموعة الماكروليد (Macrolide) في أسرع وقت مُمكن للحد من انتشار العدوى، ومع ذلك، فإنَّ هذه المضادات الحيوية لا تقلل فترة استمرار ظهور الأعراض على المُصاب.
  • يتجنب الأطباء صرف المضادات الحيوية كنوع من العلاجات الروتينية لحالات التهاب الشعب الهوائية الحادّ، خاصةً عندما يتعلق الأمر بعلاج المصابين صغار السنّ، الذين لا يوجد اشتباه حول إصابتهم بالسعال الديكي (Pertussis)، وذلك خوفًا من زيادة فرصة تطور مقاومة المضادات الحيوية وانتشار عدوى مطثية عسيرة (Clostridioides difficile) في المجتمع، ويُشار هنا بأنَّ معظم حالات التهاب الشعب الهوائية الحاد تحدث نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية وليست بكتيرية، وهذا يتضمن حوالي 90% من الحالات.
  • لا يوجد توصيات من قِبل الكلية الأمريكية لأطباء الصدر (ACCP) بالاستخدام الروتيني للمضادات الحيوية في علاج هذا الالتهاب، كونها قد تكون غير مُجدية في أغلب الحالات.
  • تتوفر بعض الأدلة العلمية التي تدعم استخدام أنواع معينة من فحوصات مصل الدم للتأكد من الحالة التي تستدعي علاجها بالمضادات الحيوية، خاصةً مع عدم وجود تشخيص سريري يؤكد على إمكانية التفريق بين الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية الحاد، فقد أثبتت إحدى الدراسات أنَّ استخدام مؤشر مستوى البروتين التفاعلي سي (C-reactive protein) يساعد في تحديد حاجة المصاب للمضادات الحيوية بشكلٍ أفضل، دون الأخذ بعين الاعتبار النتائج السريرية للعلاج، ورضى المُصاب.


أدوية للسيطرة على الأعراض

بعض الأدوية التي تُساهم في تخفيف أعراض التهاب الشعب الهوائية الحادّ يمكن الحصول عليها بدون وصفة، وبعضها قد يوصي الطبيب باستخدامها بناءً على ما تقتضيه الحالة، وسنذكر بعض الأمثلة عليها في الآتي:

  • أدوية السعال: ومنها مثبطات السعال (Antitussives)، مثل: ديكستروميتورفان (Dextromethorphan)، والهيدروكودون (Hydrocodone)، والكودين (Codeine)، والأدوية المقشعة للبلغم (Expectorants) وإضافةً إلى عدم تأكيد فعالية هذه الأدوية في حالات التهاب الشعب الهوائية الحاد،[٢]يوجد محدّدات حول استخدام أدوية السعال والرشح في علاج الأطفال، ونوضح ذلك في الآتي:[٣]
    • يجب الابتعاد عن استخدام أدوية السعال والرشح للأطفال تحت عمر 4 سنوات ما لم يوصي الطبيب المختص بذلك، فاستخدام هذه الأدوية في هذه الحالة قد يكون سببًا في ظهور آثار جانبيّة شديدة وذات خطورة على صحة الطفل.
    • مناقشة الطبيب حول مدى أمان استخدام هذه الأدوية لتخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى في حالة الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 4 سنوات، مع ضرورة معرفة الجرعة الملائمة ومدة استخدام الدواء.
    • يُمنع استخدام الأسبرين (Aspirin) للأطفال خوفًا من الإصابة بمتلازمة راي، التي تعتبر من المشكلات الخطِرة التي قد تلحق الضرر بالكبد والدماغ.
    • يوصى بإعطاء الباراسيتامول (Paracetamol) فقط في علاج الأطفال الذي لا تتجاوز أعمارهم 6 شهور، مع الانتباه للجرعة المحدّدة من الدواء.
    • يُسمح بإعطاء الأسيتامينوفين أو الآيبوبروفين (Ibuprofen) للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 6 شهور، مع الانتباه للجرعة المحدّدة من الدواء.
  • البخاخات: كالبخاخات التي تحتوي على ناهضات المستقبل بيتا (Beta agonist)؛ رغم عدم وجود أدلة كافية تُثبت فعاليتها في حالات التهاب الشعب الهوائية الحاد، والبخاخات التي تحتوي على الكورتيكوستيرويد، والتي ربما يُمكن الحصول على فعالية عند استخدامها بجرعات عالية، وبكل الأحوال، الطبيب هو الشخص المسؤول عن صرف هذا النوع من العلاج.[٢]



نصائح للتعايش مع التهاب الشعب الهوائية الحاد

مُعظم حالات التهاب الشعب الهوائية الحاد تتعافى من تِلقاء نفسها دون علاج خلال مدة تتراوح بين 7-10 أيام،[١] ويُمكن في هذه الأثناء اللجوء لبعض الوسائل واتباع بعض النصائح التي تساهم في السيطرة على الحالة وأعراضها، ومن هذه النصائح:[٤]

  • الحصول على القدر الكافي من الراحة والنوم.
  • الإكثار من شرب السوائل، فشرب الماء والسوائل يساهم في تخفيف كثافة المخاط، وتسهيل خروجه مع السعال، وهنا يُنصح بشرب ما لا يقل عن 8-12 كوبًا من الماء يوميًّا.
  • استخدام بخار الماء لتخفيف كثافة المخاط، وتسهيل خروجه، ويكون ذلك باستنشاق البخار المتصاعد من الماء الساخن، أو الاستحمام بالماء الساخن.
  • تشغيل أجهزة ترطيب الهواء، والتأكد من نظافتها تمامًا.
  • استخدام بخاخات أو قطرات الأنف التي تحتوي على الماء والملح، بهدف تخفيف احتقان الأنف.[٣]
  • استخدام قرص مص أو قرص استحلاب (Lozenge)، مع الحرص على عدم إعطائه للأطفال تحت عمر 4 سنوات.[٣]



هل يمكن الوقاية من التهاب الشعب الهوائية الحاد؟

يُمكن الوقاية من التهاب الشعب الهوائية الحاد، وتقليل فرصة حدوثه باتباع النصائح الموضَّحة في الآتي:[١]

  • الحرص على اتباع نمط حياة صحي.
  • تجنب التقاط الجراثيم عبر الحرص على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون للتأكد من القضاء على الفيروسات المُعدية.
  • الحرص على ارتداء الكمامة التي تغطي الفم والأنف أثناء التعرض لمهيجات الرئة، سواءً طلاء، أو مزيلات للطلاء، أو مادة الورنيش، أو غير ذلك.
  • الحصول على مطعوم الإنفلونزا السنوي.
  • استشارة الطبيب حول ضرورة تلقي مطعوم الالتهاب الرئوي، خاصةً في حالة تجاوز عمر 60 سنة.
  • الإقلاع عن التدخين، فالتدخين يساهم في إتلاف القصبات الهوائية، وهذا يزيد من فرصة الإصابة بالعدوى.
  • ارتداء الكمامة عند التعرض للهواء البارد في حال كان يُثير السعال، أو يسبب ضيق التنفس.[٤]
  • تجنب التعرض للغبار، أو الأدخنة الكيماوية، أو التدخين السلبي، أو غيرها من المواد التي تهيّج الرئتين.[٤]
  • الحرص على تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطاس.[٣]



المراجع

  1. ^ أ ب ت "Acute Bronchitis", familydoctor, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Diagnosis and Treatment of Acute Bronchitis", aafp, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Chest Cold (Acute Bronchitis)", cdc, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "What Helps You Feel Better When You Have Bronchitis?", webmd, Retrieved 8/5/2021. Edited.
3683 مشاهدة
للأعلى للسفل
×