علاج التهاب الفقار اللاصق بالأعشاب حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

كتابة:
علاج التهاب الفقار اللاصق بالأعشاب حقيقة أم خرافة قد تضرك؟

التهاب الفقار اللاصق

يُطلق مصطلح التهاب الفقار اللاصق على حالة نادرة من التهاب المفاصل،[١] وبشكلٍ أدق يمكن تعريفه بأنَّ حالة تصيب العمود الفقري ومناطق أخرى من الجسم بالتهاب يكون طويل الأمد. [٢]


يُسبِّب حالة من الألم والتصلب في المنطقة المصابة، والذي قد ينتشر ليصل إلى الرقبة أو في حالات أخرى قد يتسبَّب بتلف المفاصل في أجزاء متفرقة من الجسم،[٣] تمثِّل المناطق الأكثر تأثرًا ما يأتي؛ المفصل الواصل بين قاعدة والحوض، الفقرات الواقعة في أسفل الظهر، مفاصل الورك والكتف، الغضروف الواصل بين عظمة الصدر والأضلاع، بالإضافة إلى المناطق التي يتم فيها ربط الأوتار والأربطة بالعظام، في العمود الفقري خاصةً، وفي بعض الأحيان يكون على طول الجزء الخلفي من الكعب.[٤]


هل هناك علاج لالتهاب الفقار اللاصق بالأعشاب؟

لا وجود لعلاجٍ نهائيّ لحالة التهاب الفقار اللاصق، إلَّا أنَّ الأدوية المختلفة والتمارين الرياضية من شأنها التخفيف من حالة الألم التي تصيب المريض، كما أنَّها تساعد على إبقاء الظهر قويًا، [٣]ولكن وعلى الرغم من ذلك؛ قد يلجأ البعض لاستخدام الأعشاب للتخفيف من آلام التهاب الفقار اللاصق ولذلك من الواجب التنبيه إلى ضرورة الرجوع إلى الطبيب واستشارته فيما يخص استخدام الأعشاب، لما لها من آثار جانبية قد تؤثر سلبًا على صحة المريض، فيما يأتي بيان لأبرز الأعشاب التي تساعد على التخفيف من الآلام المصاحبة لالتهاب الفقار اللاصق، فبجسب ما أوضحته مؤسسة التهاب المفاصل بأنَّ إضافة بعض الأعشاب كالكركم، الزنجبيل، القرفة، بالإضافة إلى الفلفل الحار، والثوم إلى النظام الغذائي من شأنهِ التخفيف من الالتهاب لدى المريض.[٥]


ما دور الزنجبيل في التخفيف من التهاب الفقار اللاصق؟

ينتمي الزنجبيل إلى النباتات المزهرة، التي شاع استخدامها في الطهي، حيثُ يتم الاستعانة بجذر الزنجبيل لما يتميَّز بنكهتهِ الحادة والمتميزة التي لا لبس فيها، من جهةٍ أُخرى وإلى جانب استخدامه في الطهي، فإنَّ من شأن الزنجبيل علاج العديد من الحالات المرضية، حيثُ شاع استخدامه كدواء لعدةِ قرونٍ مضت، وذلك لاحتوائهِ على عدة خصائص؛ كمضادات الالتهابات، مضادات الأكسدة، ومضادات السرطان، ولهذا السبب فهو يساهم بتعزيز مناعة الجسم، وفيما يخص استخدامه للتخفيف من التهاب المفاصل تناولت دراسة نُشرت عام 2000 أنَّ مستخلص الزنجبيل أظهر تأثيرات مشابهة لفعالية دواء الإيبوبروفين في فترة العلاج الأولى لمرضى التهاب المفاصل.[٦]


من جهةٍ أُخرى تناولت دراسة أخرى نُشرت عام 2002 عُنيت بإجراء التجارب على الفئران، خلصت إلى نتيجة مفادها أنَّ الزنجبيل من الممكن أن يساهم بالتخفيف من آلام التهاب المفاصل الروماتويدي، عن طريق:[٦]

  • كما أنَّه يساعد على التقليل من الالتهاب عند تناوله بجرعات علاجية لمدة أربعة أسابيع.
  • كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الزنجبيل أظهر تأثيرات جيدة عند استخدام جل أو كريم يحتوي على مستخلصات الزنجبيل موضعيًا بتطبيقهِ على المنطقة المصابة.


فبحسبِ دراسةٍ أجريت عام 2015 أفادت بأنَّ مستخلصات الزنجبيل أظهرت تحسنًا ملحوظًا عند استخدامها موضعيًا بتطبيقها على الركبتين لمريض يعاني من هشاشة العظام، وذلك بواقع 3 مرات يوميًا لمدة 12 أسبوعًا، وهذا ما يثبت إمكانية استخدامها بالتخفيف من آلام التهاب الفقار اللاصق، ولكن يجب التنبيه هنا إلى ضرورة الرجوع إلى الطبيب واستشارته بشأن استخدامه تجنُّبًا لحدوث الآثار الجانبية المحتملة.[٦]


ما دور الكركم في التخفيف من التهاب الفقار اللاصق؟

ينتمي الكركم للتوابل المستخدمة في الطعام الآسيوي، الذي يتميز بطعمهِ المر والدافئ في ذات الوقت، يحتوي الكركم على مادة كيميائية تُدعى الكركمين والتي يتم تمنحه اللون الأصفر، ولذلك يتم استخدام الكركم لتلوين الأطعمة المختلفة، من جهةٍ أُخرى يتم استخدام جذر الكركم لصناعة الدواء، حيثُ يتم الاستعانة بهِ لعلاج العديد من الحالات المرضية التي تنطوي أعراضها على الألم والالتهاب مثل:[٧]

  • حمى القش.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول.
  • الحكة.
  • أمراض الكبد.
  • بالإضافة إلى فوائده في التخفيف من آلام هشاشة العظام.


من الجدير بالذكر أنَّ الكركمين الموجود في الكركم يُساهم في التخفيف من العديد من المسارات الالتهابية في مختلف أنحاء الجسم، فبحسب ما أوضحه الدكتور شيريل ماسكارينهاس، دكتوراه في أمراض الروماتيزم في المركز الطبي بجامعة ولاية أوهايو ويكسنر في كولومبوس أنَّ الكركمين يساهم بحل مشاكل التهاب المفاصل الروماتويدي بالإضافة إلى التهاب الفقار اللاصق من خلال قيامه بإيقاف تأثير بروتين يُدعى عامل نخر الورم (TNF) والذي يتم إيقاف تأثيره أيضًا بفعل الأدوية المستخدمة لعلاج حالة التهاب الفقار اللاصق والتهاب المفاصل الروماتويدي.[٨]


وعلى الرغم من أنَّ الدراسات التي تناولت البحث في أثر مادة الكركمين لا زالت واعدة وتتطلب المزيد من البحوث، إلَّا أنَّ هناك دراسة نُشرت عام 2017 في مجلة الغذاء الطبي، أوضحت بأنَّ تجربة واحدة من أصل ثماني تجارب سريرية على أثر الكركمين ومواد أخرى في الكركم على أشخاص مصابين بالتهاب المفاصل، أظهرت النتائج:[٨]

  • تحسنًا ملحوظًا على أربعة أشخاص بالنسبة لمؤشر أعراض التهاب المفاصل العام.
  • في حين ظهرَ تحسنٌ محلوظ بالنسبة لمؤشرات الألم على ثلاثة أشخاص آخرين.


لذلك يُعد الكركم من الخيارات الجيدة للاستخدام للتخفيف من حالات التهاب الفقار اللاصق، بجرعة تُقدر بغرام يوميًا من الكركم فقط، وتبقى النصيحة الأولى والأخيرة باستشارة الطبيب ومراجعته قبل الشروع باستخدامه تجنُّبًا لحدوث الآثار الجانبية المحتملة.[٨]


ما دور القرفة في التخفيف من التهاب الفقار اللاصق؟

تُعرف القرفة بأنها من الأعشاب المشهورة باستخدامها كتابل، وبالإضافة إلى هذا الاستخدام فقد عُرفت بفوائدها الطبية لسنواتٍ عديدة، حيثُ أظهرت العديد من الخصائص كتلك المضادة للالتهابات والخصائص المضادة للبكتيريا، وعليه تم استخدامها لعلاج العديد من الحالات المرضية المختلفة مثل:[٩]

  • مرض السُّكري.
  • حالات التهاب المفاصل.
  • ارتفاع ضغط الدم.


وعلى الرغم من عدم وجود دراسات كافية تثبت صحة استخدامها بهذا الشأن، إلَّا أنَّ هناك دراسة نُشرت عام 2008 في مجال الكيمياء العضوية والكيمياء الطبية، تناولت البحث باستخدامات القرفة وآثارها المحتلمة في التخفيف من أمراض العظام وحالات تلفها نتيجة الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وخلصت الدراسة إلىى نتيجة مفادها أنَّ القرفة أظهرت فعالية بإبطاء نشاط عملية تلف العظام وبالتالي قلَّلت منه بدرجةٍ ملحوظة[٩].


وهذا ما يجعلها من الخيارات الممكن الاستعانة بها عند استخدام الأعشاب بالتخفيف من التهاب الفقار اللاصق، أما بما يخص الجرعة الآمنة للاستخدام، فمن الجدير بالذكر أن لا توجد جرعة محددة يجب تناولها من القرفة ولكن المختصون يقترحون بتناول ما يعادل 2-4 غرام من مسحوق القرفة يوميًا، حيثُ إنَّ الجرعات الكبيرة منها تُعتبر سامة، لما تحتوي من مواد كيميائية كالكومارين الذي قد يُسبِّب مشاكل في الكبد في حال تناولها بكميات كبيرة.[١٠]


ما هي محاذير علاج التهاب الفقار اللاصق بالأعشاب؟

هناك اعتقاد شائع بين النَّاس مفاده أنَّ الأعشاب الطبية في حال عدم نفعها لعلاج أيِّ حالةٍ مرضية، فهي لن تضر، وهذا الاعتقاد بالطبع خاطئ، حيثُ أنَّ الاستخدام الخاطئ لها قد يؤدي إلى حدوث تأثيرات جانبية بالإضافة إلى المضاعفات التي من شأنها التأثير سلبًا على صحة المريض، وفيما يأتي بيان لأبرز التأثيرات الجانبية والمحاذير الواجب الالتزام بها للحفاظ على صحة المريض ما أمكن.


ما هي محاذير الزنجبيل؟

يُعد استخدام الزنجبيل آمنًا في حال تناوله بكميات مناسبة، ولكنَّه كغيرهِ من الأعشاب من المحتمل أن يؤدي إلى حدوث آثار جانبية خفيفة كالإسهال، حرقة المعدة، وعدم الشعور بالراحة العامة في المعدة، من جهةٍ أخرى قد يؤدي تناول الزنجبيل لبعض النِّساء حالات من الدورة الشهرية الكثيفة، من المهم الإِشارة إلى أنَّ تطبيق مستخلصات الزنجبيل على الجلد آمنة في حال استخدامها بكميات مناسبة ولفترةٍ زمنيةٍ قصيرة، لكنَّه قد يسبِّب حدوث تهيُّج في الجلد لبعض الأشخاص، أما بما يخص محاذير استخدام الزنجبيل للتخفيف من التهاب الفقار اللاصق ففيما يأتي ذكر لأهمها؛

  • الحمل.
  • الرضاعة الطبيعية.
  • الأطفال.
  • اضطرابات النزيف,
  • أمراض القلب.
  • مرض السُّكري.


ما هي محاذير الكركم؟

يُعد استخدام الكركم عبر الفم آمنًا في حال كان ذلك لفترةٍ زمنيةٍ قصيرة، وبكميات قليلة، حيثُ أنَّ الجرعة الآمنة من الكركم يوميًا تُقدر بـ 8 غرامات بشرط أن لا يتجاوز استخدامها مدة شهرين متتالين، في حين أنَّ استخدام الكركم بواقع 3 غرامات لمدة 3 أشهر تُعتبر آمنة أ]ضًا شرط عدم تجاوز هذهِ المدة، تجنُّبًا لحدوث الآثار الجانبية التي من شأنها التأثير على صحة المريض والتي تتمثل باضطرابات المعدة، الغثيان، الدوخة، والإسهال، أما بما يخص محاذير استخدام الكركم للتخفيف من حالة التهاب الفقار اللاصق، ففيما يأتي ذكر لأهمها؛ [٧]

  • حالات الحمل والرضاعة.
  • مشاكل المرارة.
  • اضطرابات النزيف.
  • مرض السُّكري.
  • اضطرابات في المعدة.
  • حالات الحساسية للهرمونات.
  • نقص الحديد.
  • العمليات الجراحية.


ما هي محاذير القرفة؟

في أغلب الأحيان لا يُسبِّب تناول القرفة أيَّة آثارٍ جانبية تّذكر لكن يجب التنبيه إلى أنَّ استخدامها بكثرة قد يُسبِّب حالة من التهيُّج في الفم والشفتين، وهذا من شأنهِ التسبُّب بتقرحات الفم، من جهةٍ أُخرى قد يعاني البعض من حساسية القرفة وقد يُسبِّب تناولها حالة من الاحمرار والتهيُّج في الجلد على أثر ذلك، أما بما يخص محاذير استخدام القرفة للتخفيف من التهاب الفقار اللاصق ففيما يأتي ذكر لأهمها؛ [١٠]

  • النِّساء الحوامل.
  • المرضعات.
  • الأطفال.
  • مرض السكري.
  • أمراض القلب.

المراجع

  1. "What Is Ankylosing Spondylitis?", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-03. Edited.
  2. "Ankylosing spondylitis", www.nhs.uk, Retrieved 2020-08-03. Edited.
  3. ^ أ ب "What Is Ankylosing Spondylitis?", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-04. Edited.
  4. "Ankylosing spondylitis", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-04. Edited.
  5. "Ankylosing Spondylitis: 9 Ways to Reduce Inflammation", www.everydayhealth.com, Retrieved 2020-08-04. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Ginger for Arthritis: Should I Give It a Try?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-04. Edited.
  7. ^ أ ب "TURMERIC", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-04. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Does Turmeric Help Ankylosing Spondylitis?", www.everydayhealth.com, Retrieved 2020-08-04. Edited.
  9. ^ أ ب "Cinnamon & Honey for Arthritis Pains", www.livestrong.com, Retrieved 2020-08-04. Edited.
  10. ^ أ ب "Cinnamon", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-04. Edited.
5982 مشاهدة
للأعلى للسفل
×