علاج التهاب الكبد سي

كتابة:
علاج التهاب الكبد سي

التهاب الكبد سي

يُعرَف الكبد بأنَّه أكبر أعضاء الجسم الصلبة، يبلغ حجمه حجم كرة القدم تقريبًا ويصل وزنه إلى ما يعادل 1.3 كيلوغرام، ويعرف بأنه عضو حيوي نصف كروي يقع في التجويف البطني للجسم، تحديدًا في الجزء العلوي الأيمن من البطن أسفل الحجاب الحاجز، كما يمتد جزء منه إلى الجانب الأيسر.

تكمن أهمية الكبد للجسم في إدارة عمليات التمثيل الغذائي، فعندما يستقبل الدم المُحمل بالعناصر الغذائية من الجهاز الهضمي عبر الوريد البابي يزيل السموم من مجرى الدم لتطهيره من المواد الضارة، مثل: الكحول، والأدوية، مما يقلل من خطرها على الجسم، وذلك بتحويلها إلى مواد أخرى عبر عمليات التمثيل الغذائي، كما أنه يساهم في تكسير الدهون الموجودة في الأغذية، وذلك بتخزينها أو استخدامها كمصدر للطاقة، بالإضافة إلى دوره في تخزين الفيتامينات والمعادن مثل معدني النحاس والحديد للاستفادة منها وقت الحاجة، والعديد من الوظائف الأخرى، مما يجعل منه عضوًا مهمًا يستحيل البقاء على قيد الحياة دونه.[١]

يوصف التهاب الكبد سي بأنه عدوى فيروسية تصيب الكبد مسببةً ضررًا يعيق قدرته على القيام بوظائفه الأساسية، والتي تنتقل عن طريق الدم الملوث بالفيروس، وتوجد نسبة عالية من المصابين بهذا المرض يجهلون إصابتهم به، إذ لا تظهر أعراض لفترة طويلة بعد الإصابة به، والتي قد تصل إلى عدة سنوات، لذا توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بإجراء فحوصات الدم للأشخاص الذين قد يكونون معرضين لخطر الإصابة بهذا المرض مرةً واحدةً، خاصةً المواليد بين عامي 1945-1956 ميلاديًا؛ إذ إنهم عرضة للإصابة بالمرض خمسة أضعاف أكثر من مواليد السنوات الأخرى.

من الجدير بالذكر أن التعامل الطبي في ما سبق مع هذا المرض كان يعتمد على إعطاء المريض الحقن أسبوعيًّا، بالإضافة إلى الأدوية الفموية، لكن العديد من المصابين لم يستطيعوا تناول هذه الأدوية بسبب إصابتهم باضطرابات صحية أخرى، أو بسبب الآثار الجانبية المرتبطة بها، أما في الوقت الحالي فإن علاجه يتم بتناول الأدوية يوميًا عن طريق الفم لمدة تتراوح من شهرين إلى ستة أشهر متتالية.[٢]


علاج التهاب الكبد سي

يمكن توضيح طرق علاج التهاب الكبد بناءً على مرحلته سواء كان حادًا أم مزمنًا على النحو الآتي:


علاج التهاب الكبد سي الحاد

معظم الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد سي الحاد لا يتلقون العلاج؛ وذلك بسبب عدم معرفتهم بوجود فيروس المرض لديهم، فأعراضه لا تظهر في الفترة الأولى من الإصابة به، ما عدا نسبة قليلة من المصابين به الذين قد تظهر عليهم أعراض مبكرة للمرض، مثل: الحمى، والشعور بالتعب والإرهاق، وغيرها. ويمكن معرفة الإصابة لدى بعض المصابين بالمرحلة الحادة عن طريق إجراء الفحوصات الكشفية للأشخاص عند التعرض لخطر الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي سي، كالذين تعرضوا للحقن الملوث، مع العلم أن نسبة الشفاء التام من النوع الحاد أعلى بكثير منها عند مرضى التهاب الكبد سي المزمن، لكن يُفضِّل العديد من المختصين تأجيل العلاج إلى ما يقارب 8-12 أسبوعًا، إذ يستطيع العديد من المصابين التخلُّص من الفيروس تلقائيًا دون علاج بمساعدة جهاز المناعة. [٣]


علاج التهاب الكبد سي المزمن

يتم تشخيص وعلاج التهاب الكبد سي بواسطة أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، أو أخصائي أمراض الكبد، أو أخصائي الأمراض المعدية، وقد يحتاج العلاج إلى فريق طبي مكون من أكثر من متخصص، وذلك بالاعتماد على درجة التلف التي وصل إليها الكبد، ويتم التشخيص بناءً على عدة اختبارات وفحوصات طبية.

أول علاج لمرض التهاب الكبد سي يكون باستخدم حقن أدوية الإنترفيرون والتي نتجت عن استخدامها استجابة فيروسية ونسبة شفاء من المرض وصلت إلى حوالي 15%، كما استخدام علاج الحقن بيغنتيرفيرون، والذي وصلت نسبة الاستجابة الفيروسية له حوالي 50-80%، وغالبًا تستخدم هذه الحقن مع أدوية فموية أخرى، مثل الريبافيرين، لكن لهذه الأدوية العديد من الآثار الجانبية التي تحتاج إلى مراقبة مستمرة لمتناولها، وقد ينتج عن استخدامها فقر الدم، كما تستغرق مدة العلاج 48 أسبوعًا على الأقل.[٣]

حاليًا يتم استخدام الأدوية المضادة للفيروسات الفموية لعلاج التهاب الكبد الفيروسي سي، حيث تثبِّط تكاثر الفيروسات مباشرةً، وتقدر نسبة شفاء المرضى باستخدام هذا النوع من الأدوية بما يقارب 90%، ومن الجدير بالذكر أنَّ العلاج باستخدام هذه الأدوية يرتبط بآثار جانبية أقل ومدة علاج أقصر لا تتجاوز ثمانية أسابيع أحيانًا. ويعتمد نوع الدواء المضاد للفيروسات المُستخدَم على نوع فيروس الكبد سي، وما إن كان المُصاب يعاني من تلف في الكبد، بالإضافة إلى الاضطرابات الصحية الأخرى التي يعاني منها المُصاب، وتجدر الإشارة إلى حاجة بعض المُصابين إلى إجراء جراحة زراعة الكبد في حال الإصابة بمضاعفات شديدة ناتجة عن تلفه.[٢].[٣]


أعراض التهاب الكبد سي

تظهر أعراض التهاب الكبد سي على مصاب واحد من بين ثلاثة أو أربعة من المرضى خلال المرحلة الأولى من المرض، وهي مرحلة التهاب الكبد الوبائي الحاد، وقد تظهر هذه الأعراض بعد بضعة أسابيع من الإصابة، وتشمل ما يلي:[٤]

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم، فقد تصل إلى أكثرمن 38 درجةً مئويةً.
  • الشعور بألم في البطن.
  • فقدان الشهية.
  • الشعور بالإعياء والتعب.
  • الإصابة باليرقان؛ أي اصفرار العينين والجلد، وهذه الحالة قد تصيب شخصًا واحدًا من كل خمسة أشخاص يعانون من المرض.

في حال عدم الشفاء من المرض أو لم يستطيع جهاز المناعة التغلب على الفيروس المسبب فسينتقل المرض إلى مرحلة التهاب الكبد الوبائي المزمن، ولا تظهر على المُصاب أي أعراض خلال هذه المرحلة حتى يتسبب الفيروس بحدوث تلف للكبد بعد عدة سنوات، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض.[٢] ومن أعراض التهاب الكبد سي المزمن ما يلي:[٤]

  • الشعو بألم في العضلات والمفاصل.
  • الشعور بألم في البطن.
  • الشعور بالتعب والإعياء طوال الوقت.
  • الشعور بالانتفاخ، أو عسر الهضم.
  • حكة في الجلد.
  • تقلب المزاج.
  • اضطرابات في الذاكرة وصعوبة القدرة على التركيز.


أسباب التهاب الكبد سي

ينتقل الفيروس المسبب لمرض التهاب الكبد سي عن طريق الدم، وذلك بدخول دم الشخص المصاب إلى جسم غير المصاب باستخدام الإبر أو الأدوات المستخدمة في حقن المخدرات، فنقطة الدم الصغيرة جدًّا التي تكاد ترى بالعين المجردة تحتوي على مئات الأعداد من الفيروس المسبب لالتهاب الكبد سي، حيث تدخل الفيروسات غير النشطة إلى الخلية الحية للمضيف.

هذا الفيروس لا ينتقل بالاتصال المباشر أو بمشاركة الطعام، ولا حتى عن طريق رذاذ الجهاز التنفسي، أو لسعات البعوض، فقد حددت المراكز الصحية لسيطرة على الأمراض العوامل التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بفيروس التهاب الكبد سي، والتي تشمل ما يأتي:[٥]

  • المواليد ما بين عامي 1945-1965.
  • عمليات زرع الأعضاء قبل عام 1992، أو نقل الدم.
  • غسيل الكلى على المدى الطويل.
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
  • تعاطي المخدرات عن طريق الحقن.
  • الوشم بمعدات مستخدمة وغير معقمة.
  • الإصابة بالهيموفيليا، وهو أحد اضطرابات الدم.
  • التعرض لوخزة الإبرة الملوثة، خاصةً الأشخاص الذين يعملون في مجال الرعاية الصحية.
  • الإدمان على الكحول.
  • استنشاق المخدرات.
  • الإصابة بأمراض الكبد الأخرى.
  • الإقامة داخل السجون.
  • ولادة جنين لأم مُصابة.


المراجع

  1. Rachel Nall (16-3-2018), "Liver"، www.healthline.com, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Hepatitis C", www.mayoclinic.org, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت Sandra Gonzalez Gompf, Siddharth Bansa, Ashwani Singal, "Hepatitis C Infection (HCV, Hep C)"، www.medicinenet.com, Retrieved 9-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Symptoms -Hepatitis C", www.nhs.uk, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  5. Kathleen Davis FNP (28-9-2017), "Everything you need to know about hepatitis C"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-11-2019. Edited.
5080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×