علاج الرعشة

كتابة:
علاج الرعشة

الرعشة

قد يشعر الشخص فجأة باهتزاز في يديه يجعله غير قادر على الإمساك بالشيء الذي في يده جيدًا، ويجد من يخبره ممن حوله أنّ ما شعر به أمر عادي نتيجة الإجهاد أو التوتر أو الشعور بالإعياء، وهذا الأمر صحيح، لكنه ليس دائمًا السبب الكامن وراء ذلك، فأحيانًا تنتج الرعشة من الإصابة باضطرابات مرضية كامنة أكثر خطورة، وليست الرعشة مقصورة على اليدين أو حركة العين فقط، فأحيانًا يشعر الشخص بهذه الاهتزازة أو الرعشة في الساقين أو القدمين أو الرأس.

تُعرَف الرعشة (Tremor) بأنّها انقباض عضلي لا إرادي مُسبِّب للاهتزاز في واحد من أجزاء الجسم أو أكثر -اليدان خاصة، وتجب الإشارة إلى أنّ هذه الرعشات ليست دائمًا مؤقتة ولحظية؛ فقد تتكرر، وربما تبدأ تتحول لأمر ملازم للشخص، واستطاع العلماء لغاية اليوم التعرّف إلى 20 نوعًا من الرعشات وتوثيقها، وغالبًا ما تنتج الرعشات من اضطراب في أجزاء الدماغ التي تتحكّم بالحركة، كما هو الحال عند الإصابة بداء باركنسون.[١]


علاج المصاب بالرعشة

تختلف أسباب الرعاش من شخص لآخر، فبعضهم يعزى السبب لديهم إلى وجود مرض أو تعاطي دواء معين يسبب حدوث الرعشة التي تزول بزوال تأثر هذا العقار من الجسم، لكنّ بعض الأنواع الأخرى من الرعاش تصدر عن أسباب أخرى، أو حتى تكون مجهولة السبب، وفي العديد من هذه الحالات يهدف العلاج إلى السيطرة على عوارض المرض، وتجب الإشارة إلى أنّ اختيار العلاج المناسب يعتمد بشكل أساسي على تشخيص الاضطراب المُسبِّب للرعشة،[١] وتُذكَر أشهر العلاجات للمصابين بالرعشة وآثارها الجانبية على النحو الآتي:


العلاج بالأدوية

يوجد الكثير من الأدوية المُستخدَمة في تخفيف حدّة الرعشة وتواترها، ويُذكر منها الآتي:[١]

  • المهدئات المعروفة باسم البنزوديازيبينات (Benzodiazepines)، هذه الأدوية المهدئة للجهاز العصبي؛ كالألبرازولام (Alprazolam) وكلونازيبام (Clonazepam) تُستخدم لتخفيف الرعاش مؤقتًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ العوارض الجانبيّة المُصاحبة لها تحدّ من استخدامها؛ فهي قد تسبب النعاس، وضعف التركيز، وعدم القدرة على المحافظة على التوازن والتنسيق في الحركة؛ لذا فمن الأفضل عدم فعل أي نشاط يستدعي التركيز؛ كقيادة السايارات أثناء تناولها، كما أنّها تسبب الإدمان والاعتماد الجسدي على المدى البعيد، وعند التوقف عن تناولها فجأة فإنّ المُصاب يعاني من الارتعاش بمنزلة واحد من أعراض الانسحاب.
  • حاصرات بيتا، تُسخدم حاصرات بيتا؛ كالبروبونالول (Propranolol)، والأتينولول (Atenolol)، والميتوبرولول (Metoprolol)، وغيرها لعلاج المصاب برعاش الحركة، الذي يحدث مع حركة العضلات الإرادية لا وقت الراحة.
  • حقن البوتوكس المحتوية على سم البوتولينيوم (Botulinum toxin)، وتُستخدَم هذه الأدوية على نطاق واسع لعلاج المصاب برعاش الرأس، خاصة الرعاش الذي لا يستجيب للأدوية الأخرى، بالإضافة إلى دورها في علاج المصاب برعشة خلل التوتر العضلي (Dystonic tremor) المُسبِّب لحدوث وضعيات غير طبيعية للجسم، وهذه الحقن مفيدة في تخفيف الرعشة لمدّة تصل إلى ثلاثة أشهر، ومع ذلك فقد تتسبب في ضعف العضلات. ومن الآثار الجانبية المرتبطة بها صعوبة البلع، وتغيرات في الصوت، وقد تؤدي إلى ضعف الأصابع في حال استخدامها لعلاج المصابين برعشة اليدين.
  • مضادات الاختلاج، أي العقاقير التي تمنع نوبات التشنج من الحدوث؛ مثل: عقار جابابنتين (Gabapentin) وتوبيرامات (Topiramate) وبريميدون (Primidone)، والتي تُستخدَم لعلاج المصاب بالرعاش مجهول السبب بشكلٍ أساسي، خصوصًا في حال فشل أدوية حاصرات بيتا في التخفيف منه، ويجب التنويه إلى أنّ بعض أنواع هذه الأجوية يُسبِّب الرعاش بمنزلة أثر جانبي له؛ لذا من الضروري أخذ هذه الأدوية تحت إشراف الطبيب الاختصاصي.
  • أدوية علاج مرض باركنسون، تُستخدَم لعلاج المصاب بالرعاش المُصاحب لمرض باركنسون؛ من أهم أمثلته: ليفودوبا (Levodopa).


الجراحة

يوجد الكثير من الآليات الجديدة المُستحدثة في مجال جراحة الأعصاب وعلاج المصاب بالأمراض العصبية الجديدة، وتُستخدَم هذه في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للأدوية، وتُبيّن على النحو الآتي:[٢]

  • استئصال المهاد باستخدام الموجات فوق الصوتية المركزة، هذه الجراحة تقوم على مبدأ تسليط مجموعة مركزة من الموجات فوق الصوتيّة باستخدام آلية الرنين المغاطيسي على مكان محدد من الدماغ والمعروف باسم منطقة تحت المهاد؛ بهدف التخلّص من الرعاش.
  • التحفيز العميق للدماغ (DBS)، تُعدّ هذه التقنية الجراحية الأشهر لعلاج المصابين بالعديد من مشكلات الجهاز العصبي؛ ومنها الرعاش، وفيها يُدخِل الطبيب قطبًا كهربائيا نحو منطقة المهاد في المخ المُسبِّبة لحدوث الرعاش، ويتصل هذا القطب بجهاز منظم مزروع تحت جلد المُصاب في منطقة الصدر، ويقوم عملها على مبدأ إرسال إشارات كهربائيّة إلى منطقة المهاد تهدف إلى تنظيم الإشارات العصبية غير المنتظمة التي ترسلها هذه المنطقة، وتتسبب في حدوث مشكلة الرعاش.

قد يسبِّب إجراحة جراحة استئصال المهاد على كلا جانبي الرأس الإصابة بمشكلات في الكلام،[١] وقد تُسبِّب تلفًا دائمًا في الدماغ، أمّا التحفيز العميق للدماغ فقد يُسبِّب الصداع، واضطرابات في الحركة والكلام والتوازن، لكن غالبًا ما تختفي هذه الآثار الجانبية مع الوقت أو مع تعديل الجهاز المنظِّم.[٢]


العلاجات الطبية الأخرى

تتضمن العلاجات الطبية الأخرى ما يأتي:[٣]

  • الأجهزة التكيفية: هي معدات خارجية تساعد في التحكم بشدّة الرعشة، وتتضمن أجهزة التعديل العصبي التي يرتديها الشخص للتحكّم بالرعاش، بالإضافة إلى أجهزة تساعد في التحكم برعاش اليدين؛ مما يسمح للمُصاب بممارسة بعض النشاطات التي تحتاج إلى يد ثابتة؛ كالكتابة.
  • وضع ثقل أو فرض قوى على الأطراف والعضلات المُصابة بالرعاش، وقد لوحظَ أنّ تكرار ذلك قد يساعد في التخفيف من الرعاش.


نصائح للتخفيف من الرعاش بالمنزل

اتباع النصائح المنزليّة الآتية من شأنه التخفيف من حدّة الرعشات وتواترها والتخلص من الرعشات التي سببها ناتج من القلق والإجهاد، لكنها لن تعالج الرعشات الناتجة من الإصابة بمرض عصبي أو مرض كامن أو حدوثها بمنزلة عارض جانبي لتناول أحد الأدوية، فهذه الحالات تحتاج إلى علاج خاص والنصائح المنزليّة تساعد في التخفيف منها، ويُذكر منها الآتي:[٤]

  • النوم الجيد: لأنّ الإرهاق وقلة النوم قد يسببان حدوث الرجفة، فيُنصَح دائمًا بأخذ قسط كافٍ من النوم، واتباع جدول منتظم.
  • تعلّم كيفية الاسترخاء: لأن الاسترخاء يساعد في التخلص من الرعشات الناتجة من الإجهاد واضطراب المشاعر.
  • العلاج الوظيفي: يساعد المُصاب بالرعشة في تعلّم كيفية التعايش معها.
  • الحدّ من التعرُّض لمحفزات الرعاش: الحد من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين ومشروبات الطاقة؛ لأنّها قد تفاقم الرعاش وتزيد من حدته، ويُنصَح باستشارة الطبيب في الأدوية التي قد تبدو سبَّبًا بالإصابة بالرعاش؛ كبعض مضادات الاكتئاب، وبعض مضادات الاختلاج.
  • العلاج الطبيعي: يساعد العلاج الطبيعي في إعادة بعض من التناسق بين حركات الجسم والأطراف؛ فالمعالج الطبيعي بإمكانه مساعدة المُصاب بالرعشة في التحكم بيديه أثناء حدوث نوبة الرعشة، وسيعلمه بعض التقنيات التي ستساعده في مقاومة الرعشة أثناء حدوثها كيفية [٥].
  • عمل بعض التغيّرات في نظام الحياة لمساعدة المُصاب في التأقلم، ومنها الآتي:[٦]
    • استخدام جهاز تسجيل صغير أو الهاتف الذكي لتسجيل بعض الملاحظات لمساعدة المصاب في التعامل بسهولة مع الآخرين، خاصةً في حال احتياجه لشراء بعض الأشياء من البقالة، أو في رغبته في توجيه بعض الأسئلة للطبيب المسؤول عن حالته.
    • وضع المرفقين على طاولة المكياج إذا كانت السيدة تعاني من الرعاش وتودّ وضع بعض مساحيق التجميل، ومن الأفضل اللجوء إلى مراكز التجميل، خاصة إن كانت تودّ أن تجري بعض التعديلات على رسمة الحاجبين.
    • إبقاء الرأس على الجنب؛ لأنّ هذا يساعد في التحكم برعشة الرأس.
    • استخدام بطاقات الفيزا بدلًا من التعامل بالأوراق النقدية.
    • الطلب من الشخص تقطيع الطعام قطعًا صغيرة يسهل تناولها عبر المصاب بالرعاش ولا تحتاج منه تقطيعها ذاتيًا.
    • إبقاء المرفقين بالقرب من الجسم للتخفيف من رعشة اليدين عند استخدام أي شيء.
    • استخدام الأكواب التي تحتوي على مكان خاص للإمساك بها، بالإضافة إلى استخدام القشة أحيانًا.


أسباب الإصابة بالرعشة

يوجد العديد من الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالرعشة، ويُذكر منها الآتي:


الأمراض العصبيّة

تسبب بعض الأمراض العصبية بالإصابة بالرعاش، ومنها الآتي:[٧]

  • التصلب المتعدد (MS).
  • السكتة الدماغية.
  • إصابة الدماغ الرضية، فالتعرُّض لإصابة مباشرة على الدماغ قد يُتلِف جزءًا من الأعصاب، وقد يؤدي تلف الأعصاب المسؤولة عن الحركة إلى الإصابة بالرعاش.
  • مرض باركنسون، يُعدّ الرعاش من العوارض التي يعاني منها مرضى باركنسون، ويُلاحظ أنّ الرعاش بصورة أكثر وضوحًا عند شعور المُصاب بمرض باركنسون بلحظات توتر أو قلق.


اعتلال الأعصاب الطرفية

الاعتلال العصبي المحيطي يحدث نتيجة الإصابة بمرض أو حدوث أمر يتلف الأعصاب الموجودة في الأطراف، الأمر الذي يؤدي أحيانًا إلى الإصابة بالرعشة، ويحدث الرعاش الناتج من اعتلال الأعصاب الطرفيّة بشكلٍ أساسي في الأجزاء العلويّة من الجسم، خاضة الذراعين واليدين. وتوجد العديد من الأسباب وراء الإصابة باعتلال الأعصاب الطرفية، ومنها الآتي:[٥]

  • الاختلالات الوراثيّة.
  • مرض شاركو ماري توث (Charcot-Marie-Tooth disease).
  • مرض السكري.
  • مرض البرفيرية (Porphyria).
  • مرض اليوريميا، الذي يشير إلى تسمم الدم نتيجة ارتفاع نسبة اليوريا.
  • اعتلال غاما وحيدة النسيلة.
  • أورام الجهاز اللمفاوي السرطانيّة.
  • الإصابة بـداء النشواني.


المشكلات المرضية المتنوعة

يوجد الكثير من الأمراض المسببة للرعشة، ويُذكر منها الآتي:[٧]

  • التسمم بالزئبق.
  • أمراض نفسية؛ مثل: الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة.
  • الاضطرابات الوراثيّة المتسببة بانتكاس الجهاز العصبي، ومتلازمة x الهشة.
  • فشل الكبد.
  • إدمان الكحول أو نتيجة الأعراض الانسحابية الناتجة من التوقف عن تناوله,
  • فرط نشاط الغدّة الدرقيّة.
  • الفشل الكلوي.


الأعراض الجانبية لبعض الأدوية

تسبب بعض الأدوية وبعض المواد الطبيعيّة حدوث الرعشات التي تزول بزوال تأثير هذه الأدوية من الجسم، ويُذكَر منها الآتي:[٧]

  • مادة الكافيين.
  • بعض أدوية الربو.
  • أدوية الكورتيكوستيرويد.
  • الأمفيتامينات.
  • بعض الأدوية المُستخدَمة لعلاج الاضطرابات النفسية والعقلية.


مضاعفات الإصابة بالرعشة

الرعاش لا يهدد الحياة، لكنّه يزيد الحياة صعوبة، فهو يؤثر سلبيًا في قدرة الشخص على أداء بعض المتطلبات اليومية، لكن تجب الإشارة إلى أنّ العديد من المشاهير والقيادين استطاعوا التعايش مع هذه الحالة، وتجعل الإصابة بالرعاش من فعل أبسط الاعمال تحديًا، فمثلًا، لا يستطيع المُصاب بالرعشة الإمساك بالأواني المنزلية دون أن يتملّكه الخوف من أن توجد من يديه، بالإضافة إلى صعوبة ارتداء الملابس والاستحمام وتناول الطعام وغيرها، وهذا قد يجعل المصاب يحدّ من أنشطته خارج محيط المنزل؛ لتجنب القدر الكبير من الإحراج. وتجدر الإشارة إلى أن حدّة الرعاش تتفاقم مع العمر، كما لوحظَ أنّها قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز العصبي التنكسيّة؛ كـألزهايمر، خاصة إن أصيب بها الشخص بعد تجاوزه عمر 65 عامًا.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Tremor Fact Sheet", nih, Retrieved 2020-7-2. Edited.
  2. ^ أ ب "Essential tremor", mayoclinic, Retrieved 2020-7-2. Edited.
  3. "The Brain and Essential Tremor", webmd, Retrieved 2020-7-2. Edited.
  4. "6 Proven Ways to Treat Essential Tremor", aurorahealthcare, Retrieved 2020-7-2. Edited.
  5. ^ أ ب [ https://www.news-medical.net/health/Peripheral-Neuropathy-Tremors.aspx "Peripheral Neuropathy Tremors"], news-medical, Retrieved 2020-7-2. Edited.
  6. "Essential tremor and how to manage it", harvard, Retrieved 2020-7-2. Edited.
  7. ^ أ ب ت "What does it mean if you have shaky hands?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-7-2. Edited.
5715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×