محتويات
الصداع النصفي
يُشار إلى الألم الشديد الذي قد تتراوح مدته من ساعات إلى أيّام أحيانًا وغالبًا ما يُصيب أحد جوانب الرأس باسم الصداع النصفي، كما قد تصاحب الصداع النصفي الحساسية المفرطة تجاه الصوت، والضوء، والغثيان، والتقيؤ، وفي بعض الحالات يشعر المُصاب بأعراض تحذير تسبق الإصابة بنوبة الصداع النصفي، ويُشار إليها مجتمعة باسم الأورة أو الهالة؛ التي تضم الشعور بالتخدر في أحد جانبَي الوجه، أو في الذراع، أو الساق، واسوداد الرؤية في بعض النقاط، ورغم عدم وضوح الأسباب التي تتسبب في حدوث الصداع النصفي، لكن هناك بعض النظريات لطريقة حدوثه.[١]
علاج الصداع النصفي بالأعشاب
على الرغم من أنّ معظم العلاجات العشبية غير مدعومة بأبحاث علمية تثبت قدرتها على علاج الصداع النصفي، لكنّها تزداد شعبيًة في المجتمع الطبي الحديث، وفي ما يأتي تُذكَر بعض العلاجات العشبية التي قد تسهم في علاج الصداع النصفي، لكن قبل ذلك لا بُدّ من تأكيد أهمّية استشارة الطبيب في البدء باستخدام العلاجات العشبية أو التوقف عنها، كما لا بُدّ من الحذر أثناء استخدامها؛ لاحتمال تداخلها مع أدوية أخرى:[٢]
- أقحوان زهرة الذهب، اشتُهِرَت نبتة أقحوان زهرة الذهب (Feverfew) التي تنمو بشكل طبيعي في أوروبا والأمريكيتين منذ القِدَم بقدرتها على تقليل ألم الصداع، والإسهال، والدوار، أمّا في الوقت الحالي فقد ازدادت قائمة الأمراض التي يلجأ بعض الأشخاص فيها إلى استخدام المكملات الغذائية التي تحتوي على أقحوان زهرة الذهب في العلاج، ومن ضمنها الوقاية من الصداع النصفي، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والصدفية، والحساسية، والربو، وطنين الأذن، وغيرها الكثير، لكن ما زالت هناك حاجة إلى الأدلة العلمية التي تدعم استخدامها لعلاج الإصابة بالصداع النصفي.[٣]
- القبعية، في العصور الوسطى كانت تُستخدَم نبتة القُبعيّة (Butterbur) للسيطرة على أعراض الطاعون الأسود، والحمى، ومؤخرًا أصبحت هذه النبتة أحد الخيارات للتقليل من ألم الصداع النصفي، واضطراب المعدة، وتوجد دراسات قوية تدعم استخدام خلاصة هذه النبتة لتخفيف تكرر نوبات الصداع النصفي، لكن لا تتضمن هذه الدراسات تأثير استخدامها على المدى الطويل في جسم الإنسان؛ لذلك لا بُدّ من إشراف الطبيب على حالة الشخص الذي يستخدم هذه النبتة.[٤]
- النعناع، يحتوي على المادة الفعّالة التي تدعى المنثول، والتي اقتُرِح استخدامها للتخلّص من الصداع النصفي عن طريق دهن المحلول الذي يحتوي على 10 في المئة من المنثول على الجبين، الأمر الذي قد يساعد في تقليل ألم الصداع النصفي، والتخفيف من التقيؤ المصاحب له.[٥]
- الصفصاف، المصدر الأول الذي يُستخدَم في تصنيع الأسبرين الذي يخفف من الحمى والألم، ويُعدّ أحد مضادات الالتهاب الفعّالة، إضافة إلى تمتع الصفصاف بخصائص مضادة للأكسدة.[٢]
- الناردين الطبي، الذي اشتُهِر استخدامه في الماضي للمساعدة في علاج الإصابة بالعديد من الحالات المرضية؛ مثل: الأرق، والصداع، والقلق، واضطرابات نبضات القلب.
- بذور الكزبرة، قد تسهم بذور الكزبرة في السيطرة على أعراض الصداع النصفي؛ نظرًا لخصائصها المُضادة للالتهاب.[٢]
- حشيشة الملاك الصينية، (Dong quai) التي تُستخدم في شكل كريم منذ أكثر من ألف عام للسيطرة على الإرهاق، والصداع، والألم العصبي.[٢]
- زيت الضرم أو اللافندر، إذ وُجِد أنَّ استنشاق زيت اللافندر أثناء نوبة الصداع النصفي، أو وضع الزيت المخفف على صدغَي الرأس قد يساعدان في التخلّص من الشعر بالألم.[٢]
- نباتات أخرى: تُستخدَم بعض النباتات الأخرى للمساعدة في التخلّص من الصداع النصفي، ومنها:
- شجرة الزيزفون.
- إكليل الجبل.
- فجل الخيل ريفي.
- عنب الأرض.
- القيصوم الألفي الأوراق.
- البوصير.
- الزنجبيل، يُعدّ أحد النباتات الآسيوية الاستوائية، واستُخدم في الصين لما يزيد على 2000 عام في شكل دواء نباتي، ويحظى بشعبية في الأدوية الهندية والعربية منذ القدم، ويُستخدَم في علاج الصداع، وآلام المعدة، والغثيان، والتهاب المفاصل، والتخفيف من حدّة أعراض نزلات البرد، والإنفلونزا، والمشاكل العصبية. وجديرٌ بالذكر أنّه يعمل مضادًا للالتهابات، ومضادًا للفيروسات، والفطريات، والجراثيم، وقد أشارت دراسة في العام 2014 إلى أنّ فوائد مسحوق الزنجبيل متماثلة مع سوماتريبتان (Sumatriptan)، وهو أحد الأدوية الشائعة الموصوفة.[٦]
علاج الصداع النصفي بالأدوية
يتمثّل العلاج الطبي في ما يأتي ذكره:[٧]
- مُسكّنات الألم، يوصَى باستخدامها؛ مثل: الأسبرين، والأسيتامينوفين، والإيبوبروفين، وفي حال لم تنفع يصف الطبيب للمصاب أدوية أخرى.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، تمتلك الأدوية المضادة للاكتئاب خصائص مُسكّنة للألم، فرغم أنّ الشخص قد لا يصاب بالاكتئاب، لكنّ الطبيب يصف له بعض الأدوية؛ مثل: أميتريبتيلين (amitriptyline)، أو دوكسيبين (doxepin) التي تسهم في الحدّ من تواتر الصداع النصفي وشدته.
- حاصرات بيتا، للوقاية من الصداع اليومي المزمن؛ مثل: بروبرانولول (propranolol).
- الأدوية المضادة للنوبات، وُجِدَت مجموعة من الأدوية المستخدمة في علاج نوبات الصرع الفعّالة جدًا في علاج مشكلة الصداع النصفي.
أسباب الصداع النصفي
ما زالت الأسباب وراء الإصابة بالصداع النصفي غير معروفة بشكل تام، لكنّ لعوامل الوراثة والبيئة والتغيّرات التي تطرأ على جذع المخ وطريقة تفاعله مع المسار الرئيس للألم المعروف باسم العصب ثلاثي التؤام أثرًا في حدوث الصداع النصفي، الأمر الذي يُعكَس على توازن المواد الكيميائية في المخ، تحديدًا الناقل العصبي السيروتونين، المسؤول عن تنظيم الشعور بالألم في جهاز الأعصاب، وقد يُفسّر أثر انخفاض السيروتونين في إحداث الصداع النصفي بتحفيزه إطلاق الببتيدات العصبية من العصب ثلاثي التؤام، التي تُنقَل إلى الأغشية التي تحيط بالدماغ المعروفة باسم السحايا مسببًة ألم الصداع النصفي، إضافة إلى بعض الناقلات العصبية.[١]
نصائح للمُصابين بالصداع النصفي
تُتبَع بعض التدابير المنزلية الآتية المساعدة في التخفيف من أعراض الصداع النصفي:[١]
- الجلوس في غرفة هادئة ومعتمة عند بدء الأعراض، مع إغلاق العينين، ووضع كمادات باردة على الجبين أو مؤخرة الرأس، ومحاولة أخذ قيلولة.
- ممارسة أساليب الاسترخاء، بما في ذلك تعلّم أساليب الارتجاع البيولوجي المساعدة في السيطرة والتعامل الصحيح مع المواقف المصحوبة بالتوتر؛ مما قد يساعد في تقليل عدد نوبات الصداع النصفي.
- وضَعْ روتين للنوم والطعام، والحرص على عدم النوم لمدة طويلة للغاية أو مدة غير الكافية، ويُنصَح باتباع مواعيد منتظمة للنوم والاستيقاظ يوميًّا، بالإضافة إلى مواعيد منتظمة لتناول الطعام يوميًا.
- شرب كميات كافية من السوائل، خصوصًا الماء.
- الاحتفاظ بمدوَّنة لتسجيل نوبات الصداع للمساعدة في تحديد محفزات الإصابة بنوبات الصداع النصفي والعلاجات الأكثر فاعلية.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، إذ قد تساعد في التقليل من التوتر، والوقاية من نوبات الصداع النصفي؛ ومن أمثلتها: المشي، والسباحة، وركوب الدراجات. ويُنصَح دائمًا بالإحماء ببطء لأنَّ التمرينات المفاجئة الشديدة قد تسبب الصداع.
المراجع
- ^ أ ب ت "Migraine", www.mayoclinic.org,31-5-2019، Retrieved 20-6-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Tracy Stickler,Kathryn Watson (23-12-2016), "Migraine Herbal Home Remedies from Around the World"، www.healthline.com, Retrieved 20-6-2019. Edited.
- ↑ "nccih.nih.gov", nccih.nih.gov,30-11-2016، Retrieved 20-6-2019. Edited.
- ↑ "Butterbur", nccih.nih.gov,9-2016، Retrieved 20-9-6-2019. Edited.
- ↑ Borhani Haghighi A1, Motazedian S, Rezaii R, Mohammadi F,and others. (3-2010), "Cutaneous application of menthol 10% solution as an abortive treatment of migraine without aura: a randomised, double-blind, placebo-controlled, crossed-over study."، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 20-9-6-2019. Edited.
- ↑ "Comparison between the efficacy of ginger and sumatriptan in the ablative treatment of the common migraine.", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 23-11-2019. Edited.
- ↑ "Migraine Treatments", www.ucsfhealth.org, Retrieved 21-11-2019. Edited.