الحساسيّة
الحساسية هي ردّ فعل مناعي ضدّ مادّة معيّنة مسبّبة للحساسية لشخص معين، إذ يتفاعل جهاز المناعة مع بعض المواد العاديّة بصورة مبالغة معتبرًا إياها أجسامًا معاديةً للجسم فيقاتلها، ونتيجة هذه المعركة تظهر بعض الأعراض، مثل: الحكّة الشّديدة، وكثرة السّوائل المختلفة، كالمخاط واللعاب والدّموع؛ وذلك لطرد الجسم الغريب من الجسم، ويحدث احتباس للسوائل وانتفاخ، وأزمة تنفسيّة، وسيلان في الأنف.
تتنوّع المواد التي قد تسبّب الحساسية لتصل إلى مئات الأشياء المحتملة والتي تختلف من شخص إلى آخر، لكن بصورة عامّة تتضمّن مسبّبات الحساسيّة حبوب اللقاح أو حساسية الرّبيع، والمعطّرات، والحيوانات، وأبواغ العفن، ولسعات الحشرات، وبعض الأدوية، والغبار، وعدد كبير من الأطعمة، مثل: منتجات الألبان، والمخبوزات المحتوية على الغلوتين، والأطعمة المعدّلة وراثيًا، والمحتوية على الصويا، والمواد المضافة كالمُحلّيات والألوان الصناعية، وكثير من الأطعمة العادية تكون مسبّبًا للحساسية لدى بعض الأشخاص كالموز مثلًا، والوسيلة الأفضل لمعرفة مسبب الحساسية إجراء فحص الحساسيّة الشامل[١]، [٢].
علاج الحساسية طبيعيًّا
بالرغم من صعوبة التّعامل مع الحساسية طبّيًا إذ إنّ تناول الأدوية المضادة للهستامين قد يكون مضرًا على المدى الطويل إلّا أنّه يوجد الكثير من العلاجات المنزلية العشبية وغيرها والتّوصيات للحدّ من رد الفعل المناعي، وتتضمّن تقوية المناعة، وتجنّب مصادر التحسّس، واستخدام بعض المواد الفعّالة لمحاربة الحساسيّة للمساعدة على علاج الحساسية في المنزل، ومنها ما يأتي[١]، [٢]، [٣]:
- خل التفاح: يستخدم خل التفاح منذ زمن بعيد في علاج الكثير من المشكلات الصحّية نظرًا لفوائده المتعدّدة، وبالنّسبة للحساسية فإنّ لخلّ التفاح القدرة على تقليل إفراز الجسم للمخاط وتنظيف الجهاز الليمفاوي، ممّا يقلّل من ردّ الفعل التحسسي، كما يساعد خل التفاح على عملية الهضم، ويساهم في تخفيف الوزن، والاستخدام الأفضل لخلّ التفاح يكون بخلط ملعقة من خل التفاح العضوي غير المصفّى بكوب من الماء وشربه ثلاث مرّات في اليوم بعد تناول الطعام.
- غسل فتحات الأنف: يوجد جهاز مخصّص لغسل الأنف يباع في الصيدليات يسمّى وعاء نيتي (Neti Pot)، يُملأ هذا الوعاء بمحلول ملحي ويغسل به الأنف وينظف، إذ إنّ الغرض الرّئيس من تكوّن المخاط في الأنف بالدرجة الأولى هو التخلّص من مسببات الحساسية وطردها إلى الخارج، وبهذه الطريقة يساعد الشّخص جسمه على طرد هذه الأجسام بصورة أسرع.
- مستخلص شجرة البلوط (Quercetin): يعدّ مادّةً غنيّةً بالفلافونويدات، وهي من مضادات الهستامين الطبيعية، ومضادات الالتهابات كذلك، تباع على شكل أقراص في الصيدليات.
- أوراق القُرَّاص (Nettle Leaf): يعدّ هذا النبات فعّالًا في محاربة إنتاج مادة الهستامين، فهو مضادّ طبيعي للهستامين، ويُستخدم بغلي أوراقه وشرب الماء الناتج عن الغلي.
- البكتيريا النافعة (Probiotics): أثبتت التجارب العلمية أنّه كلّما ازداد محتوى الجسم من البكتيريا النافعة قلّت الأمراض المناعيّة ومن ضمنها الحساسية، ويمكن الحصول على هذه البكتيريا عن طريق حبوب دوائيّة أو من مصادر طبيعيّة، كاللبن الرّائب، والمخللات.
- العسل: لا يوجد دليل علميّ يؤكّد أثر العسل على الحساسية، لكن تجارب الناس تؤيد فائدة تناول شراب العسل لمدة طويلة في تخفيف حالة الحساسيّة.
- نبات القبّعة عريضة الحوافّ (Butterbur): تؤخذ على شكل أقراص، وهي مضادّة للهستامين المسبّب للحساسية.
- تغيير نمط الغذاء: يتضمّن ذلك تجنّب مسبّبات الحساسية لكل شخص حسب حالته، وهذا الأمر يختلف من شخص إلى آخر.
- زيوت الأوميغا-3: وجدت دراسة ألمانية أنّ استهلاك الكثير من هذه الزيوت المفيدة يقلّل من خطر الإصابة بالحمّى التحسسيّة.
- الإسبيرولينا: أظهرت الإسبيرولينا قدرةً على التقليل من الحساسية ورفع المناعة؛ بسبب محتواها العالي من العناصر والفيتامينات، لكن يجب الحذر من تلوّث بعض المنتجات منها بمادة الزئبق السامّة.
- البيتاكاروتين: يعرف أنّه الصّبغة برتقالية اللون الموجودة في عدد من الخضار والفاكهة، مثل: البرتقال، والجزر، والبطاطا الحلوة، والسبانخ، واليقطين، والملفوف الأحمر، ولهذه المادّة فوائد متعدّدة، منها الحماية ضدّ الالتهابات، خاصّةً في المجاري التنفسيّة.
- العلاج بالإبر الصينية والأعشاب: أُجريت دراسة على مجموعة من المصابين بالحساسية جرى علاجهم بالوخز بالإبر مرّةً أسبوعيًا والأعشاب الصينية، كانت النتيجة قلّة أعراض الحساسية لدى المشاركين في الدّراسة بنسبة 85%.
- الزيوت الأساسية: توجد لبعض الزيوت فائدة في التّخفيف من الحساسية، وذلك بقتلها للميكروبات المسبّبة لها، ومنها زيت اليوكاليبتوس الذي يضاف إلى صابون الغسل السائل، وزيت اللبان الذكر الذي يمكن استعماله لدهن خلف الأذنين، وكذلك كتبخيرة للأنف، وكذلك زيت النعناع يستخدم بذات الطريقة.
- فيتامين ج: يُعرف بخاصّيته المضادّة للتأكسّد، ممّا يرفع من أداء جهاز المناعة ويحارب الحساسية عن طريق خفض نسبة مادّة الهستامين المسؤولة عن رد الفعل التحسسي، وللحصول على فائدة أكبر يفضّل تناول 2 غرام من فيتامين (ج) يوميًا.
أعراض الحساسية
تتنوّع الحساسية وشدّتها بتنوّع مسببتاها واختلاف ردّ فعل جهاز المناعة من جسم إلى آخر، لكنّها بصورة عامّة تتميّز بعدّة أعراض عامّة يشترك فيها أغلب المصابين بالحساسية، وعادةً يكون السّبب بردّ الفعل المناعي غير ضارّ لأغلب النّاس، كالغبار، وحبوب اللقاح، والعطور، لكنّه لبعض النّاس يكون محفزًا لرد فعل عنيف من جهاز المناعة، ومن هذه الأعراض ما يأتي[٣]:
- سيلان الأنف واحتقانه.
- العطاس بكثرة.
- سهولة نزول الدّموع من العينين.
- الشّعور بحكّة في العيون والأنف والحلق.
- السّعال.
- نزول إفرازات الأنف بصورة معاكسة؛ إذ تنزل من الأنف إلى الحلق من الخلف.
- الشّعور بالتعب والدوار.
- الشّعور بألم في الوجه وضغط فيه؛ بسبب تجمّع السّوائل كردّ فعل مناعي.
المراجع
- ^ أ ب Scott Frothingham (2018-7-11), "15 Home Remedies for Allergies"، healthline, Retrieved 2019-6-28. Edited.
- ^ أ ب wellnessmama staff (N.D), "9 Natural Remedies for Seasonal Allergy Relief"، wellnessmama, Retrieved 2019-6-28. Edited.
- ^ أ ب Cathy Wong (2019-6-17)، "8 Natural Remedies for Allergies"، verywellhealth، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-28.