علاج الضغط العالي للحامل

كتابة:
علاج الضغط العالي للحامل

الضغط العالي للحامل

يُحدَّد ضغط الدم من خلال كمية الدم التي يضخها القلب ومقدار مقاومة تدفّقه في الشرايين، ويُعدّ ارتفاع ضغط الدم من الحالات الشائعة التي يضخ فيها القلب كميةً كبيرةً من الدم أو تصبح الشرايين ضيقةً، أو كلاهما معًا، فيتسبب ذلك في حدوث ارتفاع في الضغط، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض؛ مثل: مرض القلب، والسكتة الدماغية.[١]

يؤثر ارتفاع ضغط الدم في العديد من النساء الحوامل، إذ تصاب المرأة الحامل بارتفاع ضغط الدم في أيّ وقت أثناء الحمل، ويؤدي إلى الإصابة بالعديد من المضاعفات الخطيرة لدى الأم أو طفلها الرضيع أو كليهما، لكن يوجد العديد من الطرق الوقائيّة والعلاجيّة لهذه الحالة.[٢]


علاج الضغط العالي للحامل

ارتفاع الضغط في الحمل يتبع مجموعة مختلفة من الإرشادات تختلف عن تلك المتبعة في حالة ارتفاع ضغط الدم عند أشخاص آخرين، والهدف الرئيس من العلاج لدى النساء الحوامل منع تطوّر مضاعفات أكثر خطورة؛ مثل: تقييد نمو الجنين، أو انفصال المشيمة، وعند علاج ضغط الحمل يجب الأخذ بعين الاعتبار صحة كلٍّ من الأم والجنين. وتشمل خيارات العلاج الأكثر شيوعًا للنساء الحوامل المصابات بارتفاع ضغط الدم ما يأتي:[٣]

  • الراحة على السرير، منذ مدة طويلة تُستخدم الراحة في الفراش وتقليل النشاط في علاج ضغط الحمل، بغض النظر عن السبب الكامن وراءه، وعلى الرغم من أنّ هذه الممارسة قد استُخدمت لمدة طويلة ولا تزال خيارًا شائعًا للعلاج، لكن لا يوجد سوى القليل من الأدلة القوية التي تدعم فاعلية هذا العلاج، وتُعدّ النتائج مختلطة في هذا المجال، فقد أظهرت بعض الدراسات أنّ الراحة في الفراش لا تقدّم أيّ فوائد وقائية، بينما أظهرت دراسات أخرى انخفاضًا ضئيلًا لكنه قابل للقياس يقلل من خطر تطوّر ارتفاع ضغط الدم للأشد أو الولادة المبكرة، وبسبب عدم وجود أدلة قوية لا ينبغي تصنيف الراحة في الفراش طريقة علاجية نهائية، ومع ذلك، فإنّ النشاط المقيّد لا يشكل أيّ مخاطر مرضية، ويُستخدَم إذا كان لا يضر بالروتين اليومي، وفي الحالات التي توجد فيها مشاكل معروفة مع تدفق الدم عبر المشيمة، كما في حال الإصابة بالقصور المشيمي، توفر الراحة في الفراش بعض الفوائد الإضافية.
  • العلاج بالأدوية، يُعدّ العلاج بـالأدوية طريقة فعّالة ومثبتة لتخفيف ضغط الدم أثناء الحمل، ورغم أنّه يجب توخي الحذر عند اختيار الأدوية وجرعتها؛ نظرًا لأنّ العلاج بالأدوية أثناء الحمل يحمل بعض المخاطر لكلٍّ من الأم والطفل؛ فإنّه عادةً ما يُستخدَم فقط في الحالات التي يبدو فيها ضغط الدم مرتفعًا جدًا، ذلك عندما يزيد ضغط الدم على 150/100 ملم زئبقيًا، وتُقسّم الأدوية التي تستخدم في علاج ضغط الحمل وفق ما يأتي:
    • العلاج بالأدوية قصيرة الأمد، ومن هذه الأدوية اللابيتالول (Labetalol)، الذي هو من الأدوية الحاصرة لمستقبلات البيتا، والهيدرالازين (Hydralazine)، والنفيديبين مستمر المفعول (Sustained-release nifedipine)، وهو من حاصرات قنوات الكالسيوم وغيرها، وعلى المدى القصير إذا كانت هذه الأدوية غير قادرة على التحكم بضغط الدم يُستخدم دواء يسمى ديازوكسيد (diazoxide) أحيانًا إذا كانت هناك حاجة إلى التحكم الفوري بضغط الدم.
    • العلاج الدوائي طويل الأمد، بالنسبة إلى العلاج طويل المدى الذي يجب أن يستمر لأسابيع أو أشهر، فإنّ خيارات الأدوية متشابهة، ويُعدّ اللابيتالول أحد أكثر الأدوية شيوعًا بين النساء الحوامل المصابات بضغط الحمل، ورغم أنّ الأدوية جميعها تحمل مخاطر فريدة للمرضى الحوامل، لكن قد ثبت أنّ اللابيتالول آمن عمومًا للاستخدام أثناء الحمل، وإضافة إلى اللابيتالول توجد بعض الأدوية المستخدمة وتشمل ميثيل دوبا (Methyldopa)، وحاصرات قنوات الكالسيوم طويلة المفعول؛ مثل: النيفيديبين (Nifedipine).

تجدر الإشارة إلى أنَّ بعض الأدوية قد تعرّض الطفل أو الأم للخطر، ومن هذه الأنواع: مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACEI)، ومثبطات الرينين، وحاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين (ARBs)، إذ تملك هذه الأدوية القدرة على العبور خلال مجرى الدم والوصول إلى الطفل وتعريضه للخطر.[٤]

إذا كان ارتفاع ضغط الدم الحملي حادًا أو في حال الإصابة بمقدمات الارتعاج -المرحلة التي تسبق تسمم الحمل- أو تسمم الحمل، قد يُنفّذ العلاج داخل المستشفى لمراقبة المرأة الحامل عن كثب، كما قد ينفّذ العلاج بالولادة بالاعتماد على شدة ارتفاع ضغط الدم، وكذلك مدى طول مرحلة الحمل، وفي هذه الحالة قد يصف الطبيب الأدوية المساعدة في نضوج الجنين، كما قد يصف الأدوية المضادة للاختلاج؛ مثل: كبريتات المغنيسيوم، لمنع الإصابة بالنوبات التشنجية.[٢]


مضاعفات الضغط العالي للحامل

توجد عدة أثار محتملة قد تصيب الأم أو الطفل عند التعرض لضغط الدم المرتفع، وتوضّح على النحو الآتي:[٥]

  • مضاعفات الضغط العالي للأم: ومنها:[٥][٦]
    • مقدمات الارتعاج، أحد المضاعفات التي قد تحدث أثناء الحمل وتتميز بارتفاع الضغط الدم العالي وحدوث ضرر لأعضاء أخرى في الجسم؛ مثل: الكلى والكبد، تبدأ هذه الحالة بعد مرور 20 أسبوعًا من الحمل قد تؤدي هذه الحالة إلى وفاة الأم.
    • تسمم الحمل، هذه الحالة متقدمة من مقدمات الارتعاج وتسبب التشنجات، وتستدعي الولادة على الفور بغض النظر عن عمر الحمل.
    • الجلطات الدماغية.
    • الولادة المبكرة عن طريق تناول أدوية تسريع المخاض لإحداث المخاض صناعيًا وولادة الطفل.
    • انفصال المشيمة.
  • مضاعفات الضغط العالي للطفل: الولادة المبكرة الخطر الأكبر على الطفل في حال معاناة الأم من ارتفاع ضغط الدم، والولادة المبكرة تلك التي تحدث قبل الأسبوع 37 من الحمل، كما أنّ ارتفاع ضغط الأم يعيق وصول الأكسجين والمغذيات إلى الطفل.


أسباب الضغط العالي للحامل

توجد عدة أسباب محتملة لارتفاع الضغط أثناء الحمل، ومن أبرزها ما يأتي:[٤]

  • زيادة الوزن.
  • قلة نشاط الجسم والحركة.
  • التدخين.
  • شرب الكحول.
  • الحمل للمرة الأولى.
  • وجود عامل وراثة.
  • الحمل بأكثر من طفل واحد في الوقت نفسه.
  • الحمل بعد سن 35.
  • استخدام أساليب الحمل والتلقيح الصناعي.
  • المعاناة من مرض السكري، أو بعض أنواع أمراض المناعة الذاتية.


أنواع الضغط العالي أثناء الحمل

توجد ثلاثة أنواع لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، وتُوضّح الأنواع الثلاثة وفق الآتية:[٤]

  • ارتفاع الضغط المزمن، في بعض الحالات يصبح ارتفاع الضغط موجودًا عند الأم قبل الحمل وتُسمّى الحالة المزمنة، وتُستخدَم أدوية الضغط في علاجها، كما يصنّف ارتفاع الضغط الذي يبدأ خلال أول 20 أسبوعًا بالمزمن.
  • ارتفاع الضغط الحملي، هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم يظهر بعد أول 20 أسبوع من الحمل، وهذا النوع يختفي بعد انتهاء الحمل، ويزداد خطر تطوّر ارتفاع الضغط الحملي إلى مقدمات الارتعاج في حال ظهر قبل الأسبوع الثلاثين من الحمل.


نصائح للوقاية من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

يُحَدّ من ارتفاع ضغط الدم من خلال الآتي:[٢]

  • الحد من تناول الملح.
  • الحفاظ على رطوبة الجسم بشرب كميات كافية من السوائل.
  • اتباع نظام غذائي متوازن غني بالأطعمة النباتية، والابتعاد عن تناول الأطعمة المصنعة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الحرص على الالتزام بإجراء الفحوصات الدوريّة قبل الولادة.
  • تجنب تدخين السجائر.


المراجع

  1. Mayo Clinic Staff (12-5-2018), "High blood pressure (hypertension)"، www.mayoclinic.org, Retrieved 15-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت Jamie Eske (12-12-2018), "What to know about high blood pressure during pregnancy"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 1-10-2019. Edited.
  3. Craig Weber, MD (29-4-2019), "Treatment Options for Gestational Hypertension"، verywellfamily, Retrieved 12-6-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت "High Blood Pressure During Pregnancy", www.healthline.com, Retrieved 12-6-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "high blood pressure during pregnancy ", www.cdc.gov, Retrieved 12-6-2019. Edited.
  6. "Preeclampsia", www.mayoclinic.org, Retrieved 12-6-2019. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×